جامعة القاهرة في أسبوع… تطبيقات لإجراءات السلامة.. وتتقدم في التصنيفات العالمية.. واستحداث برامج دراسة ومؤتمر لمناقشة الإعلام وجائحة كورونا

مر الأسبوع الماضي بعدد من الأحداث المهمة في جامعة القاهرة، أبرزها، انتهاء الأسبوع الأول من امتحانات ١٣ كلية من كليات جامعة القاهرة، لطلاب الفرق النهائية، وعقد كلية الإعلام لمؤتمر الإعلام وأزمة كورونا التحديات والتداعيات،  بحضور عدد كبير من المتخصصين، وكان أبرز ما ميز الجامعة، هو التزام كامل بالإجراءات الاحترازية التي أقرتها الجامعة والمجلس الأعلى للجامعات، بداية من بوابات التعقيم، وارتداء الكمامات، والتعقيم المستمر للمباني في الكليات التي يكون الامتحان فيها أكثر من فترة، ومراعاة التباعد الاجتماعي، لتقليل فرص انتشار فيروس كورونا.

"صدى البلد" يرصد حصاد الإسبوع وأبرز الأحداث داخل الجامعة، وكيف مر الأسبوع الأول للامتحانات، والمعوقات وكيف تم التعامل معها، من خلال الجولات التفقدية للعمداء داخل الكليات، ورصدهم لرد فعل الطلاب على الإجراءات الاحترازية داخل كل كلية.

بدأ أسبوع جامعة القاهرة بامتحانات كليات الهندسة والآثار والحاسبات والذكاء الاصطناعي،  وتفقد الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، الكليات التي تجرى بها امتحانات، واستقبل خلالها الطلاب أثناء دخولهم من بوابات الجامعة ومرورهم على كبائن التعقيم الذاتي والكشف عليهم بالكواشف الحرارية للاطمئنان عليهم، وشدد على ضرورة التزام الطلاب والعاملين وأعضاء هيئة التدريس بارتداء الكمامات الطبية أثناء وجودهم داخل لجان الامتحانات، وطوال فترة تواجدهم بحرم الجامعة والكليات، للوقاية من فيروس كورونا المستجد.

أكد الدكتور أحمد رجب، عميد كلية الآثار بجامعة القاهرة، أن نظام البابل شيت يطبق لأول مرة في امتحانات الكلية، ويتكون الامتحان من ٢٥ سؤالا ١٠ أسئلة صح علامة صح أو خطأ، و١٥ سؤالا اختيار من متعدد، وأن هذا النظام وفر عملية جمع الأوراق وعدها، ثم مراجعتها، مما يعد اختصارًا لـ٢٠ مرحلة تمر عليها ورقة الإجابة.

وأضاف عميد كلية الآثار لـ "صدى البلد" أن عملية تصحيح أوراق الإجابات تظهر فور انتهاء الامتحانات، بحيث تكون النتيجة النهائية بعد انتهاء الامتحانات بأيام قليلة، خاصة وأن الكلية ملزمة بإعلان نتيجة الفرقة النهائية قبل ٣١ أغسطس لاستخراج إفادات التجنيد لكل الطلاب  مشيرا إلى قياس الامتحان لقدرات كافة الطلاب، الضعيف والمتوسط والمتميز، موضحًا سعادة ورضا الطلاب عن هذا النظام الذي يحمي من العدوى، ويختصر الوقت ويميز بين كافة المستويات.

وأوضح الدكتور محسن نجم الدين وكيل كلية الآثار جامعة القاهرة لشئون التعليم والطلاب، إن الأسبوع الأول من امتحانات الكلية شهد التزام كامل بكافة الإجراءات الاحترازية، قبل وأثناء وبعد الامتحان، وذلك بسبب الإجراءات التي طبقتها الكلية للحفاظ على التباعد الاجتماعي، وتوفير مسافات آمنة بين جمع المشاركين في امتحانات السنوات النهائية.

