الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

موعد صيام التسع من ذي الحجة وحكمها وفضلها

 موعد صيام التسع
موعد صيام التسع من ذي الحجة وحكمها وفضلها

موعد صيام التسع من ذي الحجة، وحكم صيام التسع من ذي الحجة، وفضل صيام التسع من ذي الحجة،  أسئلة محل بحث الكثيريين على مواقع الانترنت، حيث أنعم الله -تعالى -على عباده بمواسمٍ للطاعات والعبادات، ومن تلك المواسم الأيام العشر الأول وصيام التسع من ذي الحجة التي تعد أفضل أيام العام، ففيها تتضاعف الأجور، وذلك يعود إلى اجتماع أمهات العبادات والأعمال الصالحة التي لا تتحقق في غيرها من المواسم والأوقات، لذلك فقد حرص السلف الصالح على اغتنام تلك الأيام، والاجتهاد فيها بالعبادات والطاعات التي تقرب العبد من ربه، ومنها صيام التسع من ذي الحجة الذي يعد من أفضل العبادات التي تقرب العبد من ربه في هذا الوقت. 

موعد صيام التسع من ذي الحجة: 

يبدأ صيام التسع الأوائل من شهر ذي الحجة هذا العام يوم الأربعاء القادم  22 - 7 - 2020 ، وينهي يوم الخميس 30 - 7 - 2020 ( وهو يوم الوقوف بعرفة) ليكون عيد الأضحى المبارك يوم الجمعة 31 - 7 - 2020 ( طبقًا للحسابات الفلكية) مع ضرورة التنويه أنه سيتم تأكيد هذا اليوم أو نفيه بعد استطلاع دار الإفتاء هلال شهر ذي الحجة اليوم الاثنين، والموافق 20 يوليو الميلادي، فمن خلالها سيتم التبين ما إذا موعد وقفة عرفة أو عيد الاضحى 2020 في مصر فلكيًا ستؤكده الرؤية أم تنفيه. 

‏ويمكن للمسلم أن يصوم ما يستطيع منها حسب المقدرة، فلا يلزم الترتيب ولا المتابعة، وليس شرطًا أن يصومها كلها على الرغم من أنه من المستحب ذلك لما فيها من أثر طيب وفضل عظيم، ولكن على المسلم تحري اليوم التاسع وهو يوم عرفة والإصرار على صيامه.


‏حُكم صيام التسع من ذي الحجة:
  ‏
ذهب الفقهاء إلى استحباب صيام التسع الأوائل من ذي الحجة، وأنها سنة مؤكدة عن النبي - صلى الله عليه وسلم-، ففي سنن أبي داود  عن بعض أَزواجِ النبِي -صلى الله عليه وسلم- قالت: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -يَصُومُ تِسْعَ ذِي الْحِجَّةِ}، سنن أبي داود (2/ 325)، فمن صامها فله الأجر، ومن لم يصمها فلا إثم، ولا وزر عليه، لكن يحرم على المسلم أن يصوم يوم العيد باتفاق الفقهاء، وهو اليوم العاشر من ذي الحجة.


فضل صيام التسع من ذي الحجة: 

يعد الصيام  بوجه عام إحدى العبادات الفضيلة، وهو ركن من أركان الإسلام الخمسة، ومن فضائل الصيام أن الله -تعالى- جعل الصيام له، واختصه لنفسه، قال -عليه الصلاة والسلام-: (قالَ اللَّهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له، إلَّا الصِّيَامَ، فإنَّه لي وأَنَا أجْزِي به)، وهو أحد أعظم الأعمال، وأفضلها عند الله -تعالى-؛ لِما ورد عن أبي أمامة الباهلي، قال: «قلتُ يا رسولَ اللَّهِ مُرني بأمرٍ ينفعُني اللَّهُ بِهِ، قالَ: عليْكَ بالصِّيامِ ، فإنَّهُ لا مثلَ لَه»، ويتقي المسلم عذاب الآخرة بالصيام، كما يتقي به شهوات الدُّنيا، قال -صلى الله عليه وسلم-: «الصِّيَامُ جُنَّةٌ فلا يَرْفُثْ ولَا يَجْهلْ، وإنِ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أوْ شَاتَمَهُ فَلْيَقُلْ: إنِّي صَائِمٌ مَرَّتَيْنِ». 

إضافة إلى أن الصيام هو أحد سُبل تحقيق الصبر في النفس، وفيه تحصيل لمغفرة الله -تعالى-، وهو سبب لتكفير الذنوب، قال -عليه الصلاة والسلام-: «فِتْنَةُ الرَّجُلِ في أهْلِهِ ومالِهِ، ونَفْسِهِ ووَلَدِهِ، وجارِهِ؛ يُكَفِّرُها الصِّيامُ والصَّلاةُ والصَّدَقَةُ، والأمْرُ بالمَعروفِ والنَّهْيُ عَنِ المُنْكَرِ». 

