قال الكاتب الصحفى علاء ثابت رئيس تحرير جريدة الأهرام، إن كل تلك المحن التي تعرض لها قطاع السياحة ومعه قطاع الآثار لم توقف الطموحات الكبيرة الملقاة على عاتق هذين القطاعين الحيويين والمتكاملين, فقد استطاعت مصر فى ظل تلك الظروف الصعبة تهيئة بنيتها التحتية فى مجال السياحة لتحقق نقلة نوعية تضعها فى المكانة العالمية, التى تستحقها بفضل إمكاناتها الطبيعية من بحار تزخر بأجمل شواطئ العالم وأنقاها وأغناها بالشعاب المرجانية وأماكن السياحة والغوص وحتى مخزونها الضخم من آثار العالم القديم, خاصة الحضارة الفرعونية التى لا يوجد لها مثيل فى العالم, لكن كانت تنقصنا بعض القدرات والخبرات المتعلقة باستقبال السائح ومعرفة احتياجاته وتوفير الخدمات المناسبة له، وأن نهتم بأن تكون معاملة السائح متميزة وتبرز الجوانب الإيجابية الإنسانية والحضارية للشعب المصرى.
وأضاف علاء ثابت: وكذلك تعريف السائح بما تتميز به مصر من فنون وتنوع عمرانى وأكلات شعبية شهية, ولكى يطلع السائح على الجوانب المختلفة والمتميزة فى مصر, فلا بد أن نقدم له السياحة بكل مفرداتها الثقافية والترفيهية والعلاجية والمعرفية, فالسياح ليسوا نوعا واحدا وليس لهم هدف واحد, وكلما تنوع منتجنا السياحى, فإن عناصر الجذب تزداد ومعها عدد الليالى السياحية التى يقضيها السائح والسمعة التى يمكن أن نصنعها من خلال الاستقبال الكريم والمحترم للسائح, فعلى الرغم من كل ما شهدته مصر من مؤامرات إرهابية طوال العقد الأخير, فإنها من أكثر الدول فى العالم أمنا, لكن هناك عيوبا علينا أن نعترف بها ونعالجها بدءا من النظافة العامة ومعدلات التلوث العالية فى الهواء؛ لأن السائح الأجنبى يهتم كثيرا بعوامل النظافة وحريص على ألا يصاب أو يتأثر بالأمراض التى يسببها إهمال النظافة، وارتفاع الملوثات.
وأوضح "ثابت"، فى مقاله المنشور اليوم الجمعة بصحيفة "الأهرام" أن إن النهوض بقطاعى السياحة والآثار لا تقتصر أهميته على الجانب الاقتصادى فقط، بل إنه أحد أهم رموز مصر وقوتها الناعمة، ولهذا سعدت بالمستوى العمرانى الرائع للمتحف الكبير والجهد المبذول، ليكون من أفضل متاحف العالم. وامتداد الاهتمام إلى المنطقة المحيطة بالأهرامات ونزلة السمان، والتى لم تكن تليق بمصر وحضارتها، وأعظم أثر قديم فى العالم، وهذا الاهتمام أجده فى ميدان التحرير والمتحف القديم، ليليق بكونه أهم ملمح فى القاهرة.
إلى نص المقال:
يستعد قطاعا السياحة والآثار لقفزة كبيرة فى العام المقبل لتعويض سوء الحظ, الذى لازمهما طوال العقد الأخير من الاضطرابات التى شهدتها مصر والمنطقة فى مطلع 2011, وحتى تفشى وباء كورونا فى العالم مؤخرا, وبينهما عمليات إرهابية تعرضت لها مصر من الشرق والغرب, وكان ذروتها حادث إسقاط الطائرة الروسية فى سيناء.
لكن كل تلك المحن التى تعرض لها قطاع السياحة ومعه قطاع الآثار لم توقف الطموحات الكبيرة الملقاة على عاتق هذين القطاعين الحيويين والمتكاملين, فقد استطاعت مصر فى ظل تلك الظروف الصعبة تهيئة بنيتها التحتية فى مجال السياحة لتحقق نقلة نوعية تضعها فى المكانة العالمية, التى تستحقها بفضل إمكاناتها الطبيعية من بحار تزخر بأجمل شواطئ العالم وأنقاها وأغناها بالشعاب المرجانية وأماكن السياحة والغوص وحتى مخزونها الضخم من آثار العالم القديم, خاصة الحضارة الفرعونية التى لا يوجد لها مثيل فى العالم, لكن كانت تنقصنا بعض القدرات والخبرات المتعلقة باستقبال السائح ومعرفة احتياجاته وتوفير الخدمات المناسبة له، وأن نهتم بأن تكون معاملة السائح متميزة وتبرز الجوانب الإيجابية الإنسانية والحضارية للشعب المصرى.
وكذلك تعريف السائح بما تتميز به مصر من فنون وتنوع عمرانى وأكلات شعبية شهية, ولكى يطلع السائح على الجوانب المختلفة والمتميزة فى مصر, فلا بد أن نقدم له السياحة بكل مفرداتها الثقافية والترفيهية والعلاجية والمعرفية, فالسياح ليسوا نوعا واحدا وليس لهم هدف واحد, وكلما تنوع منتجنا السياحى, فإن عناصر الجذب تزداد ومعها عدد الليالى السياحية التى يقضيها السائح والسمعة التى يمكن أن نصنعها من خلال الاستقبال الكريم والمحترم للسائح, فعلى الرغم من كل ما شهدته مصر من مؤامرات إرهابية طوال العقد الأخير, فإنها من أكثر الدول فى العالم أمنا, لكن هناك عيوبا علينا أن نعترف بها ونعالجها بدءا من النظافة العامة ومعدلات التلوث العالية فى الهواء؛ لأن السائح الأجنبى يهتم كثيرا بعوامل النظافة وحريص على ألا يصاب أو يتأثر بالأمراض التى يسببها إهمال النظافة، وارتفاع الملوثات.