وأضاف نجم الدين، أن إدارة الكلية نشرت كشوف بأسماء ولجان كل طالب على موقع الكلية لتوفير الوقت المبذول في بحث الطالب عن لجنته، وبقاء الطالب أقل فترة ممكنة داخل الكلية والقضاء على التزاحم، مشيرًا إلى الالتزام الكبير من قبل الطلاب والعاملين وأعضاء هيئة التدريس بكافة الإجراءات الاحترازية، التي أقرتها الجامعة، موضحًا أن سعة اللجان تم تعديلها للحفاظ على المسافات الآمنة بين الطلاب فاللجنة التي تتسع لـ ٦٥ طالبا تم وضع من ١٥ إلى ٢٠ طالبا بها فقط.

تفقد الدكتور جمال الشاذلي عميد كلية الآداب، جامعة القاهرة، لجان امتحانات السنوات النهائية داخل الكلية، مع انطلاق اليوم الأول، من ماراثون اختبارات الفرق النهائية أمس الثلاثاء، وحرص العميد على توجيه الطلاب والمراقبين داخل اللجان على المحافظة على التباعد لمسافات أمنة لتقليل فرص إنتقال فيروس كورونا المستجد.

ورافق "صدى البلد"  الشاذلي خلال جولته التفقدية، والذي أكد أن إدارة الكلية أكثر ما يهمها هو الحفاظ على سلامة الطلاب والعاملين، وأعصاء هيئة التدريس خاصة وأن الامتحانات تعقد في ظروف استثنائية وهى انتشار فيروس كورونا المستجد، ولذلك فإن الكلية التزمت بكافة الإجراءات التي أقرها المجلس الأعلى للجامعات، ورئيس الجامعة لحماية الطلاب.

وعن مجهودات الكلية أضاف العميد أنه  تم تركيب بوبات تعقيم على كل مدخل، والحفاظ على ٢٥٪؜ من حجم السعة داخل كل لجنة، وتوفير الكمامات، والمطهرات والكواشف الحرارية، للكشف عن أى حالات اشتباه والتعامل معها، طبقا لم أقرته الجامعة والمجلس الأعلى للجامعات.

قال الدكتور محمود السعيد، عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، بجامعة القاهرة، إن الكلية كانت سباقة في اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية، من تعقيم القاعات وتقليل عدد الطلاب داخل كل قاعة بنسبة ٢٥٪؜ من السعة لتحقيق التباعد الاجتماعي، ومراعاة تقسيم طلاب السنوات النهائية، على أيام متباعدة خلال وضع جداول الامتحانات، بحيث تكون الأعداد المتواجدة داخل الكلية قليلة جدًا، وذلك للحفاظ على حياة المشاركين في العملية التعليمية، من الطلاب والعاملين وأعضاء هيئة التدريس.

وأضاف السعيد أن أعمال الامتحانات بالكلية تمتد لمدة شهر وأسبوع، بحيث يكون هناك وقت كافٍ لمنع التكدس، وفواصل مناسبة بين كل مادة، وأن كل طالب سيؤدي امتحان مادة واحدة أسبوعيًا ونادرًا ما يؤدي مادتين في الأسبوع، مشيرا إلى مرور اليوم الأول من امتحانات الغير مكتملة تقديراتهم بسلاسة ولم تحدث أي مشكلات ولا يرصد أي شكاوي، مما يعد أفضل تدريب قبل انطلاق امتحانات الفرق النهائية يوم ١٩ من الشهر الجاري.

