الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من أمريكا للاتحاد الأوروبي.. الخناق يضيق على أردوغان في البر والبحر

صدى البلد

تخوض تركيا العديد من الصراعات الناجمة عن تدخلها في شؤون الدول الأخرى ومحاولة إيجاد موطئ قدم لها تمكنها من تنفيذ الأجندة التي يتبناها رئيسها، رجب طيب أردوغان، سواء في البحر الأبيض المتوسط، أو في ليبيا، وهو الأمر الذي قوبل برفض واستهجان دوليين.


وعزز الرفض الدولي للتدخل التركي في ليبيا والسياسات التركية في البحر المتوسط إلى بلورة مجموعة من المواقف والخطوات الدولية التي ضيقت الخناق، ولا تزال تفعل، على الرئيس التركي. حيث أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية أنها تعتزم إجراء تدريبات عسكرية مع قبرص للمرة الأولى.


وتأتي الخطوة الأمريكية استكمالا لسابقة أمريكية، ففي العام الماضي، أنهى الكونجرس الأمريكي، حظرا استمر عقودا لبيع الأسلحة للجزيرة القبرصية، التي تحتل تركيا ثلثها الشمالي. وقال  وزير الخارجية مايك بومبيو إن بلاده  ستقوم للمرة الأولى بتمويل تدريبات عسكرية لقبرص كجزء من الأمنية الآخذة في التوسع، بحسب وصفه. لافتا إلى هذه الخطوة تأتي في إطار السياسة الأمريكية الرامية إلى تعزيز الاستقرار بمنطقة شرق المتوسط.


وفي رد فعل تركي على الخطوة الأمريكية التي تعتبرها تركيا خطيرة، قالت أنقرة إن إنهاء الحظر سيؤدي إلى احتكاك غير ضروري، وهو مالم تأخذه واشنطن في الاعتبار وأعلنت عن المناورات العسكرية مع الجانب القبرصي.


من ناحية أخرى، يلقى أردوغان رفضا دوليا لتدخلاته في ليبيا، حيث أعلن وزير الخارجية اليوناني، نيكوس دندياس، إن مذكرة التفاهم التي وقعها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحكومة الوفاق في ليبيا حول ترسيم الحدود البحرية في المتوسط مرفوضة، مؤكدا أن بلاده سترد على أي محاولة لانتهاك حقوقها القانونية بالطريقة المناسبة.


وتتقاطع المذكرة التركية التي وقعها أردوغان والسراج مع طموحات أنقرة في التحول إلى مركز اقليمي للطاقة يمكنه سد الطلب المتزايد عليها داخليا، وابتزاز أوروبا المتعطشة للغاز الطبيعي والتي كانت لفترة طويلة تحت رحمة غاز الدب الروسي.


وقد أدى الإدرك الأوروبي للمطامع التركية إلى العمل على إفشال خطة أردوغان، واصطفاف دول الاتحاد الأوروبي التي لم تقبل انضمام تركيا إليها رغم لهث أنقرة المتوالي منذ سنوات طويله في هذا الشأن، والوقوف صفا واحدا في وجه أردوغان،  خاصة أن إفشال القبضة التركية على ليبيا من شأنه أن يضعف أنقرة أيضا في ابتزازها لأوروبا بملف اللاجئين.


وشهدت الأيام الماضية مشاحنات بين تركيا وفرنسا التي اتهمت أنقرة بانتهاك القوانين البحرية بتنقيبها في المتوسط. وقال مجلس الشيوخ الفرنسي، أن اتفاقية تركيا مع السراج ليس لها أى قيمة، موضحا أن الاتحاد الأوروبي يدعم موقفنا ضد تركيا.


وكان مندوب فرنسا لدى مجلس الأمن، فرانسوا ديلاتر، كشف عن قيام البحرية التركية بنقل السلاح إلى طرابلس في انتهاك صارخ لمقررات مؤتمر برلين وقرارات مجلس الأمن، وقال إن ليبيا بدأت تتحول إلى سوريا ثانية، فيما قال الرئيس الفرنسي إن تركيا تقوم بلعبة خطيرة في ليبيا.


وأعلنت السفارة الفرنسية في قبرص أيضا مشاركة فرنسا في مناورات عسكرية مع 3 دول أوروبية مجاورة لتركيا، هي  قبرص واليونان وإيطاليا، في مياه البحر الأبيض المتوسط.