والصيام من الأعمال التي تشفع لصاحبها يوم القيامة، قال -عليه الصلاة والسلام-: «الصِّيامُ والقرآنُ يَشْفَعَانِ للعبدِ ، يقولُ الصِّيامُ : ربِّ إنِّي مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ والشَّرَابَ بِالنَّهارِ ؛ فَشَفِّعْنِي فيهِ ، ويقولُ القُرْآن : ربِّ مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِالليلِ ؛ فَشَفِّعْنِي فيهِ ، فيشَفَّعَانِ». 

وهو سبب لدخول الجنة، ومن فضائله في الدنيا أن للصائم دعوة مستجابة، ورائحة فمه أطيب عند الله -تعالى- من رائحة المسك، وهو مُطهر للقلب، وهو من الكفارات الشرعية، ككفارة حلف اليمين، قال -تعالى-: «فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ». 


خصائص الأيام العشر من ذي الحجة:

من خصائص هذه الأيام العشر المباركة من شهر ذي الحجة:
 ‏
1. أن الله -تعالى-  أقسم بها في كتابه، فقال - عز وجل-: «وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ»، والله لا يقسم بشيء إلّا إذا كان عظيمًا، مما يدل على أهمية هذه الأيام، وفضلها عند الله تعالى.
 ‏
2.  سماها الله -تعالى- في القرآن الكريم بالأيام المعلومات، وشرع لعباده الذكر فيها على وجهٍ الخصوص، قال الله -تعالى-: (وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّـهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ)، فقد ذهب بعض المفسرين إلى أن المقصود بهذه الأيام؛ هي الأيام العشر الأولى من ذي الحجة. 
 ‏
3. ‏تعتبر الأعمال الصالحة والعبادات في هذه الأيام أحب إلى الله -تعالى- من غيرها، قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه من العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهنّ من التهليل والتكبير والتحميد).
 ‏
4.‏ شُرع الحج في هذه الأيام، وهو الركن الخامس من أركان الإسلام.
 ‏
5.‏ تضم هذه الأيام يوم التروية؛ وهو الثامن من شهر ذي الحجّة، حيث تبدأ فيه أعمال الحج.
 ‏
6. تضم كذلك يوم عرفة، وهو التاسع من شهر ذي الحجّة، وهو يوم مباركٌ عظيمٌ، يوم مغفرة الذنوب والخطايا، والعتق من النار. 
 ‏
7. ‏يصادف العاشر من شهر ذي الحجة يوم النحر، والذي يعتبر من أعظم أيام الدنيا، وأفضلها عند الله. 
 ‏
8. ‏جعل الله -تعالى- هذه الأيام موعدًا للتقرب إليه، من خلال الذبح، سواءً ذبح الهدي أو الأضاحي.
 ‏
9.  أن الله -تعالى- جعل هذه الأيام موسمًا سنويًا، تجتمع فيها أمهات العبادات، من صلاةٍ، وصيامٍ، وصدقةٍ، وحجٍّ.
 ‏
10. يطال فضلها وخيرها الحجاج إلى بيت الله الحرام، والمقيمين في بلادهم كذلك، فخيرها شاملٌ وعامٌ للحاج وغيره. 

اطلع على: فضل العشر الأوائل من ذي الحجة.. وهل العمل فيها قاصر على الصوم؟

عبادات مستحَبة في الأيام العَشر من ذي الحجة:

يجدر بالمسلم استغلال الأيام العَشر من ذي الحِجة بالعديد من العبادات، والأعمال الصالحة، منها:

1. أداء شعائر الحج والعُمرة، وذلك أفضل ما يُؤدى من العبادات في ذي الحِجة؛ إذ ثبت في الصحيح عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي-عليه الصلاة والسلام- قال: (العُمْرَةُ إلى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِما بيْنَهُمَا، والحَجُّ المَبْرُورُ ليسَ له جَزَاءٌ إلَّا الجَنَّةُ).

2. الصيام، ويُخَص منه صيام يوم عرفة، وقد ورد في فَضل صيامه قَول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (صِيَامُ يَومِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتي بَعْدَهُ).

3. التكبير، والتحميد، والتهليل، والذِكر؛ فهي الأيام المعلومات التي ورد الحض فيها على ذلك.

4. التوبة، والاستغفار، والإقلاع عن الذنوب والمعاصي. 

5. التقرُب إلى الله بالصلاة، والدعاء، والأمر بالمعروف، والنهي عن المُنكَر. 

6. الأُضحية؛ اقتداء بالنبي -عليه الصلاة والسلام-؛ إذ ثبت أن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: (ضَحَّى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بكَبْشينِ أمْلَحَيْنِ أقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُما بيَدِهِ، وسَمَّى وكَبَّرَ، ووَضَعَ رِجْلَهُ علَى صِفَاحِهِمَا).

7. الحرص على أداء صلاة العيد.

8. أداء مختلف الأعمال الصالحة؛ من الصدقات، وقراءة القرآن، وإكرام الضيف، وصِلَة الرحِم، وحِفظ اللسان، وبِر الوالدين، والدعاء لهما، والحرص على صلاة السُّنَن الرواتب، وإدخال السرور على قلوب الآخرين، وغير ذلك من صالح الأعمال.



 ‏