الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خالد الشناوي يكتب: بقايا روح

صدى البلد


في أقبية المجهول المنتشرة في كل روح تبحث عن الحقيقة يوجد بها نظام الاستبداد البشري يمنعها من معين الحب الصادق! يوجد مئات ، آلاف ، عشرات الألوف ، يئنون يهمهمون .. يبتهلون …يتابعون مراحل الموت البطيء …و يرمقون لذة القتل البربري لدى السجان الذي دُرب و تفوق في دورات الغدر القلبي والروحي و بات متمرسا و خبيرا كيف يقتلك بلا حتى أن يتغير حجم أو كمية الهواء الخارج من صدره …


مئات الآلاف خلف قضبان الحياة و من جهة آخرى أضعافهم يقفون خارج تلك القضبان جسدًا و أرواحهم مع من هم بالداخل …



و الأصعب هو أن أيًا من الطرفين لا يعرف شيئا عن الآخر .. و كل ما هنالك أن “الهواء يخرج و يدخل لأجسادهم .. دون طعم أو لون … يشوون بلهيب انتظار المجهول”! كان من عادات العرب في الجاهليةأنهم إذا تكاثرت خيولهم.. وإختلط عليهم أمرها .. وأصبحوا لايفرقون بين أصيلها وهجينها .. فكانوا يجمعونها كلها في مكان واحد ويمنعون عنها الأكل والشرب ويوسعونها ضربا..! وبعد ذلك يأتون لها بالأكل والشرب ..
فتنقسم تلك الخيول إلى مجموعتين الأولى تهرول نحو الأكل والشرب لأنها جائعة.. غير آبهة لما فعلوا بها..!


– بينما الأخيرة تأبى الأكل من اليد التي ضربتها وأهانتها!
وبهذه الطريقة يفرقون الخيل الأصيلة..عن الخيل الهجينة..! وما أكثر الهجين في مجتمعنا .. خيلًا و خيالًا!
وبهذا فحياتنايا سيديمسرح كبير و الناس تلعب أدوار الممثلين والمتفرجين في هذ المسرح والانسان يصادف في حياته مجموعة من الاشخاص دون أن يعرف حقيقة ما تخفيه نفوسهم نحوه!


هذه الوجوه التي نتعامل معها يوميا قد ترتدي أقنعة متنوعة فهناك من يرتدي قناع الإيمان وهو أبعد ما يكون عنه وهناك من يرتدي قناع المحبة وهو يحمل في قلبه الكره والحقد ضد من حوله!
والبعض الآخر يرتدي قناع الشجاعة والأنفة وهو في داخله يتصارع ما بين الخوف والقلق!
أما صاحب المعدن الاصيل لا يحمل قناع مزيف بل وجهه مرآة لما يحمله قلبه.


وهو من تجده في مقدمة الصفوف يتحمل الأعباء بمسؤلية ولا يتراجع أو يتهرب وتجده بجانبك في الفرح والحزن في الشدة والرخاء.
كيف نقرأ الاقنعة ؟
ليست هناك لغة تمكننا من تعلم قراءة كوامن وخفايا النفوس إلا المواقف والأحداث المريرة التي نمر بها في حياتنا.
لأن مواقف الحياة الصعبة تكشف لنا معادن وأنواع الناس وربما تزيح المصائب الأقنعة التي نراها أمامنا كل يوم لتظهر الوجوه والنفوس على حقيقتها…


ومن ثم يستطيع الإنسان أن يحدد من هو صديقه ومن هو عدوه .. من هو الصادق ومن هو الكاذب ؟
أخيرا كم هو مؤلم أن تكون المحن هي الوسيلة الوحيدة لكشف حقيقة من ادعى المحبة والود والاخلاص وهي التي تدفعنا للوقوف طويلا ، نحاول أن نتفرس ونتأمل في وجوه من حولنا أهي وجوه حقيقية أم هي مجرد أقنعة مطاطية؟
الوقت يسير على بقايا “روحي”


و المكان مكتظ للغاية بالأحداث و المساحة أقل من أن تحدد !
أما الوقت فهو يسير على دمائنا و الساعة تتحرك على الدرجات الأخيرة من أنفاسنا قبل أن تصعد روحنا!
وما زلت أبحث عن حبي الضائع فلما وجدته كان التمنع!
على بعد آلاف من ساعات رحلة العمر تتناثر صور هياكل لا اسم عليها و لا وضوح لمعالمها


رقم وحسب موضوع على الجبين ستحتاج لسنين طويلة لفك طلاسم هذه الأرقام! و عشرات السنين لمحو هذه الوجوه من أرشيف الذاكرة
ولن تمحى!
من المفروض أن تسير مع التيار و تنقل صور الأجساد التي أنهكها الجوع و ووأدها الجمود المانع لكل شيء !
لكن في الوقت ذاته مطالبين بالتأكيد على حق من لاصوت له و لاصورة … من لا اسم له و لا هوية !
إنما هو عبارة عن رقم يلصق على الجبين و يوضع في قائمة “مهترئة” الأوراق ، داخل أدراج النسيان! قد يكون ذنبك الوحيد أنك جئت متأخرا….! ولكن ………..؟