الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مليارا جنيه شراء أبحاث لطلاب الجامعات ونسبة النجاح ٢٣%.. خبراء يضعون خطة تقييم بديلة ويرصدون معوقات التنفيذ

طلاب الجامعات
طلاب الجامعات

الطالب غير مؤهل لعمل أبحاث بالشكل العلمي المعروف
الوزارة تأخرت منذ بداية الأزمة في وضع أكثر من تصور لتنفيذه 
البنية التحتية وتدريب أعضاء هيئة التدريس أبرز المعوقات لتطبيق النظام


أثارت تصريحات رئيس جامعة طنطا الدكتور مجدي سبع، عن قيام طلاب كثر بالجامعة بشراء الأبحاث التي طلبت منهم، كبديل  لعبور العام الدراسي، بسبب جائحة كورونا حالة من الجدل في الأوساط الجامعية، خاصة بعدما ضرب مثلًا بكلية الحقوق حيث أكد أن  ٧٧% من أبحاث مادة القانون في الكلية متطابقة أى تم شراؤها".



وأشار رئيس جامعة طنطا، أنه فى حال احتساب عدد طلاب جامعات مصر، وقيمة الأبحاث التى يتم بيعها سوف نجد أننا نهدر 2 مليار جنيه، الأمر الذى يعد كارثة كبرى، وتابع:" عندما وجدت نسبة التطابق فى الأبحاث أنا بعت ناس اشترت أبحاث من مصادرها وأبلغت الجهات المعنية بها".


ويرصد "صدى البلد" خلال السطور التالية، آراء أساتذة جامعيون في كيفية تفادي أخطاء نظام الأبحاث العام المقبل، في حال إقراره كنظام للتقييم،  وخاصة نسب الاقتباس المرتفعة، وهل هناك تصورات لنظام مختلف للتقييم يضمن خريج مؤهل لسوق العمل وما هي متطلبات هذه النظم.


تأخر الوزارة ومجهودات أعضاء هيئة التدريس:


قال الدكتور عبدالعظيم الجمال، أستاذ المناعة والميكروبيولوجي المساعد بجامعة قناة السويس، إن الوزارة تباطأت في اتخاذ القرار منذ بداية ازمة فيروس كورونا المستجد، فكان لابد من وضع أكثر من خطة وتدريب أعضاء هيئة التدريس الطلاب عليها منذ بداية الازمة.


وأكد الجمال لـ "صدى البلد"، إن تجربة الابحاث،  كانت جديدة على الطلاب ولم يتم تدريبهم عليها بشكل كافي، ولا أنكر الجهود الفردية المضنية التي بذلها الكثير من أعضاء هيئة التدريس، للتواصل مع الطلاب وتوجيههم و تدريبهم، فاعتقد أن تجربة الأبحاث غير ناجحة بالمرة و لكن تم اللجوء إليها لاحتواء الازمة وانهاء التيرم الثاني.


استنزاف أولياء الأمور توفير نظام تقييم بديل 

وأردف أنه تم استنزاف ملايين الجنيهات من جيوب أولياء الأمور لحساب المراكز الخاصة التي تقوم ببيع الأبحاث للطلاب، فكانت الابحاث متشابهة بنسبة كبيرة قد تصل الى ٩٠% في الكليات النظرية، مما يؤكد شراؤها من مراكز خاصة استنادا الى تصريحات بعض المسئولين.


نظام بديل وتدريب المدرسين والطلاب:


فلابد من توفير نظام بديل لتقييم الطلاب و تدريب الطلاب و أعضاء هيئة التدريس عليه بعد ازمة كورونا، ولابد من طرح افكار خارج الصندوق، فأصبح تقييم الطلاب أمر حتمي، لذا لابد من تدريب الطلاب و أعضاء هيئة التدريس على الامتحانات اون لاين، و تذليل العقبات المحتملة.
 و لابد من عمل محاكاة للتجربة و تقييمها و تقويهما، لكي يتم اعتمادها مستقبلًا، و اخيرا لابد للجامعات الاستعداد من الآن للامتحانات بأكثر من أسلوب، سواء بالنظام القديم مع وضع الإجراءات الاحترازية اللازمة لمواجهة الفيروس، بالتوازي مع الامتحانات الاون لاين و تقييم الطلاب عن بعض.


