الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عمر عاقيل يكتب: تصحيح الأوضاع الإدارية

صدى البلد

تصورات مستقبلية عديدة ترتسم في مخيلة كل مهتم ومتابع للكرة المغربية لمرحلة ما بعد أزمة كورونا، ما يرفع كم وكيف اﻹحتمالات لما سيكون عليه الحال في مرحلة ما بعد كورونا، خصوصا مع قرار استئناف ما تبقى من الموسم الكروي، وﻷن وباء كورونا قد يكون سببا رئيسيا ودافعا ﻟﺘﺴﺮﻳﻊ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﻤﻨﺸﻮﺩﺓ ﻓﻲ جامعة الكرة واﻷندية ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﺨﻔﻴﻒ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ التي لاحقت بها جراء إدارة التسيير الهاوي، وذلك بنقلة ﻧﻮﻋﻴﺔ ﺗﺨﺮﺟﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﺤﻴﻄﻬﺎ العبثي الهاوي ﻭﻧﻤﻄﻬﺎ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻱ ﺍﻟﻤﺘﻐﻠﻐﻞ منذ عصر ﺍﻟﻬﻮﺍﻳﺔ، ﺇﻟﻰ ﻭﺍﻗﻊ ﺟﺪﻳﺪ ﻳﻌﺘﻤﺪ على الإحتراف الفعلي اﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﺛﻘﺎﻓﺔ العديد من ﺇﺩﺍﺭﺍﺕ ﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻨﺎ ﺍلكروية، ﻭﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻟﺔ ﻻ بد ﻣﻦ ﺇﺣﺪﺍﺙ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺷﺎﻣﻞ ﻓﻲ فكر المسؤول المغربي، مادام يعتبر ﺍﻟﻤﺤﻮﺭ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ واﻷساسي في تطور ﻭﺭﻗﻲ ﺃﻱ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﺃﻭ ﺗﺨﻠﻔﻬﺎ، ﻭﻷﻧﻨﺎ طالما ﺃﻋﺘﺪﻧﺎ في كرتنا ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻬﺮﻡ ﻣﻘﻠﻮﺑﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺷﺆﻭﻥ كرتنا ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ، ﻃﺒﻘﻨﺎ ﺍﻹﺣﺘﺮﺍﻑ في الكثير من مفاصله ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻼﻋﺒﻴﻦ وما إلى ذلك من أشياء أخرى، ﻗﺒﻞ ﺃﻥ يطبق ﻋﻠﻰ المسيير المغربي، ﻭﻷﻥ ﻓﺎﻗﺪ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻻ ﻳﻌﻄﻴﻪ، ﺃﺗﺖ ﻣﺨﺮﺟﺎﺕ ﺍﻹﺣﺘﺮﺍﻑ ﺳﻄﺤﻴﺔ تماما بأن ﺭﻛﺰﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺸﻮﺭ ﻭﺗﺮﻛﻨﺎ ﺍﻟﻤﻀﻤﻮﻥ، ﻭﻣﺎ ﺗﺠﻨﻴﻪ كرتنا إداريا ﻣﻦ أزمات ﻭﺭﺍﺀ ما يدعى اليوم باﻹﺣﺘﺮﺍﻑ، يبقى ﻓﻲ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﻣﺤﺼﻠﺔ كارثية ﻣﺎ ﺍﺭﺗﻜﺒﻨﺎﻩ ﻣﻦ ﺃﺧﻄﺎﺀ ﻣﻨﺬ ما يقارب عقد من الزمن.
