الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رضوى صقر تكتب: مصر والقضاء على العشوائيات

صدى البلد

في عام 1962، أنتجت السينما المصرية فيلم "المعجزة" الذي قامت ببطولته الفنانتان شادية وفاتن حمامة بالإضافة إلى نخبة من أهم الفنانين في تاريخ السينما المصرية، ولمن لم يُشاهد الفيلم، فإن أحداثه تدور حول الصحفية التي تقوم بدورها الفنانة فاتن حمامة التي تقود حملة كبرى ضد العشوائيات والتي تؤمن أن السلوك الإنساني يعتمد في تشكيله على الظروف الذي ينشأ فيها الشخص، وبالتالي فإنه إذا توافرت الحياة الكريمة لأولئك الذين يعيشون في العشوائيات والمناطق الخطرة والمهددة وغير الملائمة للحياة من الأساس، فإننا لن نجد بينهم أشخاصًا ذوي سلوك سئ أو مشين من لصوص أو تجار مخدرات ...الخ.


وتلتقي الصحفية بإحدى النشالات، والتي تقوم بدورها الفنانة شادية، والتي تتغير شخصيتها في النهاية تغييرًا جذريًا نتيجة اختلاف الظروف المحيطة بها إلى الأفضل، وتعود إلى فطرتها السليمة بعد إزالة التشوهات التي سببتها الظروف القاسية التي عاشتها.


ما يلفت النظر في هذا الفيلم، هو أن مصر كانت ولاتزال في حرب مع البناء العشوائي، والإنشاءات التي تهدد حياة البشر، بل وتهدد مستقبل البلد بأكمله منذ عام 1962، وربما امتدت تلك الحرب لسنوات قبل ذلك التاريخ، فالشوارع والمنازل غير المخطط لها جيدًا لا توفر المناخ المناسب لبناء العقول، وتنمية البشر وأفكارهم، ناهيك عن عدم ملائمتها من مختلف النواحي الصحية والبيئية، وبالتالي تسبب لسكانها الكثير من الأمراض التي تعمل الدولة جاهدة حاليًا على علاجها نتيجة المياه غير النظيفة أو النقية، وأنظمة الصرف الصحي التي تكاد تكون منعدمة.


وتتنافى تلك العشوائيات مع المفهوم المتكامل لحقوق الإنسان الذي تتبناه الدولة المصرية ويؤكد عليه السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بصفة مستمرة والمتمثل في توفير حياة كريمة للمواطنين توفر لهم حقوقهم في التعليم، والرعاية الصحية، والعمل....الخ.


يعتبر القضاء على العشوائيات أيضًا جزءًا مهما ولبنة أساسية تسهم في تحقيق أهداف التتنمية المستدامة ورؤية مصر 2030، فالإنسان الذي يحيا في بيئة مناسبة قادر على العمل والإبداع والإبتكار، كما أن المناطق البديلة للعشوائيات تتوافر بها كافة الوسائل التي من شأنها أن تربي أطفالًا قادرين على تحمل مسئولياتهم المستقبلية تجاه بلادهم من خلال المؤسسات التعليمية، والرياضية التي تعمل على تنمية عقولهم ومواهبهم وتقوية أجسادهم في ذات الوقت.


ولا تكتمل عملية القضاء على العشوائيات، إلا بالعمل الدؤوب من جانب مسئولي المحليات، وكافة القطاعات والوزارات المعنية لمنع ظهور أي مناطق غير مخططة مرة أخرى من اللحظات الأولى، وألا ننتظر حتى تتحول إلى مناطق بأكملها ثم نبدأ في العمل على نقل سكانها إلى أماكن أخرى، خاصة أن الدولة حرصت منذ ست سنوات ولا تزال على بناء المدن والمجتمعات العمرانية التي تتلاءم مع مختلف الشرائح في المجتمع، ولمواجهة الأسعار المرتفعة التي يشهدها مجال البناء العقاري.