الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جرائم آخر الزمان.. ريتاج خرجت لشراء عصير قصب فشنقتها حنين مدمنة فيديوهات العنف.. صور

ريتاج
ريتاج

في حالة من الهدوء التام والاسترسال في الكلام وعدم ادراك ما اقترفته يداها.. أدلت الطفلة المتهمة بقتل طفلة اخرى شنقا في مدينة أوسيم باعترافات تفصيلية لجريمتها في تحقيقات استمرت 10 ساعات متواصلة أمام نيابة حوادث شمال الجيزة الكلية.

وقالت الطفلة حنين البالغة من العمر 11 عاما انها اعتادت منذ 3 سنوات علي مشاهدة فيديوهات عنيفة علي موقع يوتيوب تتضمن طريقة اعداد حبل المشنقة وخنق الاطفال وأكدت انها كانت تراودها دائما فكرة تنفيذ ما تشاهده حتى يوم الجريمة عندما كانت تسير في الشارع وشاهدت الطفلة المجني عليها بمفردها فاستدرجتها قائلة: "تعالي نجيب حاجة حلوة".. وما ان قابلها عقار دخلت الي المنور وخنقت الطفلة حتى فقدت الوعي ثم شاهدت سلك كهربائي ملقى علي الارض وبحرفية شديدة قامت بصنع مشنقة ولفت السلك مرتين لتقويته وعقدته من طرفه لربطه بالقفص الحديدي ثم عقدت الطرف الاخر علي هيئة "مشنقة" مقاسها يناسب تماما رأس الطفلة المجني عليها.

واضافت المتهمة وهى  هادئة تماما اثناء روايتها انها حملت القتيلة بسهولة لصغر حجمها وجسدها وعلقت رقبتها في المشنقة وتركت جسدها ينسدل فجأة مرددة: شنقتها وسبتها تتمرجح ولما لقيتها بتموت خرجت من البيت وروحت".

وقررت النيابة تسليم المتهمة لعمتها باعتبارها ولي الأمر المسئول عنها وأخذت عليها تعهد بحسن الرعاية وذلك طبقا المادة 94 من قانون الطفل، واستندت النيابة علي تقرير المجلس القومي للامومة والطفولة بان سن الطفلة لا يسمح بايداعها دار رعاية، وكلفت النيابة القائمين علي المحلس بتوفير التاهيل النفسي للطفلة وعلاجها من ادمان مشاهدة تلك المواقع العنيفة.

الكشف عن الجريمة

ظهر يوم الخميس لاحظ أحد سكان شارع الباشا بمنطقة بشتيل في أوسيم شيئا معلقا في مشنقة بمنور العقار.. اعتقد للوهلة الأولى انها "عروسة لعبة" لصغر حجمها ولكن عندما اقترب ودقق النظر فوجيء بأنها جثة طفلة صغيرة لتتعالى صرخات قاطني العقار والمارة المحيطين به مرددة "في عيلة صغيرة مشنوقة هنا"

هرع جميع سكان الشارع للعقار وتعرف احد الاطفال علي جثة الطفلة قائلا: "دي ريتاج انا عارف بيتها" تم ابلاغ والدة الطفلة وجدتها وتطوع بعض الجيران بابلاغ مركز شرطة أوسيم لتنتقل علي الفور قوة أمنية برئاسة العقيد أحمد الوليلي مفتش مباحث قطاع شمال الجيزة والمقدم محمد مجدي رئيس مباحث أوسيم لفحص البلاغ وتبين العثور علي جثة لطفلة نحيلة الجسد معلقة من رقبتها في سلك كهربائي علي هيئة مشنقة ب "قفص حديدي" مخصص لموتور مياه ويوجد حز برقبتها نتيجة تعليقها.. ولا يوجد اية اصابات ظاهرية اخرى بجسد الطفلة ولم يتم العثور في مسرح الجريمة علي اية ادوات او ملامح تدل علي الجاني.

