الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مذبحة سربرينيتشا .. كيف أحيا المسلمون الناجون الذكرى 25 لجريمة الإبادة الجماعية الوحيدة المعلنة في أوروبا

مسلمو البوسنة يعيدون
مسلمو البوسنة يعيدون دفن ذويهم من ضحايا مذبحة سربرينيتشا

تحيي البوسنة اليوم السبت، الذكرى الخامسة والعشرين لـ مذبحة سربرينيتشا، وهي ذكرى الإبادة الجماعية المعلنة الوحيدة في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، مع حضور عدد قليل من الناجين، بسبب جائحة فيروس كورونا.

ويحيي المسلمون في البوسنة تلك الذكرى التي تم فيها إعدام أكثر من 8000 رجل وصبي مسلم بوسني في يوليو 1995 في سلسلة من الأحداث، وسيجرى إعادة دفن رفات تسعة ضحايا تم تحديدهم مؤخرًا في مقبرة تذكارية خارج البلدة في شرق البوسنة.

مذبحة سربرينيتسا هي الحلقة الوحيدة من حرب البوسنة 1992-1995 التي تم تعريفها على أنها إبادة جماعية. 

وبعد قتل الآلاف من مسلمي سريبرينيتسا، ألقى الصرب بجثثهم في العديد من المقابر الجماعية المنتشرة في جميع أنحاء شرق البوسنة، في محاولة لإخفاء الجريمة.


ولا تزال أجزاء الجثث موجودة في المقابر الجماعية ويتم تجميعها وتحديد اصحابها من خلال تحليل الحمض النووي، وقد تم العثور على ما يقرب من 7000 من القتلى والتعرف عليهم.

ويتم دفن الضحايا الذين تم التعرف عليهم حديثًا كل عام في 11 يوليو، وهي الذكرى السنوية لليوم الذي بدأ فيه قتل مسلمو البوسنة في عام 1995.

وخلال هذه الذكرى، نشر موقع فرانس برس شهادات لذوي ضحايا المجزرة الشنيعة، إذ قالت سهاد حسانوفيتش (27 عاما) التي لم تمنعها إجراءات الوقاية من كورونا من القدوم حيث مراسم احياء الذكرى، باكية "لدي ابنة في السنة الثانية من العمر، وهو سني عندما وقعت المجزرة، إنه امر صعب أن تسمع شخصا ينادي والده وأنت ليس لديك اب".

وأوضحت أن والدها "سيمسو" ذهب إلى الغابة ولم يعد، لم يعثر سوى على بضع عظامه"، وتابعت "مثل شقيقه شفيق ووالده سيفكو، قتل سيمسو عندما دخلت قوات صرب البوسنة بقيادة راتكو ملاديتش إلى جيب سريبرينيتسا وقتلت فيه الرجال والفتية".

أما إيفيتا حسانوفيتش (48 عاما) فقالت وفقا لموقع فرانس برس "أزواج أخواتي الأربع قتلوا. شقيقي قتل وابنه أيضا. حماتي فقدت ابنا آخر وكذلك زوجها".

ويدفن زوجها مع ثمانية أشخاص آخرين تم التعرف على رفاتهم منذ يوليو 2019 بعيد ظهر السبت في مقبرة مركز نصب الإبادة في قرية بوتوتشاري القريبة من سريبرينيتسا وكانت تضم خلال الحرب في البوسنة (1992-1995) قاعدة قوة الحماية التابعة للأمم المتحدة.

وعادة ما يحضر آلاف الزوار لخدمة الاحتفال والجنازات، ولكن العام الجاري سيُسمح فقط لعدد صغير من الناجين في المقبرة بسبب جائحة الفيروس كورونا.

عشرات من زعماء العالم، بما في ذلك رئيس الوزراء الكندي ، جوستين ترودو ، الزعيم الإسباني ، بيدرو سانشيز ، وزير الخارجية الأمريكي ، مايك بومبيو ، والأمير تشارلز ، سيخاطبون في مراسم الاحتفال برسائل فيديو مسجلة.

وسيطرت قوات صرب البوسنة على منطقة جيب سريبرينيتسا التي أعلنتها الأمم المتحدة "منطقة آمنة" في 11 تموز 1995 قبل خمسة أشهر من انتهاء الحرب، وابادت أكثر من ثمانية آلاف  شخص من مسلمي البوسنة.

وصدرت أحكام القضاء الدولي ضد القائدين الصربيين للبوسنة السياسي رادوفان كرادجيتش والعسكري وراتكو ملاديتش، بالسجن مدى الحياة