الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إيمان وهمان تكتب: أمل وشقاء

صدى البلد

 أمل سيدة مصرية مطلقة لديها ثلاثة أطفال هي لهم كل شيء الأب والأم هي من تتولى تربيتهم و تلبي كافة احتياجاتهم كانت تعيش مع أولادها في سعادة تتفانى في عملها حتى توفر لهم مستوى معيشة محترم ألحقتهم بأحسن مدارس في الإسكندرية لم يتحمل الأب أي أعباء مالية تجاه تربية أولاده وكان هذا شرطه حتى تحصل على الطلاق تحملت هي المسؤولية كاملة إلى ان حدثت مشكلة لها واضطرت لترك عملها الذى يدر عليها دخل كبير حاولت البحث عن وظيفه اخرى بنفس الدخل فلم توفق .. كانت لها أخت متزوجة وتعيش في امريكا حياة مستقرة لديها طفلين و زوج ميسور الحال.

فكرت أن تسافر تجرب حظها عند أختها فكانت تحلم برغد العيش في بلاد الاحلام وتخطط للسفر مع اولادها ليكملوا تعليمهم هناك خاصة أن التعليم مجاني أحلام كثيرة راودتها رحبت اختها بالفكرة وشجعتها على الحضور لأمريكا .. لكن طليقها لم يوافق على سفر الاولاد واضطرت للسفر بمفردها وان تترك الأولاد مع أبيهم خاصة انه لم يتزوج بعد انفصالهما ..على ان تتحمل كل نفقات الأولاد على حسب الأتفاق بينهم ..وكل املها ان تقنعه بعد استقرار الحال ان يبعث لها الأولاد. اختارت ان تفترق عن اولادها وهم كل حياتها في سبيل أن توفر لهم حياة مستقرة ومستوى معيشة رغد .

وصلت الى بيت اختها في نيويورك استقبلتها بالترحاب على عكس زوجها كان لقاء فاتر جدا واحست بان البداية غير موفقة ولكن لم يكن هناك بديل مر أول أسبوع وأختها تحاول ان تهون عليها فراق الاولاد لم تكن السوشيال ميديا متوفرة في تلك الأيام وعليها الاتصال بالأولاد يوميا للاطمئنان عليهم وطبعا المكالمات مكلفه وهى لا تعمل طلبت من زوج اختها البحث لها عن عمل لكنه اخبرها ان وضعها صعب لأنها لا تملك اقامه قانونيه او تصريح عمل كان يتمنى ان تعود الى مصر سريعا فلم يكن ودودا ولا خدوما لم يكن أمامها غير ان تعتمد على نفسها في البحث عن عمل .
طلبت من اختها مساعدتها في البحث عن عمل كتبت لها عنوان المنزل في أجندة صغيرة حتى تستطيع العودة الى المنزل بسهوله وشرحت لها كيفية البحث عن عمل في محلات العرب في بروكلين وأسماء وأرقام المترو او الصب واى كما يسمونه.

احست امل بالخوف لأول مره في حياتها فلم تكن التجربة سهله عليها فهي تعليم حكومي ولغتها الإنجليزية دون المتوسط علاوة على ان الامريكان يتحدثون لغة عجيبة ومعظم الحروف لا تنطق .. ظلت طوال اليوم تبحث عن عمل تسأل اصحاب المطاعم العربي والسوبر ماركت و حتى المقاهي المنتشرة دون فائدة وجدت نفسها في الحى اليهودي منطقه اغلبها مخازن كبيره جدا و مصانع صغيره يمتلكها اليهود اللذين يطلق عليهم ( الحريديم ) كانت تلك اول مره تشاهدهم بلبسهم المميز البدل السوداء والسوالف الطويلة والقبعة ولسذاجتها كانت تدخل المصنع تسألهم عن عمل وطبعا يقابلوها بتجهم واستغراب ببساطة فمن حجابها يعرفون انها مسلمه كذلك لغتها الإنجليزية الضعيفة كان هذا اول صدام لها مع المجتمع الغريب عنها.

