الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أستاذ بعين شمس: التكييفات بالمستشفيات قد تكون سببا في نقل العدوى من المرضى إلى الأطقم الطبية

الدكتور حاتم سعد
الدكتور حاتم سعد شلبى

قال حاتم سعد شلبى أستاذ النساء والتوليد بطب عين شمس والرئيس السابق لوحدة التشخيص المبكر للأورام، إن المستشفيات الحديثة والتى تعتمد فى تهويتها على التكييفات فإنها ذات مضار عديدة نذكر منها: (التعب والإرهاق والصداع.. مشاكل التنفس والالتهاب الرئوى.. وآلام الظهر والرقبة.. جفاف الجلد.. التهابات الجفن وحساسية العين.. وتأثير تغير درجات الحرارة) فهي تفتقد كثيرا من المميزات التى تمتعت بها المستشفيات القديمة فزادت أدوارها وانخفضت أسقفها وضاقت شبابيكها وحرمت كثير غرفها من الشمس.

اقرأ ايضا:

البحث العلمي تمد فترة التقديم لمنحة علماء الجيل القادم

"اليونسكو" تعلن فتح باب التقديم لوظيفة مدير معهد المخطوطات بالقاهرة


وأوضح أن بالتأمل في طريقة بناء المستشفيات قديمًا لوحظ اتساع غرفها وتهويتها الجيدة ويمكن الاستشهاد بمستشفى حميات العباسية ومستشفى حميات الإسكندرية التى بنيت على دور واحد وعلى مساحة 23 فدانا وسقف الغرف عال والشبابيك واسعة والغرف جيدة التهوية.


وأضاف "شلبي" لـ"صدى البلد"، أنه فى بدايات القرن العشرين بنيت هذه المستشفيات وكانت معظم المستشفيات تصمم على دخول الشمس لكل غرف المرضى وتمتاز بالتهوية الممتازة لكل غرف المستشفى والمسافة الكبيرة بين كل مبنى الآخر.

وأشار  إلى أن المستشفيات الأكثر حداثة جاء تصميمها مصمت، حيث اختفت الشبابيك تماما منها وقد صممت وفق أحدث المعايير العالمية ذات التكييفات المركزية ورغم نظامها المعقد المعتمد على ضغوط إيجابية فى بعض مناطق التكييف المركزى وعلى ضغوط سلبية فى بعضها الآخر ورغم نظام بناء المستشفى المعقد والآمن من الناحية النظرية ولكن من الناحية العملية ثبت فشلها الذريع أمام عدة ظواهر منها حدوث عدوى مكتسبة بعد الدخول للمستشفيات بنسب عالية عن المستشفيات القديمة ومنها انتشار كورونا من المرضى للأطباء الذين يحرصون على اتباع الخطوات الوقائية الصارمة، أثناء مخالطتهم بالمرضى المصابين ولكنهم قد يصابون بعيدًا عن المرضى وداخل المستشفيات عن طريق التكييفات المركزية والنظام المصمت فى بناء المستشفيات الحديثة.

واستكمل: "يمكن أن تكشف الدراسة العلمية الدقيقة لإصابة عدد من الأطباء فى مستشفى مجدى يعقوب بالكورونا رغم التزامهم بقواعد الحماية والوقاية الطبية كاملة أثناء مخالطتهم للمرضى أما عن الأمثلة العالمية عن اصابة الأطباء بالكورونا أثناء تواجدهم فى المستشفيات الحديثة مصمتة البناء والتى تعتمد فى تهويتها على التكييفات المركزية فهى عديدة ومتنوعة".

وتابع: "يمكن بسهولة التأكد من تلك الملاحظات وغيرها بمقارنة نتائج المستشفيات القديمة جيدة التهوية مثل مستشفى حميات الاسكندرية والمنيل الجامعى ودار الشفاء ومستشفى العجوزة (فيما يخص العدوى المكتسبة من دخول المستشفيات سواء للمرضى وللمرافقين وللأطباء والطاقم الطبى المعالج) ونتائج المستشفيات الحديثة المصمتة تمامًا مثل القصر العينى الجديد والمئات من المستشفيات الخاصة حديثة البناء".

وأكد أن طريقة بناء المستشفيات الحديثة تعتمد فى تهويتها على التكييفات العادية (المنفصلة) أما المستشفيات الأكثر حداثة تعتمد على التكييفات المركزية وكذلك كل  المنشآت الخدمية والفندقية الجديدة.. فالتكيفات المنفصلة تحتقظ بالميكروبات من أنفاس المرضى لمدد تطول أو تقصر حسب نوع الميكروبات ثم تنقلها للمرضى الآخرين بعد انصراف شاغلى الغرف قبلهم ومثال ذلك الالتهابات الفطرية الرئوية صعبة العلاج.. أما التكييفات المركزية التى تعيد تدوير الهواء البارد توفيرًا للتكاليف وبالتالى تنقل الميكروبات كل أرجاء المستشفى.

وقال إنه بعد أن تهاوت المعايير العالمية الحديثة فى بناء المستشفيات أمام اختبار الكورونا، أدعو جميع مهندسى مصر شبابهم وكهولهم -زملاء وتلاميذ المعمارى المصرى الفذ سابق عصره البروفسير حسن فتحى- ودراسة الإعجاز المعمارى فى البيوت المصرية القديمة مثل بيت السحيمي من تواجد قاعة شتوية وقاعة صيفية وروعة التهوية ومثاليتها وجو البيت الرائع صيفًا وشتاءً دون أى تكييفات وكذلك أدعو الأطباء بدراساتهم الطبية لبحث تأثير نظام بناء المستشفيات وتهويتها على النتائج الطبية.


وأضاف أنه إذا تدبرنا الاختلاف بين ظروف مصر وظروف أمريكا والبلاد الأوروبية التى خرجت منها المعايير العالمية الحديثة والمعقدة والباهظة فى بناء المستشفيات لأدركنا وجود فارق ضخم بين مناخ الدول الأوروبية والأمريكية ومناخنا المعتدل الذى لا يحتاج إلى تكييف معظم أيام السنة فما بالنا لو أجدنا فى تحسين نظام بناء المستشفيات فى مصر.

وأشار إلى أن ارتفاع التكلفة المادية للتكييفات المركزية وتكلفة تجهيزاتها فضلا على فاتورة استهلاك الكهرباء والتعقيم المستمر الوقائى والعلاجى مقارنة بمنة الله علينا بالمناخ اللطيف لمصر ومقارنة بأعظم جهاز تعقيم خلقه الله لنا مجانا وهى الشمس.


وكان قد قال الدكتور محمود صقر رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، إن الأكاديمية أطلقت عدة مبادرات للمشاركة في التخلص من فيروس كورونا، حيث دعت جميع باحثي مصر لابتكار طرق جديدة للتغلب عليه وكان آخر هذه المبادرات مبادرة الهاكاثون المصري الافتراضي لمكافحة فيروس كورونا المستجد (هاكاثون ضد الوباء) بالشراكة مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ووزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية ووزارة الصحة والسكان.


وأضاف "صقر "، أن المبادرة هدفها الاول هو استخدام مهارات الشباب لإيجاد حلول تكنولوجية لمواجهة كورونا ، وخاصة بعد ما سببه وباء كورونا من أضرار اقتصادية كبرى ، في وقت قليل، موضحا أن المبادرة ستتبنى أكثر من 120  مشروعا لشباب الباحثين في مختلف المجالات البحثية، وستقدم لهم الدعم الفني والمادي، بينما يبلغ إجمالي الجوائز المقدمة 500 الف جنيه.