ﺍﻟﺬﻱ ﺿﺎﻋﻒ ﻣﻦ ﺣﺠﻢ ﺍﻟﻔﺠﻮﺓ ﻓﻲ كرتنا ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺗﻐﺮﺩ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺴﺮﺏ، وزاد من تأزيم الوضع في الكثير من مخرجات اﻹحتراف لدينا، هو ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺎﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ المتحجرة ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺗﻬﻴﻤﻦ ﻭﺗﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺪﺭﺍﺕ أنديتنا ﻣﻨﺬ ﻋﻘﻮﺩ، ﻭﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻣﻨﺬ ﺗﻌﺎﻃﻴﻨﺎ ﻣﻊ ﺍﻹﺣﺘﺮﺍﻑ ﻳﻜﺸﻒ ﻣﺪﻯ ﺿﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﺃﻏﻠﺐ ﻣﺆﺳﺴﺎت كرة القدم المغربية، ﻭﺷﺘﺎﻥ ﺍﻟﻔﺎﺭﻕ الكبير ﺑﻴﻦ ﺍﻹﺣﺘﺮﺍﻑ ﺍﻟﻮﻫﻤﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﻨﻌﻪ ﺇﺩﺍﺭﻳﻮﻥ ﻫﻮﺍﺓ ﻻ ﻳﺪﺭﻛﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻹﺣﺘﺮﺍﻑ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﻤﺴﻤﻰ، ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻹﺣﺘﺮﺍﻑ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ، ﻭﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﺇﺩﺍﺭﻳﻴﻦ ﻗﺎﺩﺭﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺇﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺘﻐﻴﺮ ﻓﻲ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﺘﻌﺎﻃﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ، ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻹﺧﻔﺎﻕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ الكرة المغربية ﻣﻨﺬ ﺍﺭﺗﺒﺎﻃﻨﺎ ﺑﺎﻹﺣﺘﺮﺍﻑ الوهمي، ﻓﻬﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﻲ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ فكر ﺇﺩﺍﺭي هاوي ﻣﻊ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺨﺼﺺ ﻭﺗﺤﻜﻤﻬﺎ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﻭﺍﻟﻠﻮﺍﺋﺢ، ﻭﻫﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻘﺒﻮﻝ بعد ما يقارب عقدا من الزمن ﻣﻦ ﺑﺪﺀ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ ﺍﻹﺣﺘﺮﺍﻑ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ المسيير المغربي يعمل ﺑﻨﻈﺎﻡ احتكار الجمعية ما يمس بهوية الأندية المغربية ؟
ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﻌﺘﺮﻑ ﺑﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﻣﻮﺍﺟﻬﺘﻬﺎ ﺑﻜﻞ ﺷﺠﺎﻋﺔ، ﻫﻲ ﺃﻥ ﺃﺯﻣﺔ كرتنا ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ محضة تتمثل ﻓﻲ ﻭﺟﻮﺩ أسماء إدارية تتقن العمل بالهواية، أكثر من فهمها كرة القدم مبنية على متطلبات إحتراف حقيقي، ما يحثم اليوم ضرورة إحداث تغيير مع العقلية الإدارية، ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻳﺮ شؤون ﻣﺆﺳﺴﺎت الكرة ولجانها، وهي ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﺔ ﻋﻦ ﺇﺧﻔﺎﻗﺎﺕ أنديتنا في أزماتها المتكررة.
