الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

معتز الخصوصى يكتب: فتنة القرن الأفريقى

معتز الخصوصى الكاتب
معتز الخصوصى الكاتب الصحفى بموقع صدى البلد

لا صوت يعلو فوق صوت أزمة نادى القرن الأفريقى والتى تسببت فى حالة من الاحتقان الكروى فى الشارع الرياضى فى مصر خلال الأيام القليلة الماضية، بعد إثارة نادى الزمالك برئاسة المستشار مرتضى منصور قضية نادى القرن الأفريقى  بعد حصول النادى الأهلى على اللقب منذ 20 عاما وإعلانه تدويل القضية فى جميع الجهات الدولية، هذا بالتزامن مع إعلانه تسجيل العلامة التجارية "الزمالك نادى القرن الحقيقى" لدى وزارة التموين، لكى ترد وزارة التموين على رئيس نادى الزمالك ببيان صادم يفيد بأن النادى الأهلى حصل على العلامة التجارية لنادى القرن فى عام 2009.


من حق نادى الزمالك إثبات حقه فى لقب نادى القرن الأفريقى بالطرق المشروعة، ولن يستطيع أى أحد أن يمنعه من ذلك، وفى نفس الوقت من حق النادى الأهلى أن يدافع عن لقبه، وفى النهاية ستكون كلمة الفصل للجهات المختصة التى ستثبت أحقية نادى الزمالك أو نادى الأهلى فى لقب نادى القرن الأفريقى.


أزمة نادى القرن الأفريقى أشعلت الغضب بين جماهير القطبين الأهلى والزمالك، حيث يرى كل منهما أنه الأحق بلقب نادى القرن الأفريقى، الأمر الذى أدى إلى حالة من السخرية بين جماهير الناديين على مواقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك"، والتى تحولت إلى أداة لإشعال نار الفتنة بين جمهور أكبر ناديين فى مصر والوطن العربى حتى وصلت إلى التراشق بالألفاظ النابية بين جماهير الناديين.

هل كانت العلاقة متوترة بهذا الشكل بين جماهير القطبين فى مصر أم أن هناك أسبابا أخرى أدت إلى زيادة الاحتقان الكروى بين الجماهير خلال الفترة الأخيرة، فى ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعى، لو عدنا بالزمان إلى الخلف سنجد أن روح التعصب بين جماهير الأهلى والزمالك لم تكن موجودة بنفس هذه الدرجة التى نشاهدها الآن، ولعل أكبر دليل على ذلك هو ذهاب الكابتن محمود الخطيب، رئيس نادى الأهلى، عام 1984 حينما كان لاعبا فى النادى الأهلى إلى ملعب حلمي زامورا لحضور تدريبات  نادى الزمالك قبل مباراة إفريقية هامة مع الفريق الجزائرى جيت تيزي اوزي، وذلك بعد خسارة نادى الزمالك بثلاثية دون رد من فريق جينت تيزي أوزو الجزائري في ذهاب قبل نهائي بطولة أفريقيا للأندية أبطال الدوري، وكان يحتاج نادى الزمالك فى وقتها الفوز بنتيجة 3- 0 فى القاهرة للتأهل للمبارة النهائية، وبالفعل نجح الزمالك فى الفوز بنتيجة 3- 0 على فريق جينت تيزي أوزو الجزائري وتأهل للمباراة النهائية من بطولة دورى أبطال أفريقيا.


وأثناء حضور الكابتن محمود الخطيب تدريبات نادى الزمالك، وجه كلمة للاعبي الزمالك قائلا: "واجبي كمصري أولا ولاعب كرة قدم حضور تدريب الزمالك لأكون معهم بقلبي، وأتمنى لو كانت الفرصة متاحة أمامي لألعب مع الفريق"، وواصل الخطيب كلمته قائلا: "الزمالك قادر على تحقيق النصر وتعويض فارق الهدفين بالروح القتالية العالية والحماس مع الاتزان والثقة، وأتمنى رؤية ستاد القاهرة لا موضع لقدم في مدرجاته، بجمهور الكرة المصري الواعي من كل الأندية، للوقوف خلف جمهور الزمالك".


ولم يكتف الخطيب بذلك، بل قام بارتداء قميص نادى الزمالك ونزل إلى ستاد القاهرة قبل مبارة الإياب بين فريق الزمالك وجينت تيزي أوزو الجزائري، وقام  كل من الكابتن فاروق جعفر والكابتن حسن شحاتة بارتداء قميص النادى الأهلى، وقاموا بإلتقاط صورة تذكارية تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك"، مما عكس حالة الروح الرياضية التى كانت تعيشها مصر فى هذه الفترة والتى نفتقدها الآن.