قال الدكتور عبد الراضي رضوان، عميد كلية دار العلوم، جامعة القاهرة، إن اليوم الأول من امتحانات طلاب الفرق النهائية مر بسلاسة وسلام ولم يتم رصد أي معوقات، تعرقل أداء الطلاب لامتحاناتهم دخل الكلية، وذلك بعد اتخاذ الكلية كلفة الإجراءات الوقائية وتركيب ماكينات تعقيم، على المنافذ لتعقيم الطلاب قبل دخولهم الكلية، وكذلك التأكيد على ارتداء الطلاب الكمامات، وتوفير المطهرات وأدوات الوقاية للتعامل مع أي طوارئ.

وأضاف عبد الراضي ل" صدى البلد"، أن عدد طلاب الفرق النهائية ٢٤٠٠ طالب، وتم تحديد مسارات، للحفاظ على المسافات الآمنة والتباعد الاجتماعي، داخل الكلية، مؤكدًا أن الكلية شهدت الزام كافة المشاركين في الامتحانات من طلاب وعاملين وأعضاء هيئات التدريس، في اليوم الأول.

وتابع عبد الراضي أن الجامعة وفرت للكلية ٣ كواشف حرارية، لقياس درجة حرارة الطلاب قبل الدخول، وللحفاظ على التباعد الاجتماعي فإن إدارة الكلية خفضت أعداد الطلاب داخل كل لجنة لتصبح ٢٥ طالبا فقط، كما تم تجهيز العيادات وغرف العزل وذلك تطبيقًا للقواعد التي أقرتها الجامعة، والمجلس الأعلى للجامعات.

وأكد الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، أن جميع الكليات ملتزمة بخطة الجامعة في الوقاية من فيروس كورونا المستجد ولم يتم رصد أية معوقات أو مشكلات من شأنها التأثير على سير عملية الامتحانات، موضحًا أن الجامعة قامت بتعميم الإجراءات والضوابط الاحترازية على الكليات والمعاهد منذ فترة طويلة، وأن الضوابط تلزم جميع المشاركين بارتداء الكمامة وقواعد التباعد الاجتماعي والدخول من بوابات التعقيم، والتواجد قبل بدء الامتحان بساعة، واتباع العلامات الإرشادية لمسار اللجان، ومنع التجمعات أو التدافع، وعدم السماح بدخول اللجان بعد بدء الامتحان مع السماح بانصراف الطالب فور الانتهاء من الإجابة.

وأكد الدكتور الخشت، أن الغرض من هذه الإجراءات هو ضمان السلامة الصحية للطلاب وأعضاء هيئة التدريس والعاملين المشاركين فى أعمال الامتحانات، وتوفير السيولة و الحركة عند الدخول أو الخروج من الحرم الجامعي.

قفزة كبيرة حققتها جامعة القاهرة بالتصنيف الهولندي "ليدن"، (CWTS Leiden U) لعام 2020، لأفضل جامعات العالم، وذلك باحتلالها المركز الـ 308 عالميًا والأول أفريقيًا لأول مرة، متصدرة الجامعات المصرية.

وقال الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، إن جامعة القاهرة حققت تقدمًا هذا العام  نحو 34 مركزًا عن تصنيف العام الماضي، متفوقة على مئات الجامعات العالمية ذات السمعة الدولية الكبرى من بين أكثر من 30 ألف جامعة في العالم، مشيرًا إلى أن التصنيف وضع الجامعة ضمن أفضل 1% من جامعات العالم وهو ما يعد إنجازًا للجامعات والتعليم العالي المصري، ويظهر الجامعة في مصاف جامعات المتميزة عالميًا.

وأضاف الدكتور الخشت، أن معايير التصنيف الهولندي تعتمد على النشر العلمى العالمى المبوب فى قاعدة بيانات (Clarivate) وجودة هذه البحوث والاشارة اليها والتعاون المؤسسي والدولي لإنتاجها، موضحًا أن جامعة القاهرة تساهم في معدل النشر العالمي بعمق وفي القضايا الحيوية التي تؤدي إلى تصدر أبحاثها ضمن الفئة الأكثر اطلاعا عليها على المستوى الدولي.

