الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أسماء أحمد تكتب: مصرية علمت الدنيا

صدى البلد

نعيش اليوم في رحاب أيام عطرة، تلك الأيام التي نمتثل فيها لأمر الله تعالى ونتبع سنة نبينا محمد  - صلى الله عليه وسلم، بل نتبع سنة سيدنا إبراهيم- عليه السلام-.


تزوج سيدنا إبراهيم السيدة هاجر المرأة المصرية، وأنجب منها  سيدنا إسماعيل وإذا به يأخذها وطفلها الرضيع ويودعهما أرضا جرداء لا زرع بها ولا ماء، فلما همّ سيدنا إبراهيم بالرحيل تعلقت السيدة هاجر بثيابه قائلة له:


يا نبي الله أين تذهب وتدعنا هنا وليس معنا ما يكفينا.


فلما ألحت عليه بالسؤال وهو لا يجيبها قالت له:- أهو أمر من الله؟

قال: نعم.

قالت: إذا لن يضيعنا.


فالسيدة هاجر تضرب لنا أروع الأمثال لكمال الثقة واليقين في الله عز وجل، فالمرأة المصرية علمت البشرية كيف يكون حسن الظن بالله تعالى.


امرأة وطفل رضيع، مودعان بصحراء جرداء، ليس معهما مقومات الحياة، أصدقاؤهما العقارب والثعابين وتقول بثقة ويقين إن الله لن يضيعنا.


يتركهما سيدنا إبراهيم وقلبه يعتصر حزنا وشفقة ولكن استودعهما علام الغيوب فرفع يديه داعيا " رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ " سورة إبراهيم.


ظلت السيدة هاجر وحيدة تشرب وتأكل من زادها وتسقى ابنها حتى إذا نفد الماء والطعام، وأخذ الابن يصرخ من شدة الجوع والعطش،  أخذت تسعى طلبًا للرزقِ فوجدت جبل الصفا أقرب مكان مرتفع من الأرض لها فصعدت وأخذت تنظر هل ترى ماء هل ترى زرعا هل ترى أحدا من البشر فلم تجد.


فهبطت وصعدت جبل المروة وأخذت تنظر وتبحث فلم تجد فأخذت تسعى بين الصفا والمروة سبع مرات، ومن هنا كان السعي بين الصفا والمروة أسوة بالسيدة هاجر.


ولننظر إلى المرأة المؤمنة تعلمنا أن نسعى في طلب الرزق مع حسن الظن، والتوكل على اللهلا أن نتواكل؛ فهي متعبة ومجهدة من شدة الجوع والعطش، ولكنها تسعى لطلب الرزق من صعود وهبوط حتى أتاها الفرج، إذا بالماء ينفجر تحت قدم سيدنا إسماعيل إنه الفرج إنه كمال الثقة بالله إنه حسن التوكل على الله، إنه بئر زمزم .. أسرعت السيدة هاجر إلى الماء وأخذت تزمه حتى لايذهب في الرمال ومن هنا سمي بئر زمزم وأصبح باقيا إلى قيام الساعة، أخذت الطيور تقبل على الماء فلما رأتها القبائل المجاورة عرفوا بأن هذه الأرض بها ماء فأقبلوا عليها وسكنوا بجوار السيدة هاجر وتحققت دعوة سيدنا إبراهيم-عليه السلام-.


وعلمتنا المرأة المصرية كيف يكون حسن الظن بالله وما جزاؤه، كما علمتنا كيفية السعي لطلب الرزق وما عطاء الله للعبد إذا سعى؛ أعطاها ربها الرزق الوفير الباقي إلى قيام الساعة، كما خلد الله ذكرها بجعل السعي بين الصفا والمروة في شريعتنا الإسلامية لمن أراد الحج والعمرة.