جاﺋﺤﺔ كورونا ﻓﺮﺻﺔ فعلية ﻹﺻﻼﺡ ﺍﻟﻮﺿﻊ الراهن داخل منظومة الكرة ﻭﺗﻘﻮيم كل اﻹعوجاجات التي سلكتها، ﻭﻣﺘﻰ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﻮﻥ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻭﺍﻟﻤﺎﻟﻲ ﻭﻭﻗﻒ ﻣﺼﺎﺭﻳﻔﻪ ﺍﻟﻤﻬﺪﺭﺓ عبثا ﺑﺎﻷﻧﺪﻳﺔ، ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﺴﺘﺪﻋﻲ ﺃﻭﻟﻮﻳﺎﺕ ﺍﻹﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍلمتمثلة ﺑﺎﻟﻜﻔﺎﺀﺓ ﻭﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮﻳﻦ الأكفاء ﻟﺸﺆﻭﻥ الجامعة والعصبة وما يدور في فلكها من أندية، ﺍﻟﺘﻲ تسير ﺇﺩﺍﺭﺗﻬﺎ ﻭﻓﻖ ﻧﻈﺎﻡ ﻭﺳﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﻢ ﻻ ﺗﻨﺤﺮﻑ ﻋﻦ ﻣﺴﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ، ﻭﺑﺨﻼﻑ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﻣﻦ ﻫﺪﺭ ﻭﺍﺳﺘﻨﺰﺍﻑ ﺳﻮﺍﺀ ﺑﻌﻠﻢ ﺃﻭ ﺟﻬﻞ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻭﺍﻟﻤﺎﻟﻲ ﻟﻸﻧﺪﻳﺔ ﻗﺪ ﺣﺎﻥ ﻭﻗﺘﻪ ﻓﻌﻠﻴﺎ، ﻧﻈﺮﺍ ﻟﻤﺎ ﺗﺴﺘﻮﺟﺒﻪ ﺗﺪﺍﻋﻴﺎﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻤﻔﺼﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻼﺷﻚ ﺳﺘﻐﻴﺮ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﻣﻼﻣﺢ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍلكروية وأخلقتها، ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻳﻀﺎ ﺗﻘﻨﻴﻦ ﻭﻏﺮﺑﻠﺔ تعيين أسماء بالتصفيق، ﺣﻴﺚ ﺇﻧﻬﺎ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﻣﺘﺄﺻﻠﺔ ﻣﻨﺬ ﻋﻘﻮﺩ ﺃﻫﻤﻠﺖ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺍلرجل ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺐ، ﻭﺃﻓﻘﺪﺕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ داخل اﻷندية ﻗﻮﺗﻪ ﻭﻓﺎﻋﻠﻴﺔ ﺃﺩﺍﺋﻪ، ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻔﺎﻭﺕ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺨﺒﺮﺍﺕ، ﻟﺬﺍ ﻫﻲ ﻓﺮﺻﺔ ﻟﻠﺘﻐﻴﻴﺮ، ﺇﺫﺍ ﺭﻏﺐ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻓﻴﻪ، ﻭﺇﺫﺍ ﻛﻨﺎ ﻓﻌﻼ ﺟﺎﺩﻳﻦ ﻓﻲ ﻣﺴﻠﻜﻪ.
ربما تكون الاندية ﻗﺪ ﺍﺳﺘﻮﻋﺒﺖ ﺍﻟﺪﺭﺱ جيدا من جائحة كورونا، ﻭقررت فتح نافذة جديدة ﺑﻤﺮﺍﺟﻌﺔ ﺳﻴﺎﺳﺎﺗﻬﺎ ﻭﺧﻄﻄﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻣﻮﺍﻛﺒﺔ ﺗﺒﻌﺎﺕ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﻭﺍﻟﻈﺮﻑ ﺍﻟﺤﺮﺝ، ﺍﻟﺬﻱ ﻇﻬﺮﺕ ﺁﺛﺎﺭﻩ ﺳﺮﻳﻌﺎ ﻋﻠﻰ كبريات أندية العالم، بدءا من اﻹلتزام بكبح تسابقها المحموم ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﻭﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻘﻄﺎﺏ اللاعبين بمبالغ مالية مبالغ فيها، ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﺠﺎﻭﺯﺕ ﺃﺭﻗﺎﻣﻬﺎ ﺍﻟﺤﺪ ﺍﻟﻤﺴﻤﻮﺡ ﺑﻪ، ﻣﺘﻜﺒﺪﺓ ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ ﻭﻣﺼﺎﺭﻳﻒ ﺃﺛﻘﻠﺖ ﻛﺎﻫﻠﻬﺎ، ﻭﻗﺼﻤﺖ ﻇﻬﺮﻫﺎ، ﻭﺟﻌﻠﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻫﺎ.
هي محطة انطلاق جديدة بات لزاما فيها على أصحاب القرار إيجاد الحلول لكل القضايا التي تواجه الأندية المغربية، فالأمر يحتاج قرارا رياضيا من أعلى المستويات وأن يكون الحل جذريا، بوضع سياسات متطورة وجديدة لأنديتنا تعيد لها الحياة وتعطي روح المبادرة في حل الكثير من المعاناة والمشاكل أبرزها المادية التي تواجهها في معظم مفاصل عملها، ومهما تكن الأسباب والحلول التي يمكن الوصول إليها، فلا بد من وضع خطط استراتيجية جديدة لكل أنديتنا لكي تعيد هيكلتها من جديد وتسهم من خلالها في تقدم وتطور كرتنا بما يتناسب مع الوضع الراهن ما بعد أزمة كورونا