الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. أمل مصطفي تكتب: أنا مش أنا

صدى البلد


عند تأمل الحياة حولنا ، نرى اننا اصبحنا فى مجتمع تسوده المظاهر ، واصبح الفرد لا ينظر الى نفسه اكثر من نظره الى الاخر وتقييمه ، على ما يمتلكه ، وما يقتنيه ، وما يرتديه ، وهل يملك حساب بالبنك ام لا..! مما دفع اصحاب النفوس الضعيفة الى انهم ينسجون عالم خاص يعيشون به ، ويوهومون الآخرين بانهم من طبقة غير الطبقة التى ينتمون اليها ..  فعندما يكونوا فى وسط معين او مع مجموعة معينة من الناس يكونوا على غير حقيقتهم لا يستطيعون عمل اى اتساق ما بين باطنهم ، ومظهرهم الذى يظهرون به للناس ..! مثلا يتكلمون على انهم فى مستوى مادى معين ، وعن مشتريات ومقتنيات وهمية ، ويتحدثون وبين مفرداتهم لغة اخرى لإيهام الغير بمستوى معين من الثقافة ، او التحدث عن رحلات وهمية ، او انه قضى المصيف مثلا فى احد المصايف الراقية ، او خارج البلاد ، او انه يسكن بمنطقة معروفة برفاهية ساكنيها ، ونراه ينسب لنفسه العديد من الانجازات الوهمية حتى يحمد ويشكر على نجاحات لم يفعلها ..!! حتى فى المناقشات التى تحتاج راى ومشورة يبدى الفهم والعلم وهو ابعد ما يكون عن المعرفة وغير مدرك للمعلومة ،  كل ذلك لينال رضى الغير وتقديرهم واحترامهم ولكنه فى نفس الوقت يفقد احترامه لنفسه وتقديره لذاته لان كل ما يشغله هو كيف يظهر للناس وكيف يرضيهم ويبهرهم بزيف مظهره وكذبه وخداعه ، اصبح يلهث لارضاء الناس ونسى رضى الخالق واهتم بنظر الناس اليه ونسى نظر الخالق له.. 
 وقد أرجع علماء النفس الاهتمام بالمظاهر أو حب الظهور لمرض نفسي، نتيجة الإحساس بعقدة النقص لدى بعضهم، ممن هم أعلى من مستواهم. ويرجع السبب الأساسي إلى قلة الإيمان بالله، ولعدم الرضا الكامل بقضاء الله و بالنصيب.
محبو المظاهر يعيشون في قلق و توتر دائم، وتأخذ التعاسة والهم منهم كل مأخذ، وقد يضطرون أحيانا إلى ارتكاب بعض جرائم الاختلاس والسرقة، لمجاراة المظاهر الكاذبة.. وذلك لاننا اصبحنا بمجتمع استهلاكى مادى يقيس البشر بمظهرهم وما يمتلكونه او يقتنونه من نفائس ، وكيف يتحدثون ، ولا يقيم افراده باخلاقهم ، وفكرهم ، ولا بما تحتويه عقولهم ، وقلوبهم من افكار ومشاعر ، كذلك السوشيال ميديا شجعت هؤلاء على التصنع والكذب والكل يعرض احسن مالديه وتفاصيل حياته والمواقف الحسنة منها ، جعل الكل يتنافس فى اظهار نفسه احسن الناس واغناهم واجملهم ، لا احد يلوم الاغنياء ولا الميسورين ولا المثقفين ومن يستعينون ببعض اللغات فى توضيح مقصدهم ، وكل انسان له الحق فى تطوير ذاته..! اللوم والخطاء فى التقليد والتصنع والزيف وعدم اظهار حقيقة انفسنا لننال احترام الغير على ماليس فينا..
فكن انت فى تعاملك ، فى حديثك وسلوكياتك ، وابهر من حولك باخلاقك واسلوبك وتعاملك وكرمك وجدعنتك وشهامتك ، بحكمتك وهدوئك فى ادارة الازمات ، كن انت كما انت تحترم ويحترمك الناس وتكسب محبتهم لان المحبة من الله فلا احد يحبك وتكسب مودته بتصنعك وكذبك وزيف اخلاقك ، او ان تنال رضاهم لانتمائك لطبقة معينة فرضى الناس ايضا ليس بايدينا فانت لا تحتاج ان تتخلى عن ذاتك لكسب رضى اى حد..! لكن ما يهم ان ترضى عن نفسك تقدرها وتقدر ما تحتويه من صدق وحب للغير ومشاعر وتعمل على تطوير نفسك واكسابها خبرات ومعرفة تزيدك من الثقة مما يجعل الجميع يحترمك ويقدرك فكن انت كما انت حتى لا تردد داخلك ديما انا مش انا ..