الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د.علاء الشال يكتب: سيكولوجية عمل الإعلام الإثيوبي

صدى البلد

من العجيب أن بعض المواقع الإثيوبية على صفحات التواصل الاجتماعي تعتمد على نوع من أنواع الحرب النفسية يسمى بالحرب التعزيزية و (توجه نحو الأهالي لتقوية وتعزيز وتبرير كل عمل تقوم به الدولة ولو كان يخالف الأعراف والقوانين الدولية ، وذلك للحصول على أكبر درجة ممكنة من تعاون الأهالي)، ويتم تبرير كل ما يحدث ويقال وينفذ بذريعة الدفاع عن الوطن والشعب.


وعن سيكولوجية عمل الحرب التعزيزية التي تستعملها بعض المواقع الإثيوبية فغالبًا ما (تلجأ الحرب النفسية التعزيزية في المقام الأول إلى تصنيع مزيج من الترهيب والترغيب معًا لإقناع الغير بأنّ هزيمته نهائية ومؤبّدة، وأنّ مصلحته في حياة ومستقبل آمنَينِ مرتبطة بتسليمه بهذه الهزيمة ثم بتلوّنه مع الجانب المنتصر).

 
وعلى صعيد الرأي العام الداخلي فقد لا تحقق الحرب التكتيكية (الحرب المباشرة) الهدف منها (فتتجه الدولة إلى تعزيزها بالوسائل التعويضية مثل ما اتبعته الإذاعة البريطانية في الحرب العالمية الأولى حيث قامت بإحلال الهجوم الأخلاقي محل النجاح الحربي فكانوا يصيحون أمام كل نجاح للعدو بأن نجاحه غير عادل، وكان الغرض من ذلك هو تقوية الروح المعنوية في الداخل في ميدان القتال، واستثارة تأييد المحايدين والحط من معنوية العدو).


ويعتمد الإعلام الإثيوبي على:
1. أسلوب التبرير: وغالبًا ما يُسْتخدم الفظائع لإثارة الخوف والكراهية ضد العدو، وينتج عن هذا خلق نوع من التوتر العاطفي الذي يعتبر نتاجًا من نتائج الحرب، (وهذا التوتر ينتج عنه نوع من الغضب العائم ينفجر في أي وقت ليتحول إلي كراهية للغير وقادته فينتج عنه بدوره تبريرًا لما قد يستجد من هزائم).


2. أسلوب التأكيد من خلال تكرار المادة المطلوب إذاعتها وانتشارها وسط الجمهور، وإضافة عناصر جديدة في الإذاعة والانتشار، وهذا يؤدي بدوره إلى تصديق المادة المقدمة مما ينتج عنه إنجاز وتحقيق الأهداف.

 
3. أسلوب التمني: حيث تظهر الحرب التعزيزية أنها شرعية من أجل توفير الراحة والطمأنينة للشعب، وللحفاظ على سلامته من الاعتداء.


وغالبًا ما تعمل الحكومات انطلاقا من استخدام التبرير والتأكيد لشرعنة ما تقوم به من حروب، وقد ينتج عن هذا نوع من السخط العام، والتذمر، (وفي بعض الأحوال يمتزج هذا كله معًا، فقد يريد بعض الأفراد إحلال السلام مكان الحرب، ولكنهم يجدون أن حكومتهم لا تحظى باعتراف العدو، أو قد يظن المنتصرون أنهم حطموا حكومة العدو عندما تكون المنظمة الجديدة لا تختلف عن المنظمة القديمة إلا في الشكل مع الاختلاف القليل عن الاسم القديم، ولكن لايزال الزعماء القدامى موجودين، ولاتزال الآراء القديمة مسيطرة وسائدة).


كل ماسبق قوله هو سيكولوجية عمل أشهر المواقع الأثيوبية ويصدر باللغة العربية ، يعمل على  محاولات للوقيعة بين مصر وأشقائها في دول حوض النيل.


كل ما يصدر عنه من أخبار تتعلق بإثيوبيا يكاد يكون 95% عن سد النهضة وما يتعلق به من أخبار بطريقة صياغة توحي بالتحريض والتهديد.


على كل مسؤول عن الإعلام في أثيوبيا أن يدرك حجم المهزلة التي تحدث على مواقع التواصل الاجتماعي من أخبار بشأن السد، والتنمية المزعومة المرتبطة به، وعليهم أن يدركوا جيدًا ان الإعلام أحد أسلحة الحرب النفسية الموجهة التي قد تقتل صاحبها من حيث لا يدري، فالمبالغة والتهويل للحدث يؤدي إلى نتيجة عكسية، وليس من الشجاعة الإعلامية صياغة خبر على موقع إلكتروني ثم نفيه على قناة فضائية.

 
مصر دائما تترفع عن الصغائر، ولا تشغل نفسها بما يقوله الغير لإيمانها بموقعها التاريخي والجغرافي وثقلها السياسي في أفريقيا والعالم، ومن يتكلم كثيرًا فهو يدرك جيدا ضعف موقفه، الأفعال التي تأتي متأخرا تقطع قول كل خطيب.


حفظ الله مصر وجيشها ورئيسها.