الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تعرف على تاريخ كسوة الكعبة المشرفة

كسوة الكعبة
كسوة الكعبة

تعد كسوة الكعبة المشرفة واحدة من أهم ملامح شعيرة الحج حيث تعود للعام التاسع من الهجرة بعد فتح مكة علي يد الرسول صلي الله عليه وسلم في حجة الوداع حيث تحمل بيت مال المسلمين تكلفة الكسوة. 

وجاء الخلفاء الراشدون من بعد الرسول صلى الله عليه وسلم لاتباع هديه في تغيير الكسوة حيث قام أبو بكر وعمر رضي الله عنهما بكسوتها بالقباطي والبرود اليمانية، ثم كساها عثمان بن عفان رضي الله عنه بكسوتين أحدهما فوق الأخرى فكان هذا العمل الأول من نوعه في الإسلام .

ويعود تاريخ كسوة الكعبة لما ذكر عن "عدنان بن إد" الجد الأعلى للرسول هو واحد ممن كسوها، وقيل أن (تبع الحميري) ملك اليمن هو أول من كساها في الجاهلية بعد أن زار مكة ، وهو أول من صنع للكعبة بابًا ومفتاحًا.

وبعد (تبع الحميري) كساها الكثيرون في الجاهلية، حتى آلت الأمور إلى (قصي بن كلاب) الجد الرابع للرسول ، والذي قام بتنظيمها بعد أن جمع قبائل قومه تحت لواء واحد وعرض على القبائل أن يتعاونوا فيما بينهم كل حسب .

ثم جاء من بعد ذلك  أبو ربيعة عبد الله بن عمرو المخزومي، وكان تاجرًا ذا مال كثير وثراءٍ واسعٍ، فأشار على قريش أن: اكسوا الكعبة سنة وأنا اكسوها سنة ، فوافقت قريش على ذلك، وظل كذلك حتى مات وتوارثت قريش هذا العمل حتى فتح مكة. 

ثم جاء عهد الدول الإسلامية، وظهور الكتابة على الكسوة، وفي عصر الدولة الأموية كسيت الكعبة كسوتين في العام كسوة في (يوم عاشوراء) والأخرى في (آخر شهر رمضان استعدادا لعيد الفطر). 

ثم اهتم الخلفاء العباسيون بكسوة الكعبة المشرفة اهتمامًا بالغًا، نظرًا لتطور النسيج والحياكة والصبغ والتلوين والتطريز وتخصص في ذلك أهل (تنيس، وتونه ، وشطا) من المدن المصرية. 

وفي عهد الخليفة المأمون فقد كسا الكعبة المشرفة ثلاث مرات في السنة. 

وظهرت الكتابة على الكسوة منذ بداية العصر العباسي فكان الخلفاء من الأمراء يكتبون أسماءهم على الكسوة ويقرنون بها اسم الجهة التي صنعت بها وتاريخ صنعها.

وكانت مصر هي المصدر الرئيسي لكسوة الكعبة  منذ عهد الخليفة عمر بن الخطاب الذي اعتمد على صناعة قماش كسوة الكعبة من قماش "القباطي" المصري، نظرًا لجودته، ومهارة الصناع المصريين في حياكة الأقمشة ظل هذا التقليد ممتدا حتي العصر العباسي الذين حرصوا  على حياكة قماش الكسوة من ورش "تنيس" في مصر، ليمتد هذا التقليد حتى حكم المماليك القاهرة.

كما التزمت مصر ايصا بنقل كسوة الكعبة إلى الحجاز، وتحديدًا منذ تأسيس دار الكسوة بحي الخرنفش بباب الشعرية عام 1816، إذ كانت  تقوم بحياكة أقمشة الكعبة منذ هذا التاريخ وحتى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في عام 1962، ولكن بسبب حدوث خلافات مصرية سعودية أدى إلى توقف حياكة كسوة الكعبة من مصر.

وشرعت المملكة العربية السعودية منذ عهد الملك عبد العزيز  صناعة كسوة الكعبة عبر دار خاصة بمكة المكرمة في عام 1346 من الهجرة وبهذه تعد أول حلة سعودية تصنع في مكة المكرمة .