اختزال مشكلة التقييم في سرقة الأبحاث لن يقود لحل حقيقي:


أشار الدكتور عبد الرحمن ناجي، عضو هيئة التدريس بقسم اللغة الألمانية كلية التربية جامعة عين شمس، والمحاضر في جامعة هيلديسهايم في ألمانيا، إلى نقطة مهمة في تصوره لفهم السياق العام لأبحاث الطلاب وخاصة في الفصل الدراسي الثاني، فليس هناك شك أن الموقف استثنائي وتجربة اضطررنا إليها جميعا مؤسسات وأعضاء هيئة تدريس، وطلاب وغالبا كان اتجاه القرار فوقي أي أن المجلس الأعلى للجامعات يتخذ القرار "بناءا على اقتراحات الجامعات دون الرجوع لمجالس الأقسام وأعضاء هيئة التدريس".


 وأوضح ناجي لـ "صدى البلد"، مما أطاح بكثير من التصورات التربوية في عملية التدريس (الأون لاين) والتي كانت بعيدة كل البعد عن مفاهيم التعلم عن بعد والتعلم المدمج، وما إلى ذلك واستمر الوضع فيما يتعلق بأساليب التقويم.


فكيف لنا أن نقيم تجربة استثنائية بمعايير الجودة كما لو كانت تجربة مدروسة ومخطط لها بالفعل، هناك مخصصات مالية كبيرة تم رصدها منذ فترة للتحول الرقمي في التعليم الجامعي ولكنها لم تفعل على أرض الواقع، إلا في الوقت الاستثنائي السابق الإشارة إليه، فلا توجد بنية تحتية جيدة في الكليات والجامعات وأعضاء هيئة التدريس غير مدربين على تلك الأساليب والطلاب كذلك.


وتابع ناجي فاختزال المشكلة في جزئية سرقة الأبحاث والغش من قبل الطلاب لن يقود إلى حل حقيقي للمشكلة، فكيف نلوم الطالب ونحن نرى بعض المسئولين يصرحون بنجاح التجربة والجميع يعلم انها غير ذلك، ولا عيب في ذلك أصلا لأن الظرف استثنائي، فلنقدم نموذجا لطلابنا أولا، أما فيما يتعلق بالطلاب شراء الأبحاث أو سرقتها أو ما شابه فهو شيء مرفوض بالطبع ولكن علينا أن نتسائل في إطار ذلك الظرف الاستثنائي أيضا: هل تم تدريب الطلاب في الفرق الأولى والثانية والثالثة على طريقة كتابة البحث؟ أن تلقي بالطالب مكتوف الأيدي ومعصب العينين في بحر غامض وتطالبه بأداء نموذجي هو أيضا مثال غير طيب.


تنوع أساليب التقييم وتوزيعها على مدار العام:


أما عن التصورات البديلة فان الأبحاث وغيرها من أساليب التقويم لا غبار عليها وإنما واجهتنا بعض المشكلات في التطبيق،  وأرى ضرورة تنوع أساليب التقييم وتوزيعها على العام الدراسي حيث يكون التقويم تراكمي ويكون للطالب أكثر من فرصة عند تطبيق التقييمات المرحلية حتى تتاح له فرصة التعلم من خلال التقييم وألا نقتصر فقط على فكرة القياس.