ولم يقتصر الأمر على الكابتن محمود الخطيب فقط، حيث قام كل من محمود محرم، مدير عام النادي، وعزيز مبروك، الإداري، وسمير عدلي، من العلاقات العامة، بزيارة آخر مران للفريق قبل مباراة إياب النهائي بين الزمالك وفريق شوتنج ستارز النيجيرى، وكانت انتخابات الأهلي تجرى يوم المباراة النهائية بين الزمالك وفريق شوتنج ستارز النيجيرى، وفاز صالح سليم برئاسة الأهلي بـ2453 صوتا مقابل 1162 صوتا للفريق مرتجي، ليذهب صالح سليم في اليوم التالي لتسلم النادي واصطحاب وكيليه في أول مهمة رسمية إلى نادي الزمالك، لتهنئته بالفوز باللقب.


وعلى الجانب الآخر، ضرب محمد حسن حلمى "زامورا"، رئيس نادى الزمالك السابق، المثل فى نشر الروح الرياضية بين جماهير النادى الأهلى والزمالك، حيث كانت تربطه علاقة قوية بصالح سليم، رئيس نادى الأهلى السابق، حيث قام محمد حسن حلمى "زامورا"، رئيس نادى الزمالك السابق، بتكريم صالح سليم ومنحه وسام الرياضة الشرفى، داخل نادى الزمالك، وذلك بعد حصوله على وسام الرياضة من الطبقة الأولى.


كما قرر محمد حسن حلمى "زامورا"، رئيس نادى الزمالك السابق، إرسال عزمي مجاهد لتهنئة مجلس الإدارة الجديد للنادي الأهلى برئاسة صالح سليم، وحمل عزمى مجاهد رسالة من حسن حلمي إلى صالح سليم في حفل توليه رئاسة الأهلي بأنه سيزوره صباح اليوم التالي لتهنئته في مقر النادي الأهلي هو مجلسه المنتخب، وحينما أوصل عزمى مجاهد هذه الرسالة إلى صالح سليم فكان رده "أخبر حلمي زامورا بأن يبقى في مكانه ونحن من سنحضر إليه لنتلقى التهنئة منه"، هكذا كانت الروح الرياضية السائدة بين رؤساء أندية الأهلى والزمالك وجماهير الناديين خلال هذه الفترة.


إذن كيف ندعو إلى عودة الجماهير إلى الملاعب مرة أخرى فى ظل حالة الاحتقان الكروى التى نشاهدها يوميا فى الشارع الرياضى فى مصر، هل من الممكن أن نرى جماهير الناديين فى مدرج واحد كما كنا نشاهدهم من قبل وننزع فتيل الفتنة بين جمهور أكبر ناديين فى مصر، ولعل هذا المشهد رأيته بالفعل أثناء مباراة السوبر المصرى الأخيرة بين الأهلى والزمالك والتى أقيمت فى الإمارات فى شهر فبراير الماضى وأتمنى أن أرى هذا المشهد قريبا مع عودة الجماهير إلى الملاعب مرة أخرى.


وماذا عن مؤتمر نبذ التعصب الذي نظمته رابطة النقاد الرياضيين وجمعية اللاعبين المحترفين، تحت رعاية الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، عام 2019 وماذا عن التوصيات التى خرج بها المؤتمر ولم يتم تفعيلها ولم يتلزم بها أكبر ناديين فى مصر، لكى تعيدنا مرة أخرى إلى نقطة الصفر، بعد أن استبشرنا خيرا بإطلاق هذه المبادرة.


فى النهاية، شاهدت مؤخرا تصريحات للمستشار مرتضى منصور، رئيس نادى الزمالك، يدعو فيها الكابتن محمود الخطيب، رئيس النادى الأهلى، إلى هدنة بين الناديين الكبيرين بعد زيادة حالة الاحتقان فيما بينهما خلال الفترة الأخيرة من خلال نوافذهم الإعلامية، هل نستطيع بالفعل أن ندعو لهدنة بين الناديين الأكبر فى مصر، وهل نستطيع وأد الفتنة بين أكبر جمهورين فى مصر والوطن العربى منعا لزيادة الاحتقان فى الشارع الرياضى، وهل نستطيع إيقاف مثيرى الفتن المتربصين بجماهير الناديين، والذين يزيدون من خلق روح التعصب بين أكبر قطبين فى مصر، هذا ما يستطيع أن يجيب عنه جماهير الناديين والمسئولين فى الناديين والقائمين على الرياضة المصرية خلال الأيام المقبلة.