أكدت الدكتور هويدا مصطفى، عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة، أن مؤتمر "الإعلام وأزمة كورونا الأبعاد والتحديات" الذي تنظمه الكلية عبر تطبيق ويبكس، يناقش ازمة عالمية أثرت بشكل كبير على حياتنا الطبيعية، في كافة الجوانب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتعليمية وحياة المواطن وصحته، فكل هذه العناصر وغيرها جعلت الدور الإعلامي في الأزمة مهم جدًا، فدور الاعلام لا ينفصل عن إدارة أي أزمة، بل يعد دور مضاعف خلال الازمات فى التوعية والتعامل وكيفية التعامل مع الأزمة. 

وأضافت الدكتورة هويدا أننا شهدنا فى هذه الازمة درجة عالية من الوعي، لدى الإعلام، وأن هذا المؤتمر يناقش التاثيرات الأخرى التي فرضتها ك الجائحة سياسيًا واقتصاديًا وفي العملية التعليمية، وكذلك دور البحث العلمي في التغلب على جائحة كورونا، ومناقشة تعامل الكلية فيما فرضته هذه الازمة من إسلوب جديد فى التعليم الالكتروني على مستوى الدراسات العليا والبكالوريوس.

فيما قالت الدكتورة ليلى عبد المجيد، رئيس وحدة الجودة، بكلية الإعلام جامعة القاهرة، أن التغطية الإعلامية لأزمة كورونا مرت بثلاث مراحل أولًا التركيز على الأرقام دون وضعها في سياقها وربط الإصابات بعدد السكان وعدد التحاليل التي تجريها الدول، ثانيًا عودة الحياة مع ضرورة التعايش وهنا تم التركيز على الأبعاد الاجتماعية، والأوضاع والأضرار الاقتصادية الصعبة نتيجة الاجراءات الاحترازية، ثالثًا تراجع الاهتمام بأخبار الجائحة وهذا أمر طبيعي نتيجة ظهور أحداث هامة على السطح.

وعن رصد المخالفات الإعلامية أضافت الدكتورة ليلى خلال كلمتها بمؤتمر "الإعلام وأزمة كورونا التداعيات والتحديات"، أن وسائل الإعلام افتقدت التدقيق في بعض المعلومات المقدمة مثل جدوى ارتداء الكمامات، وإصابات كبار السن، ضرورة اختيار المتخصصين للحديث عن فيروس كورونا، وعدم فتح المجال للجميع للحديث عن الأمر لعدم إحداث بلبلة، المبالغة في التغطية وتضارب الأخبار عن طريق التهويل أو التهوين، مثل " تم تصنيع الفيروس في معمل"، الفتاوى الطبية من خلال التواصل الاجتماعي التي تثير البلبلة

 وافق مجلس جامعة القاهرة، على استحداث برنامجين جديدين بنظام الساعات المعتمدة لمرحلة الليسانس بكلية الآداب، وهما برنامج الترجمة التخصصية باللغة التركية، والترجمة التخصصية باللغة العبرية الحديثة، على أن يتضمن البرنامجين دراسة مقرر التفكير النقدي. 

وقال الدكتور محمد الخشت، إن البرامج الدراسية التي يتم استحداثها بكليات الجامعة تأتي في إطار فلسفة جامعة القاهرة لتحديث وتطوير منظومتها التعليمية بما يتماشى مع التحولات العالمية واحتياجات سوق العمل المحلية والدولية، ومواكبة خطط الدولة واحتياجات المجتمع.

وأكد رئيس جامعة القاهرة، أن البرامج الدراسية الجديدة في مختلف كليات الجامعة تراعي قواعد الجودة والاعتماد الأكاديمي، وتلتزم بالإطار المرجعي للمجلس الأعلى للجامعات، وتستهدف إحداث تطوير شامل للعملية التعليمية من أجل إعداد طلاب بمواصفات تواكب سوق العمل العالمية.