الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ترامب يسن سيوفه لمعركة الانتخابات.. هل يمكن أن يلجأ للعنف للتشبث بمنصبه؟ التصويت الإلكتروني أكبر مخاوفه.. وغموض الدستور أعظم فرصه

الرئيس الأمريكي دونالد
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

ترامب أعلن عدم التزامه بالإقرار بصحة نتائج الانتخابات المقبلة
أستاذ قانون يحاول التكهن في كتابه برد فعل ترامب حال خسارته
مرشحون رئاسيون في التاريخ الأمريكي آثروا التنحي رغم أحقيتهم بالفوز
تحريض ترامب مؤيديه على العنف السيناريو الأكثر رعبًا


مع اقتراب معركة المنافسة الرئاسية الأمريكية المقررة في نوفمبر المقبل، يستبق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب احتمالات هزيمته بإعلان رفضه المسبق للالتزام بإقرار صحة نتائج التصويت أيًا كانت.


وفي مقابلة أجرتها معه قناة "فوكس نيوز" الأحد الماضي، قال ترامب "لن أقول نعم ببساطة، ولم أفعل ذلك أيضًا في المرة السابقة"، في إشارة إلى اتهاماته القديمة بتزوير نتائج انتخابات 2016 الرئاسية ضد، بالرغم من فوزه بها.


وحذر الرئيس الأمريكي أكثر من مرة من اعتماد طريقة التصويت الإلكتروني عن بُعد، تجنبًا لانتشار فيروس كورونا، مؤكدًا أنها ستكون الباب إلى "أكثر الانتخابات فسادًا في تاريخ الولايات المتحدة" على حد قوله.




وسلطت مجلة "ذا نيويوركر" الأمريكية الضوء على كتاب لأستاذ القانون بكلية أميرست الأمريكية لورنس دوجلاس بعنوان "هل سيذهب؟ ترامب والانهيار الوشيك للانتخابات الأمريكية 2020"، طرح فيه سيناريو خسارة ترامب في الانتخابات، محاولًا التكهن برد فعل الرئيس الأمريكي على ما يرفضه بشكل قاطع.


ويرى دوجلاس أن نية ترامب الواضحة التشبث بمنصبه، بغض النظر عن إرادة الناخبين، ليست أفضل مقياس للضرر الذي أحدثه في السياسة الأمريكية أو السلطة التي تراكمت لديه.


وكتب دوجلاس "إن زعيمًا سلطويًا لن يسمح لنفسه أبدًا بالدخول في هذا الموقف بالمقام الأول، وإنما كان ليخرب العملية الانتخابية نفسها كي يقضي على أي احتمال لخسارته"، لكن حتى بمعايير النظم السلطوية فإن قبضة ترامب على السلطة والمجتمع ليست قوية إلى هذا الحد.


ومع ذلك، فإن النظام السياسي الأمريكي لا يتمتع بحماية كافية إزاء نوع الألاعيب التي يمكن أن يمارسها ترامب من أجل الاحتفاظ بمنصبه لأن "الدستور الأمريكي لا يضمن الانتقال السلمي للسلطة وإنما يفترضها مسبقًا" كما يرى دوجلاس، كما أن نظام "المجمع الانتخابي" المتبع في الولايات المتحدة لحسم نتائج الانتخابات بغض النظر عن عدد المصوتين لصالح هذا المرشح أو ذاك، يفتح الباب واسعًا أمام إمكانيات التلاعب والتزوير.


وأضافت المجلة أنه عندما تنشأ أزمات انتخابية فإن القادة الحقيقيين الذين يتمتعون بروح المسئولية ينهضون لاحتوائها أو يتنحون لتجنبها، وضرب دوجلاس مثالًا بالمرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية عام 2000، والذي لم يكن مضطرًا لقبول أمر المحكمة العليا بوقف إعادة فرز الأصوات في ولاية فلوريدا، باعتبارها الكلمة الأخيرة في انتخابات ذلك العام التي حامت الشكوك حول الأرقام الدقيقة للأصوات فيها.


وفصل دوجلاس السبل الدستورية التي كان يمكن أن ينتهجها جور للمطالبة بإعلان فوزه هو، وعلى الرغم من فوزه في التصويت الشعبي، رأى جور أنه من واجبه تجنب تصعيد الأزمة الانتخابية، وتنازل عن الفوز لصالح منافسه الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن، الذي فاز بقرار المجمع الانتخابي وليس بحساب الأصوات.


وتابعت المجلة أنه من المتوقع أن يعمل ترامب على تعقيد الموقف حال إعلان خسارته في الانتخابات، وليس حله؛ لا سيما وأن الدستور الأمريكي يفترض حسن نية في المرشحين، والقوانين التي تهدف إلى تنظيم نتائج التصويت غامضة بشكل كارثي، وهو ما سيستغله ترامب في الطعن على نتائج التصويت المعلنة، من خلال سيل من التغريدات التي تهيج الرأي العام والناخبين، خاصة مؤيديه، على العملية الانتخابية ونتائجها.



وتخيل دوجلاس سيناريو يرفض فيه ترامب تسليم الرئاسة للمرشح المنافس حال فوز الأخير، وهو غالبًا في هذه الحالة الديمقراطي جو بايدن، أو على الأقل تأجيل موعد التسليم، في ظروف عصيبة محاطة بأزمة فيروس كورونا وركود اقتصادي مؤلم، وهو السيناريو الذي يمكن أن يولد تداعيات أخرى كارثية، خاصة وأن معظم خطوات تسليم السلطة في ولايات المتحدة عرفية وبروتوكولية لا تنظمها مواد قاطعة في الدستور والقانون.


ومع ذلك فإن هذا السيناريو قد يبدو أقل الاحتمالات ضررًا، لأن أكثرها ضررًا هو سيناريو يرفض فيه ترامب تسليم السلطة نهائيًا ويحرض مؤيديه على العنف، وعندما تغرق الولايات المتحدة في الفوضى سيكون ذلك انتصارًا لترامب أكبر من الفوز في الانتخابات، وفق ما رأى دوجلاس.