ولهذا علينا أن نستغل أزمة تفشى وباء كورونا فى أن نرسخ الاهتمام بالنظافة الشخصية والعامة والوقاية من الأمراض ونتجنب العادات السيئة ونوفر دورات مياه نظيفة, فلكل هذا فوائد كبيرة فى الحفاظ على صحتنا أولا وتقديم صورة إيجابية لدى السائح الأجنبى أيضا, وعلينا أن نعترف كذلك بأننا نمر فى مصر وكل المنطقة والعالم بأزمة اقتصادية حادة, فقد أدى تفشى جائحة كورونا إلى توقف طويل لكثير من مواقع الإنتاج وارتفعت أعداد العاطلين فى كل دول العالم, وكان لمصر نصيب كبير بسبب عودة نسبة كبيرة من العمالة المصرية من دول الخليج وأوروبا, ولهذا علينا أن نبذل قصارى جهدنا لتوفير أعداد مضاعفة من فرص العمل، ومن أهم القطاعات التى نراهن عليها قطاعا السياحة والآثار، فقد وفرت الوزارة أراضى لإنشاء أكثر من عشرة آلاف غرفة فندقية، بالإضافة إلى آلاف الغرف من الفنادق والمشروعات السياحية والقرى الجديدة والتوسع الأفقى فى المشروعات السياحية وافتتاح الكثير من المتاحف والمواقع الأثرية الجذابة التى تمتد من الساحل الشمالى والدلتا، حتى مدن صعيد مصر، وقد تكلفت البنية التحتية لتلك المشروعات مليارات الجنيهات، وهى قادرة على توفير مئات الآلاف من فرص العمل سنويا، إذا أحسنا استغلالها، وأن تتكامل الجهود الحكومية مع القطاع الخاص والشعب وأن نستغل حب الأجانب حضارتنا وشواطئنا وآثارنا وأن نكمله بالمعاملة الطيبة، وتوفير الأمان للسائحين، لأن ذلك من أهم العناصر المؤثرة فى قرار السائح وسمعة مصر فى الخارج.
وخير ما تقدمه وزارة الآثار من جهد كبير، لمواجهة المشكلات التى تتعلق بسوء التعامل مع المواقع الأثرية، وعدم تقدير قيمتها، والوقوف ضد أى سرقات، حيث أسرعت الوزارة إلى الانتهاء من كل المشروعات المهمة التى توقف العمل بها منذ سنوات طويلة لترى النور، منها مشاريع لمتاحف كثيرة مثل المركبات وسوهاج وغيرهما، التى شملها الإهمال، وتوقف العمل بها عقدين من الزمان، وأخيرا مشروع قصر البارون الذى أبهر الجميع بعد افتتاحه، وكشف عن وجود قدرات مصرية بمستوى عالمى فى مجالات ترميم الآثار والحفاظ عليها، فلا بد من إلغاء الاعتماد على الحراسة التقليدية عن طريق الخفراء أو الحراس وتوفير تقنيات المراقبة بالكاميرات السلكية واللاسلكية وربطها بغرف مراقبة للشرطة والمجلس الأعلى للآثار، وهى طريقة توفر حماية فعالة وأقل تكلفة وأكثر ضمانا وتعميم ذلك على المساجد الأثرية وغيرها من المواقع.
وقد لمست فى زيارتى الأخيرة قصر البارون، وأيضا إلى الأقصر، حجم الجهد الذى يبذله الدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار، وفرق العمل التى لا تتوقف والروح المعنوية والحماس الكبير، وعزم الجميع على عودة السياحة ليس إلى سابق عهدها فقط، بل تجاوزها بمضاعفة أعداد الزائرين، فقد وجدت الاهتمام بالآثار إلى جانب توفير كل الخدمات التى يحتاجها السائح، والتحسن الكبير فى النظافة العامة والتركيز على أهمية المعاملة الطيبة من جانب المرشدين والفنادق والمطاعم والمواطنين، فهذه الثقافة هى التى ستحقق ما نصبو إليه وأكثر، وقد تابعت تلك الجهود الترويجية فى الخارج.
إن النهوض بقطاعى السياحة والآثار لا تقتصر أهميته على الجانب الاقتصادى فقط، بل إنه أحد أهم رموز مصر وقوتها الناعمة، ولهذا سعدت بالمستوى العمرانى الرائع للمتحف الكبير والجهد المبذول، ليكون من أفضل متاحف العالم. وامتداد الاهتمام إلى المنطقة المحيطة بالأهرامات ونزلة السمان، والتى لم تكن تليق بمصر وحضارتها، وأعظم أثر قديم فى العالم، وهذا الاهتمام أجده فى ميدان التحرير والمتحف القديم، ليليق بكونه أهم ملمح فى القاهرة.
أما العاصمة الإدارية فتعد متحفا واسعا ومدينة حديثة وراقية، وتضم أكبر فنادق المنطقة وأفضل المناطق الترفيهية والعمرانية، وأحدث المطارات وأفضل شبكة مواصلات، لتكون بحق التجسيد الحقيقى لمستقبل مصر وعنوانا جديدا لحضارة ممتدة.