الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لإنهاء الاحتلال التركي وهزيمة المحتل.. برلمان ومشايخ وجيش ليبيا يطالبون مصر ويمنحون جيشها حق التدخل.. الإمارات تحذر حكومة الوفاق وتطالب بوقف فوري لإطلاق النار

ليبيا تطالب بتدخل
ليبيا تطالب بتدخل مصر لهزيمة المحتل التركي

  • البرلمان الليبي يمنح الجيش المصري حق التدخل لحماية الأمن القومي للبلدين
  • عقيلة صالح: مصر تسعى لحل الأزمة على ضوء بيان القاهرة  
  • مشايخ وأعيان ليبيا: نؤيد بيان "النواب" وندعوة الجيش المصري للدفاع عن الشعب الليبي


دعا البرلمان الليبي المتمركز في الشرق، مصر إلى التدخل المباشر من اجل وقف الحرب الأهلية في البلاد ومواجهة الدعم التركي الإرهابي لحكومة الوفاق الوطني ومقرها العاصمة طرابلس.


وقال مجلس النواب في بيان في وقت متأخر أمس، الاثنين، إن الدعم المصري ضروري لدرء ما وصفه بأنه "غزو واحتلال تركي".


ويؤكد البيان المخاطر المتزايدة في ليبيا، حيث توطدت خطوط المعارك في وقت سابق من الشهر الجاري بالقرب من مدينة سرت، بعد أن قاد الجيش الوطني التركي هجوما بميليشياته ومرتزقته ضد الجيش الوطني الليبي المتمركز في الشرق.


وتم تقسيم ليبيا منذ عام 2014 بين حكومة الوفاق الوطني في طرابلس وإدارة شرقية منافسة في بنغازي، حيث هيمن قائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر، وهناك أيضا مجلس نواب منفصل مقره في طرابلس.


وقد يؤدي أي تصعيد جديد كبير إلى المجازفة بإشعال صراع مباشر في ليبيا بين القوى الأجنبية التي تدفقت بالفعل على الأسلحة والمقاتلين في انتهاك لحظر الأسلحة، ويدعم الجيش الوطني الليبي الإمارات العربية المتحدة وروسيا ومصر.


وحذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالفعل من أن الجيش قد يدخل ليبيا إذا جددت حكومة الوفاق وحلفاؤها الأتراك هجومهم على سرت، وهي مدينة ساحلية مركزية ينظر إليها على أنها بوابة لمحطات تصدير النفط الرئيسية في ليبيا.


السيطرة على النفط 
وبرزت السيطرة على النفط، المصدر الرئيسي لإيرادات الدولة، كأكبر جائزة في الصراع، حيث فرضت القوى الشرقية حصارًا على الإنتاج والصادرات منذ يناير.


وبموجب الاتفاقيات الدولية، يحق لشركة النفط الوطنية (NOC) التي يوجد مقرها في طرابلس فقط إنتاج وتصدير النفط، في حين يجب أن تتدفق الإيرادات إلى البنك المركزي الليبي، الموجود أيضًا في العاصمة.


ويوم الجمعة، بدت الدبلوماسية الدولية بقيادة الأمم المتحدة والولايات المتحدة أنهت حصار النفط عندما سمح لناقلة أولى بالرسو في إس سيدر وتحميله من النفط من التخزين.


غير أن الجيش الوطني الليبي قال يوم السبت إنه سيعيد فرض الحصار، وهو قرار ألقت شركة النفط الوطنية الإيرانية باللوم فيه على الإمارات العربية المتحدة. 


وقالت الإمارات إنها تريد استئنافًا سريعًا لصادرات النفط الليبية ولكن فقط إذا تم استيفاء بعض الشروط.


احتلال تركي 
ووافق البرلمان الليبي المتحالف مع الرجل القوي خليفة حفتر على اقتراح يدعم التدخل العسكري المصري إذا لزم الأمر ضد ما وصفه بـ "الاحتلال" التركي.


