الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بحثي عن المطلقات.. كتاب جديد عن دار الرافدين لـ بول تيلتش

صدى البلد

صدرت مؤخرا عن دار الرافدين للنشر والتوزيع٬ النسخة العربية لكتاب "بحثي عن المُطلقات" مشفوعًا بروسومات من وضع ساول ستاينبيرج، من تأليف بول تيلتش وترجمة ناصر مصطفى أبو الهيجاء، بواقع 184 صفحة من القطع الكبير.

وفي تصديره للكتاب يقول مترجمه: "يشير تيليتش في هذا الكتاب إلى السمة المطلقة للواجب الأخلاقي مدركًا ومبينًا في الآن ذاته، تمظهرها النسبي في كل فعل يقوم به الإنسان وفي كل قرار يتخذه، ويواجه القارئ، لدى تتبعه المادة السيرية التي تتصدر هذا النص، موهبة تيلتش المتفردة في تصوير التساكن البنيوي والقرابة بين التجربة الحسية والطبيعية المنطقية للعقل، فضلًا عن تصوير توافقهما على الرغم من تجافيهما الظاهر، ذلك أن وطأة الوجود البشري، بمأزقه وعظمته، تكمن فيما حمله الإنسان من عهد لا متناه، كما تكمن، أيضًا وبنوع من المفارقة، بمقدرته المتناهية لإنجاز هذا العهد والوفاء به، وهكذا فإن البحث عن المعنى اللامتناهي في حياة كل إنسان، تاريخيًا وروحيًا، لا يدوم بسبب الطوارئ الوجودية للشرط الإنساني وإنما على الرغم منها، وتكمن في هذه العملية الطبيعة الغامضة للواقع كما للمثال perfection، بما يمثل القبول النهائي والحاسم الذي يؤسس النضج الكامل للإنسان".

يتكون هذا الكتاب من المحاضرات التي ألقاها تيلتيش في كلية القانون التابعة لجامعة شيكاجو، وقد أزمع، لو قدر له العيش أن يلقي المحاضرات ذاتها، في جامعة هارفارد ضمن البرنامج التي يدعى هناك بـ"محاضرات نوبل"، ويشع الصفاء النابض وغير الاعتيادي لعقل تيليتش وروحه عبر أنحاء النص، وقد ألهم هذا الصفاء رسومات شاؤول ستاينبيرج بالقوة والبصيرة ذاتيهما، ذلك أن تيليتش وستاينبيرج يمتلكان، كل بأسلوبه الخاص، تلك المقدرة الكارزمية المتعلقة، على نحو حميمي، بحاجة الإنسان العميقة للنظام.

ومما جاء في الكتاب: "تقوم المعرفة على وحدة أصليَة٬ وتنطوي على فصل ووصل بين الذات والموضوع، وتغدو المعرفة بهذا الاعتبار شبيهة بالحب كما أدرك ذلك المتأخرون من المفكرين اليونان، إذ تشير الكلمة اليونانية gnosis إلى ثلاثة معان، فهي الحب الجنسي، وهي معرفة الجواهر، وهي أخيرًا الاتحاد الباطني مع الآلهي".

وهكذا تبدو المعرفة والحب صورتين من صور وحدة المنفصل تلكما الصورتان اللتان تنتميان إلى بعضهما وتريدان الاتحاد، ونحن نقع في كلا الحالتين على وحدة أصلية فانفصال ضروري، ثم إعادة اتحاد ممكنة.