الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

آيا صوفيا.. محاولة لإحياء الإمبراطورية العثمانية.. صراع على أكثر من مجرد مبنى تاريخي.. ومصير غامض ينتظر أردوغان في ظل عقوبات أوروبية متوقعة

أردوغان يسعى لتمديد
أردوغان يسعى لتمديد سلطته

- غزو سوريا وليبيا والاستيلاء على غاز المتوسط.. محاولات قرصنة  من أنقرة

-ضربة لأردوغان بعد خروج تركيا من برنامج مقاتلات F-35

- أردوغان زاد من بطشه بعد محاولة طرده من السلطة في 2016

 

اعتبرت تقارير صحفية دولية عدة، إن تحويل آيا صوفيا إلى مسجد، أو عودتها إلى ذلك بعدما كانت متحفًا منذ عهد مؤسس تركيا الحديثة كمال أتاتورك، يتجاوز الرمزية الثقافية، إلى شئ أكبر يجسد أحلام حاكم تركيا الحالي رجب طيب أردوغان.

 

اعتبرت صحف أمريكية منها الواشنطن بوست، أن أردوغان زاد من بطشه وأحلامه التوسعية بعد عدم نجاح محاولة إزالته من السلطة في يوليو 2016 قبل أربع سنوات، وهو ما جعله أكثر قمعًا للمعارضين ولأصحاب الرأي المختلف، حيث اعتقل عشرات الآلاف من كل المجالات، وأقال الكثير من الكفاءات في الجيش، وزاد من بطش الأمن، وجند الآلاف االذين يدينون له بالولاء.

 

وخارجيًا، زادت مغامراته الخارجية التي بدأها بإرسال قواته إلى سوريا، بحجة ضرب الأكراد، ومن ثم توجه إلى ليبيا، ودعم حكومة الوفاق المدعومة بالمليشيات المتطرفة، بإرسال المرتزقة إليها، وخرق حظر السلاح.

 

 

كما تعدت مغامرات أردوغان إلى أوروبا حيث صارت سفنه تبحث وتنقب عن الغاز والبترول، متجاوزة دولتي اليونان وقبرص.

 

ووفق الباحثة في الشؤون الخارجية، أرييل ديل توركو، فإن تحويل آيا صوفيا التي تعد واحدة من العجائب المعمارية في العالم، خيار سياسي للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

 

 

وقالت إن هذه الخطوة  هي أكثر بكثير من مجرد تحويل موقع للتراث العالمي لليونسكو، وإنها تكشف عن أجندة أردوغان لتأكيد رؤيته لتركيا التوسعية، مما يضر بدول المنطقة الأوسطية وأوروبا، ويزيد الضغط على الأقليات الدينية الأخرى .

 

 

وأضافت بأنه لطالما تخيل أردوغان إنه يقوم بإحياء الدولة العثمانية الجديدة، ويعود بالزمن إلى زمن فائت، ضاربًا على مشاعر الكثيرين ليكسب أرضبة جديدة لديهم.

 

 

واعتبرت إن النزعة التركية التوسعية هي أنباء سيئة للأقليات الدينية وأي شخص آخر لا يتوافق مع رؤية أردوغان للشرق الأوسط وأوروبا التي يتخيلها.

 

فعندما شنت تركيا توغلًا في شمال شرق سوريا لضرب الأكراد في الخريف الماضي، أطلقت النار على المدنيين وأجبرت مئات الآلاف من الناس على الفرار.

 

وفي مناطق سوريا التي لا تزال تسيطر عليها تركيا، تضطر الأقليات الدينية مثل اليزيديون إلى السكوت و من غير المرجح أن تعود الأقليات الدينية التي هربت إلى تركيا أو المناطق التي خرجت منها مرة أخرى.

 

واستهدف أردوغان المدنيين وغيرهم في عدوانه العسكري  شمال العراق، عندما قادت تركيا هجومًا جويًا وبريًا ضد سنجار في يونيو، وفق مزاعم ضرب حزب العمال الكردستاني (PKK)، لكن الحقيقية إن حزب العمال الكردستاني في سنجار لم يهاجم تركيا أبدًا، وكان المدنيون هم من  دفعوا الثمن.

 

 

 

و يحشد أردوغان قاعدته السياسية من خلال تعزيز أحلام إخضاع كيان الإحتلال وتحرير فلطسين، وهو استخفاف كبير بعقول الناس، فهو من أكبر الدول تعاملا مع إسرائيل.

 

وترى صحف دولية، إنه لا غرابة في أن محكمة تركية قد وافقت على خطة أردوغان لتحويل آيا صوفيا في اسطنبول إلى مسجد، فقد أوضح أردوغان عندما أصبح عمدة اسطنبول عام 1994 ، بأنه  من سيعيد المجد من جديد للعثمانيين، لكن هذا ليس إلا شراء للوقت للبقاء في السلطة.

ويقول الباحث البريطاني أندرو داف إلى أن حزب العدالة والتنمية استبدل الكمالية كأيديولوجية بأيدلوجية أردوغانية جديدة.

ويعمل أردوغان على مغازلة الناس في العالم بالعاطفة الدينية، ليس لكي ينتصر ويحق مبادئ العدل والحق الموجودة في الإسلام، وإنما لينتصر لأحلامه هو.

 

ويسعى أردوغان لتعويض خسائره التي مني بها في السنوات الاخيرة، مستغلا انشغال الساحة الدولية بالمعركة الصينية الامريكية وحرب إثبات النفوذ، وانشغال أوروبا بأزماتها بما فيها فيروس كوورنا المستجد، ليقوم بالترويج لنفسه وقاعدة الشعبية.

 

انتقدت  التقارير أردغان وقالت إنه لو أراد نصرة ليبيا فكان الشئ الأبرز هو دعم محاولة إيجاد حل سياسي، وعدم تشجيع نقل وتهريب السلاح، ولذا، فأحلام تركيا ليست إلا معول هدم للمنطقة  ودول أوروبا.

 

وأمام ذلك، أشارت تقارير صحفية، إنه تبقى الضربات الاهم لإيقاف اردوغان، هو ضرب اماكن نفوذه وما يروج له، فما تمثله فرنسا من خلال الضغط على أوروبا وفرض عقوبات على تركيا، ومنع الولايات المتحدة لأنقرة من الحصول على المقاتلة إف 35، هي من أبرز الأدوات وغيرهما في وقف مطامع أنقرة ورئيسها.

 

وتقول الصحافة الدولية، إن إزالة تركيا من قائمة "المشاركين العالميين" على الموقع الرسمي لبرنامج المقاتلات F-35 الأمريكية يحمل أهمية سياسية من حيث إظهار تصميم البنتاجون على دفع حليفها في الناتو لاتخاذ قرار نهائي بشأن سياساته العدائية، ولشرائه منظومة الدفاع الجوي الروسية، اس -400.

 

وقال مسئول أوروبي لم يكشف عن هويته، إنه "في ظل ظروف الركود الاقتصادي في تركيا ، فلن تخاطر أنقرة بمواجهة عقوبات أمريكية محتملة أو أوروبية".