واكد رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح، اليوم الثلاثاء، أن استمرار الحرب في ليبيا؛ سيعود بعواقب وخيمة تضر الجميع، قائلا "إن دول الجوار لليبيا تمهد الطريق لحل الأزمة على ضوء بيان القاهرة".


ورحب مجلس النواب الليبي، اليوم، بكلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، بحضور ممثلين عن القبائل الليبية، فيما دعا إلى تضافر الجهود بين ليبيا ومصر؛ بما يحقق الأمن والاستقرار في ليبيا.


واتفقت الجمعية النيابية المتمركزة في شرق ليبيا، مساء الاثنين، على دعم تدخل حليفتها مصر إذا رئي أنه من الضروري حماية "الأمن القومي" للبلدين.


أمن مصر وليبيا  
ودعا مجلس النواب الليبي، القوات المسلحة المصرية، للتدخل؛ لحماية الأمن القومي الليبي والمصري، إذا رأت أن هناك خطرا يطال أمن البلدين.


وأكد مجلس النواب الليبي، أن ضمان التوزيع العادل لثروات الشعب، وعائدات النفط، وضمان عدم العبث بثروات الليبيين لصالح الميليشيات المسلحة الخارجة عن القانون؛ مطلب شرعي لجميع أبناء الشعب الليبي.


في السياق نفسه، أكد المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، أحمد المسماري، أن القوات الليبية تواصل مهامها في محاربة الإرهاب وإنهاء الجريمة.


مشايخ وأعيان ليبيا
أعلن المجلس الاعلى لمشايخ وأعيان ليبيا رفضه للغزو التركي لبلادهم، معبرين عن ترحيبهم الكبير ببيان مجلس النواب الليبي حول دعم مصر للاستقرار في ليبيا، ومتوعدين الغزاة بالحرب والمقاومة لوجودهم المرفوض على الأراضي الليبية، وفق ما ذكرت شبكة "سكاي نيوز".


وقال المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان ليبيا، إن الأتراك مجرد طامعين في ثروات ليبيا، وإنهم ماقدموا إلى ليبيا إلا بسبب وضعهم الاقتصادي المتردي.


ودعا مجلس المشايخ والأعيان إلى الوقوف ضد العدوان التركي المدعوم بميليشيات ومرتزقة: "نطالب الشعب الليبي بدعم برلمانه المنتخب والجيش الوطني".


وأكد المجلس رفضه للتدخل التركي في الشأن الليبي، مؤكدًا ومرحبًا ببيان مجلس النواب: "نؤيد بيان مجلس النواب الليبي في دعوة الجيش المصري للتدخل للدفاع عن الشعب الليبي".


ولفت المجلس الأعلى إلى أن تركيا لا تعوض خسائرها من ليبيا وحسب، بل وتستخدم موارد ليبيا لجلب المرتزقة والسلاح لقتل الشعب الليبي.


وختم بيان المجلس الأعلى لقبائل وأعيان ليبيا، إلى أنه سيتصدى للأتراك، ولن يمكنهم من تمرير مخططهم.


العنف في ليبيا 
ومزق العنف في ليبيا منذ الإطاحة بالزعيم القديم معمر القذافي عام 2011 في انتفاضة يدعمها حلف شمال الأطلسي، وقد اجتذب الصراع منذ ذلك الحين العديد من القوى الأجنبية.


وتقاتل حكومة الوفاق الوطني المدعومة من تركيا ومقرها طرابلس في الغرب قوات حفتر التي تدعمها مصر والإمارات العربية المتحدة وروسيا.


مصر.. السند والدعم
وحذر الرئيس عبد الفتاح السيسي الشهر الماضي من أن القاهرة قد ترسل قوات إلى ليبيا.


وأعلن الجيش المصري السبت أنه قام بتدريبات تشمل القوات البحرية والجوية والقوات الخاصة بالقرب من حدوده مع ليبيا ردا على "التغيرات الحادة والسريعة" في المنطقة.


