EN 
من المؤكد أنه عندما أقامت مصر سفارات وقنصليات لها بالخارج..كانت تخطط لأن يكون مبني السفارة بمثابة حكومة مصرية تمثلها لرعاية مصالح أبناء شعبها بالدولة التي توجد فيها السفارة..
في سبيل ذلك تتكبد الموازنة العامة للدولة ملايين الدولارات شهريًا..للإنفاق علي هذا التمثيل الدبلوماسي في أكثر من ١٩٦ سفارة ..بما يتخطي عدد سفارات الولايات المتحدة الذي يبلغ ١١٧ سفارة فقط ..
كما أعتقد أنه لا يوجد مصريون يبحثون عن لقمة العيش لهم ولأبنائهم أكثر مما هو موجود بدول الخليج وخاصةً بالمملكة العربية السعودية..من المعروف مسبقًا أنه ضمن قواعد حساب المجموع النهائي لطلاب المرحلة الثانوية بالمملكة..حساب متوسط مايحصل عليه الطالب علي مدار الثلاث سنوات بشكل تراكمي في حدود خمسون بالمائة من المجموع الكلي ..ثم يستكمل الطالب المتبقي له في حدود الخمسين بالمائة الأخري من نتيجة ما أحرزه خلال اختبار للقدرات العامة..بواسطة مركز "قياس" المعد للقيام بذلك تحت إشراف وزارة التربية والتعليم السعودية..
حسب ماهو متبع لكل طالب خمس محاولات لهذا الاختبار ..يُؤخذ بدرجات أعلي المحاولات لتضاف إلي مجموع الطالب الكلي ..الذي يعتمده المجلس الأعلي للجامعات "المصري" لتوزيع أبنائنا بالخارج علي كلياتهم في جامعات مصر ..
أعتقد أنه من أولي أوليات السفارة إضافة إلي التمثيل الدبلوماسي الجيد..رعاية مصالح المصريين بالخارج وأبنائهم ..كما أتوقع أنه ليس لدي هذه الأسر المصرية أهم من مستقبل أبنائها..مايحدث لأبنائنا بالثانوية العامة بالمملكة العربية السعودية شيء آخر ..يمكن أن يكون سببًا في ضياع مستقبلهم نتيجة عدم التنسيق الجيد بين الملحق الثقافي بالسفارة ووزارة التربية والتعليم السعودية..نتيجة لهذا التنسيق الغير جيد والتعاطي السيىء مع هذه الظروف الطارئة"كورونا" التي مرت بها الدولتان ..
لم تكن السفارة في تعاملها مع هذا الملف علي قدر الحدث ..المشكلة نشأت عندما أدي أبناؤنا طلبة وطالبات الثانوية العامة اختبار القدرات مرة واحدة ثم حدثت ظروف كورونا الطارئة ..بعد أربعة أشهر من الإغلاق فتحت المملكة الطريق أمام أبنائها لإستكمال محاولاتهم المتبقية في اختبار القدرات ..بينما لم تقبل أبناء المصريين فقط دون أبناء الجاليات الأخري..
السبب أنه يوجد تنسيق بينهم وبين السفارة المصرية بإعتماد نتيجة المحاولة الوحيدة التي إجتازها الطلاب لهذا الإختبار..نظرًا للإرتباط بمواعيد محدده لمكاتب التنسيق في مصر ..كلنا يعلم أنه عندما ذهب هؤلاء الطلاب إلي هذا الإختبار كان لديهم نظام يسمح لهم بتحسن درجتهم في أربع محاولات وعلوم أخري..علي ذلك بني هؤلاء الطلاب منهجهم في تحصيل درجاتهم ومجموعهم النهائي..
وبالتالي نتيجة لعدم الدراسة الجيدة من قبل السفارة لهذه الظروف الطارئة وقت حدوثها كما تم في مصر وتوفرت البدائل السريعة لإنقاذ العام الدراسي..لم يتم وضع خطة عمل مناسبة وسريعة مبنية علي الإحتمالات المتوقعة لهذه الظروف الطارئة من قبل السفارة بشكل سريع وجيد يكون أهالي هؤلاء الطلاب علي علم بتفاصيلها..حتي يتمكنوا من تعديل مسار إستعدادهم لمستقبلهم بشكل مناسب لهذه المستجدات وتقبلهم لهذا الوضع..
لو كانت السفارة تعاملت مع هذه القضية بشكل جيد وشفاف وبحث عن حلول بديلة جيدة وسريعة ..لما كان هؤلاء الطلاب عرضة لأن يفقد الكثير منهم فرصة الإلتحاق بالكلية التي طالما حلم بها ووالديه..فمنهم الكثير من المتفوقين الذين حصلوا علي درجات نهائية تراكمية خلال الثلاث سنوات الدراسية..
لكن نتيجةً لغياب التنسيق والشفافية وتعارض المواعيد سيفقد هؤلاء فرصهم في تحقيق أحلامهم نتيجة فقدانهم لفرص حصولهم علي حقهم في محاولات إعادة إختبارات القدرات المتبقية..وهذه سنة نهائية يتوقف علي نتيجتها مستقبل هؤلاء الأبناء..نرجوا من معالي وزير التعليم العالي عمل التنسيق اللازم مع السفارة المصرية بالرياض حفاظًا علي مستقبل هؤلاء الطلاب ..تحقيقًا لمبدأ المساواة و العدالة.. بأبناء الجاليات الأخري وأيضًا أقرانهم في مدارس مصر ..حتي يتوفر لهؤلاء فرصتان علي الأقل من الأربع المتبقية وأن يكونوا علي علم مسبق بالمواعيد بوقت كاف..وحتي لا يكون هؤلاء الطلاب وهم عدد كبير ضحايا لعدم الأداء الجيد لبعض أقسام سفاراتنا خارج حدود الوطن.