كررت المحاولات كثيرا مر ثلاثة أسابيع في البحث عن العمل تنقلت في أماكن وأحياء كثيره من هارلم ل برونكس ل منهاتن دون جدوى حتى كاد ان يصيبها اليأس و في كل مره يصارحها زوج اختها انه يجب عليها العودة الى مصر . في احدى الايام بعد ان أنهكها التعب دخلت محل عربي تسأل عن عمل وبالصدفة وجدت شاب سألها انتى مصريه وبدون مقدمات اخطرها انه من اليمن ولديه مخزن للمنتجات الغذائية ويبحث على موظف امين مخزن مثلا فرحت فرح شديد واتفقا على العمل فورا لم يكن المرتب كبير كان اقل من المفروض بكثير وطبعا استغل حاجتها للعمل لكنها كانت صبوره وتعلم ان لديها مسؤوليات كثيره واعتبرت تلك هي البداية .. مرت الايام وتنقلت من عمل لعمل لأسباب مختلفة اما لضعف الاجر او لكثرة العمل او بسبب خوفها من البيئة التي تعمل بها اخيرا استقرت في مطعم عربي في منطقة استوريا وكان يتردد عليها سيدات عرب و مصريات و سرعان ما أصبحت صديقة لهن وموضع سرهم وكان بعضهن يظهر عليهم رغد العيش فطلبت منهن مساعدتها في ايجاد عمل افضل لها لكنها اكتشفت من خلال الحديث معهم ان لهن اصدقاء هم من يتولون الصرف عليهن من جنسيات وديانات مختلفة وطبعا المقابل معروف والاكثر من ذلك ان منهم من كانت تجمع بين زوجين في ان واحد احدهما في بلدها والاخر هنا كذلك تعرفت من خلالهم عن رجل الدين الذى يتاجر في زواج البزنس نظير مبالغ باهظه اصيبت بهلع وخوف وقررت ان تترك نيويورك والبحث عن عمل في ولاية اخرى. خاصه لإحساسها ان زوج اختها لا يرغب في وجودها بالبيت. وخاصه أن مرتبها لم  يمكنها من ان تستأجر سكن لها علاوة على انها تدخر كل مرتبها وترسله لأولادها اول باء اول تلبيه لكل احتياجاتهم .. واثناء تصفحها للجرائد العربية للبحث عن عمل وجدت اعلان عن طلب موظفه عربيه في مكتب محامى هجره ولكن في ولاية اخرى جيرسي .. اتصلت بالمحامي تليفونيا كانت مكالمه مشجعه واتفقا على ان تزوره يوم اجازتها للاتفاق على العمل وبالفعل تم اللقاء وكان مشجع جدا شاب مصري في العقد الرابع من عمره يعمل بالمحاماة وكذلك بالسمسرة العقارية رحب بها واتفقا على العمل بعد اسبوع كذلك اخبرها ان لديه سكن لها قريب من مقر العمل عادت فرحة تخبر أختها أنها وفقت لعمل بمرتب معقول والاهم انه سيوفر لها سكن سمع زوج اختها بالحديث وطبعا فرح لأنها ستغادر المنزل وبالفعل مر الاسبوع جمعت متعلقاتها وحزمت حقيبتها واستقلت القطار من نيويورك في طريقها الى نيوبرنزويك في جيرسي كانت تشعر بخوف رهيب فهي ذاهبه الى المجهول.

في نيويورك كانت تحتمى با اختها لكنها ذاهبه الى الغربة الحقيقية حيث لا اهل ولا صاحب ولا سند ولا مستقبل معلوم و من شدة خوفها ورعبها من المصير المجهول اصيبت بنزيف حاد من الأنف اثار رعب الركاب في القطار واحضروا لها بعض قطع الثلج وسألها موظف القطار إذا كانت تريد ان يتصل بالإسعاف فرفضت الى أن توقف القطار في المحطة التي تقصدها ..  

و للقصة بقية نكملها الأسبوع القادم .