فريق بحث رفيع المستوى

بدأ فريق البحث الذي شكله اللواء محمود السبيلي مدير الادارة العامة  للمباحث في تنفيذ خطة على مستوى عال لحل اللغز والتوصل لهوية الجاني ودوافعه لارتكاب الجريمة  البشعة.. ترأس الرائد وليد كمال معاون مباحث مركز أوسيم قوة أمنية لم تغادر الشارع الذي وقعت به الجريمة تجولت به أجرت مناقشات لكافة سكان الشارع لرصد اخر مشاهدات للطفلة.. ناقشت والدتها وجدتها لتحديد خط سيرها قبل لحظات من وقوع الجريمة وعلي مدار 4 ساعات كاملة نجح فريق البحث في تجميع كافة الخيوط عندما توصلت الجهود الأمنية لكاميرات مراقبة رصدت الطفلة برفقة طفلة اخري تمسك بيدها وتسير بها حتى دخلت العقار محل الواقعة وخرجت بعد قرابة 7 دقائق.

القبض علي الجانية

بتحريات  سريعة تمكنت مباحث أوسيم من تحديد هوية الطفلة والقاء القبض عليها في منزلها القاطن في شارع مجاور للعقار مسرح الجريمة وما ان تم مواجهتها بجثة الطفلة اعترفت بكل سلاسة وهدوء بانها قامت بقتلها شنقا تقليدا لما اعتادت مشاهدته علي موقع يوتيوب، 
وذكرت المتهمة انها قامت بتغيير ملابسها التي كانت ترتديها وارشدت ضباط المباحث اليها فتم تحريزها.

علامات من الاندهاش بدت علي ملامح فريق البحث ليتم استكمال التحريات حول الطفلة ونشأتها للتأكد من روايتها حول الجريمة.. وتبين من التحريات بقيادة اللواء عاصم ابو الخير مدير المباحث الجنائية أن الطفلة المتهمة تدعى "حنين" تبلغ من العمر 11 عام تقيم رفقة عمتها وزوج عمتها منذ ان كان عمرها عامين بعد انفصال والديها منذ 9 سنوات، استجوب الضباط الطفلة 

اضافت التحريات بقيادة اللواء سامح الحميلي نائب مدير الادارة العامة للمباحث والعميد عمرو طلعت رئيس مباحث قطاع شمال الجيزة ان الطفلة المتهمة كانت معتادة مشاهدة مقاطع يوتيوب فكانت تمسك الهاتف ونظرا لعدم تمكنها من الكتابة في خانة البحث تقوم بالبحث الصوتي حيث تخبر الهاتف بصوتها عن "كيف اقتل طفل وكيف اخطف طفل" وماشاهدته من فيديوهات نفذته مع المجني عليها.

تحقيقات النيابة

استمعت النيابة برئاسة المستشار محمد هاني رئيس نيابة أوسيم لاقوال عمة الطفلة وزوجها ليقررا انهما قاما بتربيتها منذ انفصال والديها ولاحظا تعاملها بعنف مع الاطفال في الشارع حيث تقوم بضربهم احيانا وتعاملها بطريقة سيئة مع الكبار من الجيران او المعارف ولكنهما لم يعرفا ما ارتكبته ولم يتوقعا تقليدها لما تشاهده.

وقررت ندب الطب الشرعي لتشريح جثة الطفلة لبيان سبب الوفاة وما اذا كانت حية وقت تعليقها بالمشنقة من عدمه وطلبت تحريات الاجهزة الامنية حول الواقعة.

وأجرت نيابة الحوادث برئاسة عمرو عباس مدير نيابة حوادث شمال الجيزة الكلية تحقيقات موسعة ايضا في الواقعة حيث استمعت لاقوال اسرة المتهمة واسرة الطفلة المجني عليها حيث قررت الام انها منفصلة عن والد الطفلة منذ 4 سنوات وتقيم برفقة والدتها ويوم الجريمة طلبت منها ابنتها احضار طعام الافطار لها فاصطحبتها وخرجت للشارع وعقب شراء الافطار لها غفلت عنها للحظات عندما طلبت الطفلة عصير "قصب" وفوجئت باختفائها حتى اخبرها الجيران بالعثور عليها مشنوقة في عقار مجاور، كما استجوبت الطفلة المتهمة والتي كررت ذات اعترافاتها حيث بدت خلال التحقيقات غير مدركة لحجم الجريمة التي ارتكبتها.