وقالت الهيئة التشريعية الموالية لحفتر ومقرها طبرق في قرارها إنها سمحت "للقوات المسلحة المصرية بالتدخل لحماية الأمن القومي في ليبيا ومصر إذا رأوا خطرا وشيكا على بلدينا".


وأضافت أنه يجب على ليبيا ومصر العمل معا "لضمان هزيمة المحتل والحفاظ على أمننا القومي المشترك" في مواجهة "الأخطار التي يشكلها الاحتلال التركي".


طبول الحرب
كما أصدرت دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم، الثلاثاء، تحذيرا ضمنيا لقوات حكومة الوفاق الوطني تتقدم شرقا على سرت، مسقط رأس الدكتاتور الراحل القذافي.


وقال وزير الدولة للشئون الخارجية، أنور قرقاش، إن "طبول الحرب الدائرة حول سرت في ليبيا تهدد بتطورات خطيرة وعواقب إنسانية وسياسية خطيرة".


وأضاف: "نحن في الإمارات ندعو إلى وقف فوري لإطلاق النار ولكي تسود الحكمة" ، داعيًا إلى حوار بين الأطراف الليبية "ضمن أطر دولية واضحة".


لقد فشلت سنوات من الجهود الدولية حتى الآن في إحلال سلام دائم في الدولة الغنية بالنفط.


وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي وصف مدينة سرت في يونيو بأنها "خط أحمر" لمصر، بينما حثت أنقرة حفتر على الانسحاب من المدينة الاستراتيجية والتفاوض على وقف إطلاق النار.


وتدهورت العلاقات بين القاهرة وأنقرة منذ عام 2013، منذ أطاح الشعب المصري بالرئيس محمد مرسي الموالي لجماعة الإخوان الإرهابية، وهو شخصية قريبة من تركيا.


وشن حفتر هجومه في أبريل 2019 للاستيلاء على العاصمة، لكن حكومة الوفاق استغلت الدعم العسكري التركي بما في ذلك الطائرات بدون طيار لإعادة فرض سيطرتها على شمال غرب ليبيا.


غزو وابتزاز تركي 
وقال المتحدث الرسمي باسم الجيش الليبي اللواء أحمد المسماري، إن الغزو التركي لـ ليبيا هدفه الأول تثبيت براثن جماعة الإخوان والتنظيمات الإرهابية في الأراضي الليبية، فضلا عن تحقيق الأطماع بابتزاز الاتحاد الأوروبي بورقة الهجرة غير الشرعية، ردا على رفض انضمامها إليه، والسيطرة على النفط والغاز الليبي؛ لإنقاذ اقتصاد تركيا المنهار.


وأضاف المسماري، في مؤتمر صحفي، مساء أمس الاثنين، أن تعداد المهاجرين من ليبيا إلى أوروبا بلغ 5876 مهاجرا في الربع الأول من العام الجاري، مشيرا إلى أنه بعد خروج الجيش من غرب طرابلس، ارتفع عدد المهاجرين إلى دول شمال البحر المتوسط.


وأشار المتحدث باسم الجيش الليبي إلى وجود تقارير تؤكد تورط تركيا منذ عام 2019 في نقل إرهابيين ومرتزقة من سوريا إلى أوروبا عبر خطوط الهجرة غير الشرعية، مؤكدا أن الجماعات التكفيرية تسيطر على بعض الموانئ وتطلق من خلالها رحلات إلى أوروبا لنقل أسلحة وإرهابيين.


وعن التصعيد التركي في منطقة سرت والجفرة، فيما أعلنه وزير الخارجية بنظام أردوغان، أمس، مولود تشاويش أوغلو، قال المسماري إن الجيش الليبي في حالة استعداد ودفاع مشروع عن أرض ليبيا وشعبها وثرواتها، داعيا الليبيين إلى الوقوف صفا واحدا ضد المخطط التركي.