جميع الأخطاء متوقعة ولا يمكن محاسبة الطالب:


وقال الدكتور وائل كامل عضو هيئة التدريس بجامعة حلوان، إن كل ما حدث من سلبيات في الأبحاث كان أمرا متوقعا مسبقًا، ومن يقول غير ذلك عليه تقديم ما يثبت أنه تم تدريب الطلاب على الاطلاع والبحث عن المعلومات من مصادر متعددة ومراجع مختلفه، وأنه لا يوجد كتاب جامعي وحيد لكل ماده.


وأضاف كامل لــ "صدى البلد"، كيف لنا محاسبة طالب على أخطاء العملية التعليمية وطرق التدريس، حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا الغير، بعض الطلاب اعتادوا على الكسل منذ تعليم ما قبل الجامعي، باعتمادهم على المعلومات التي يقدمها لهم مدرس الفصل ثم المدرس الخصوصي، وعند الانتقال للجامعة يشتري الكتاب الحامعي وبه المعلومات مقدمه على طبق من فضه بفكر أوحد.


وفجأة تتوقف الدراسة، وبدون وجود أي امكانيات للبنية التحتية لتطبيق نظام التعليم عن بعد، ولا منصات الكترونية تابعة للكليات ولا إجراء تدريب لأعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة، ولا وجود لأي نظام إداري لمتابعة العملية التعليمية، وكل استاذ يجرب برنامج وطريقة للتواصل مع الطلاب مختلفه عن الٱخر، وبعد كل ما سبق مطلوب من الطلاب إجراء بحوث قيمه وغير منقوله في كل المواد في فتره زمنية قصيره.


تطوير البنية التحتية وتدريب أعضاء هيئة التدريس:

واختتم  كامل الحل من وجهه نظري لابد أن يتم إصلاح كافة السلبيات التي ظهرت خلال تجربة الأربعه أشهر الماضية، ووضع برامج تدريبية للجميع، وتطوير البنية التحتية والنظام الإداري ومتابعة العملية التعليمية الالكترونية، وطرق التدريس ...إلخ 

ثم بعد ذلك نحاسب الضلع الاضعف في المنظومة وهو الطالب على أي أخطاء تم تدريبه عليها مسبقا.


الأبحاث فكرة جيدة ولكن هناك عراقيل:


وذكر الدكتور هاني أبو العلا أستاذ نظم المعلومات الجغرافية، وكيل كلية الآداب جامعة الفيوم، إن فكرة تقييم طلاب الجامعات بأبحاث علمية يتم إعدادها من قِبَل الطالب منفردًا أو في مجموعات، من الأفكار القَيِّمة في مضمونها، ولا تقل قيمتها عن الاتجاه العملاق الذي يسير فيه معالي وزير التربية والتعليم في توجيه التلاميذ نحو التعلم الذاتي، بمساعدة جهاز حاسب لوحي (تابلت)، إلا أن تنفيذها يقابله مجموعة من المعوقات، والعراقيل التي تجد من يؤججها لمصالح شخصية.


اختيار الطالب لمواضيع البحث منذ الأسابيع الأولى:

وأشار أبو العلا إننا لو كنا نعاني من نظام تعليم تلقيني يُخرج خريج من خلال اختبار ملكات الحفظ فقط، فإن وصول الطالب لمرحلة إعداد بحوث علمية منضبطة لتقييمها تساوي خريجا ناجحا، قادر على الابتكار و الانصهار في دولاب العمل.


وعن المشكلات والعراقيل التي تواجه هذا النظام أفاد وكيل كلية آداب الفيوم أن الطالب لابد أن يتم تدريبه بشكل كافٍ على إعداد البحوث العلمية وأهم عناصرها، وكيفية التوثيق العلمي وتفادي الانتحال، فضلًا عن آلية التقييم وكيفية تقديم تلك البحوث لتقييمها في المستودعات و المنصات الالكترونية، كما رجح فكرة أن يختار الطلاب مواضيع بحوثهم في الأسابيع الأولى من الدراسة بحيث يكون لدى الطلاب الوقت الكافي لتجميع المادة العلمية والبحث.