الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رجب الشرنوبي يكتب: القضاء على العشوائيات.. «حماية وطن»

صدى البلد

على مدى ست سنوات كاملة تصدت الدولة للعشرات من الملفات الشائكة والأمراض المزمنة التي ظل المجتمع المصري يعاني منها لعقود طويلة، يأتي التعامل مع ملف العشوائيات ضمن أهم الأولويات التي أولتها الدولة عناية خاصة منذ بدأت مرحلة البناء والتنمية، هذه المرحلة التي بدأت بقراءة شفافة وحيادية وواقعية لمعطيات واقع حقيقي على الأرض وليس من خلال أرقام نظرية موجودة فقط بملفات ورقية. 

إعادة قراءة الدولة لواقعها الحقيقي الذي يعيشه جزء كبير من مواطنيها كانت الخطوة الأولى التي مكنتها من التوجه الصحيح نحو مواطن الداء، بعد هذا القرار الإستراتيجي للدولة للقضاء على الأمراض المزمنة التي ظلت تنهش في جسد الوطن لعقود طويلة.

بداية من التوجه نحو الأسمرات لإقامة هذا المشروع الضخم بمراحله الثلاثة، ليكون سكنا بديلا لآلاف الأسر التي ظلت لعشرات السنين تعيش في ظروف غير آدمية وغير آمنه، ومرورًا بعشرات المشروعات السكنية الضخمة  التي تم إقامتها بمحافظات كبري كالقاهرة ومشروع المحروسة بمراحله المختلفة وكذلك مشروع آهالينا الذي أقامته القوات المسلحة وأيضًا بالأسكندرية ومشروع بشاير الخير الطموح بمراحله الثمانية، وغيرها الكثير من المشروعات المشابهة التي أصبحت موجودة بالفعل على أرض خمس وعشرون محافظة من محافظات الجمهورية.

منذ تكليف الرئيس السيسي لمؤسسات الدولة الرسمية بالتعامل الجاد والاقتحام الحقيقي لهذا الملف الخطِر، ولا يمضي وقتا طويلا حتى يقوم فخامة الرئيس بإفتتاحات جديدة توضح الجهود الضخمة التي تبذلها الدولة في مواجهه وتقليص ظاهرة العشوائيات، هناك العديد من المشروعات المتعددة التي توليها الدولة رعاية خاصة  والتي ترتبط بشكل مباشر أو غير مباشر بجهود التصدي للعشوائيات، الحل لم يكن فقط في إقامة كيانات خرسانية تنتشر هنا وهناك لاستيعاب ونقل ملايين من المواطنين، ظلت لعقود تعيش في ظروف حياتية شديدة القسوة وهذا هو الجديد في التعامل مع هذا الملف، ولكن الرؤية الجديدة للدولة منذ قررت اقتحام هذا الواقع الشائك تقوم علي أسس جديدة ضمن جهود التنمية المستدامة، محور هذه الفلسفة الجديدة هي جهود "بناء الإنسان" التي تحتم على كل مؤسسات الدولة على اختلاف أنواعها أن يكون لديها دور واضح ومحدد في هذه المشروعات العملاقة.

بداية من افتتاح الرئيس السيسي للمرحلة الأولى والثانية  لمشروع الأسمرات في مايو ٢٠١٦ وحتى افتتاح  الرئيس السيسي اليوم للمرحلة الثالثة منه ومرورًا بعشرات الافتتاحات على مستوى الجمهورية، أنفقت الدولة مئات المليارات من الجنيهات لإقامة مشروعات إسكانية متكاملة خططت بعناية لتصمد وتبقي.

كان من الضروري أن تتضمن هذه المشروعات فرص عمل مناسبة لأبنائها ورعاية صحية ملائمة ومدارس قريبة ومتنوعة  لأطفالها ، كان يتحتم على الدولة وجود شبكة طرق تربط هذه التجمعات بباقي مناطق الجمهورية لسهولة التنقل ، لم يكن من الممكن أن يكتب لمثل المشروعات العملاقة النجاح إن لم تتوفر لها الخدمات الضرورية المناسبة واللازمة لإقامة حياة أنسانية معاصرة ومتكاملة، رصدت الدولة للمليارات لتوصيل مياه الشرب الآمنه وتوفير مشروعات للصرف الصحي وإقامة أسواق للخضار والمواد العذائية تنتشر في هذه المدن الجديدة، ساعد بشكل كبير في إعادة ثقة قطاع كبير من المواطنين الذين ظُلِموا لفترات طويلة في مؤسسات الدولة الرسمية.

التوجهات الجديدة للدولة أدركت أن مسئولية هذا الملف الشائك لا تقع فقط علي عاتق وزارة الأسكان والتمنية المحلية وإنما في ظل تكليفات  مباشرة من القيادة السياسية كانت رؤية الدولة بأنها مسئولية ضخمة يجب أن يتحملها الجميع، فكان التواجد الحتمي لجهود القوات المسلحة بهيئتها الهندسية وكل إمكانياتها وكذلك أبناء الشرطة  المصرية بمبادراتها المختلفة إلي جانب وزارات الدولة ذات الصلة من التعليم والصحة والنقل والصناعة بمشروعاتها الصغيرة و متناهية الصغر حتي أن وزارات مثل الشباب والرياضة والتضامن كان لها دورها المرسوم والمخطط ضمن هذه المشروعات السكنية القومية العملاقة وعشرات الملاعب وجمعيات تنمية المجتمع خير شاهد على ذلك.

إفتتاح الرئيس السيسي اليوم من مشروعات عملاقة قومية ومنها المرحلة الثالثة لمشروع الأسمرات شيء يدعوا للفخر ، يؤكد من وقت لآخر أن الإفتتاحات أصبحت سنةُ شبه دائمة يترقبها المواطن بين الحين والآخر لتمتليء عيناه بالدهشة ويغمره شعور عارم بالسعادة، وهو يتابع  فخامة الرئيس عندما يتحدث بمنتهي الشفافية والجدية والإلتزام والأمل في غدًا مشرق لأبناء مصر، ولم لا وهو الذي كان واضحًا وصريحًا مع أبناء شعبة عندما  أعلن عن بداية رحلة إعادة البناء والتنمية لتكون مصر في المكانة اللائقة بها، منذ بدأت رحلة "حماية الوطن" كما أطلق عليها فخامة الرئيس.