أردوغان يدمر الجيش التركي وسط مخاوف من عدم الولاء.. ترتيب تركيا يتراجع في جلوبال فاير باور.. اتهامات جاهزة بالإرهاب والعمالة.. والقوات الجوية أكثر الفروع معاناة

منذ محاولة الانقلاب الفاشل، أو كما تصفها بعض وسائل الإعلام التركية بـ تمثيلية الانقلاب، راح الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ينفذ مخططا يستهدف الجيش التركي لتفريغه من قياداته الوطنية والإبقاء على من يدين بالولاء لأردوغان فقط لا غير، وباتت الاتهامات جاهزة لكل من يراد الإطاحة به من الجيش، وهي العمالة وخلق صلات مع تنظيم فتح الله جولن، الذي تصنفه تركيا على أنه منظمة إرهابية.

أحدث القرارات التركية في هذا الشأن هو ما قرره المجلس العسكري التركي برئاسة الرئيس، رجب طيب أردوغان، من إقالة عدد من كبار قادة الجيش. بحسب ما ذكرت قناة الغد، اليوم الخميس، والذي يأتي بعد نحو أسبوع من تصريحات وزير الدفاع خلوصي أكار، الذي أعلن تطهير الجيش التركي من 20 ألفا و77 عنصرا ، بسبب انتمائهم لجماعة فتح الله جولن، كانوا داخل صفوف الجيش التركي بمختلف فروعه.

وكانت تركيا أصدرت أوامر اعتقال لأكثر من 223 شخصا من الجيش في أنحاء تركيا وشمال قبرص. وأوضح الإعلام التركي أن صدور أوامر الاعتقال جاء على خلفية اتهامات بالمشاركة في محاولة الانقلاب العسكري في تركيا عام 2016، فيما تجري عمليات لضبط 100 عسكري تركي، و41 من سلاح الجو، وحوالي 32 شخصا من سلاح البحرية، في مختلف المحافظات التركية.

ومنذ عام 2016 تراجع ترتيب الجيش التركي على مستوى العالم بسحب التصنيف السنوي الذي يضعه موقع "جلوبال فاير باور"العسكري، وأشار الموقع إلى أن الجيش التركي بات يحتل المرتبة الحادية عشر عالميا في عام 2020، متراجعا بأكثر من مركزين مقارنة بالسنوات الماضية.

وفي الفترة من 2016 حتى نهاية 2019، اعتقلت تركيا أكثر من 77 ألف شخص بتهمة المشاركة في محاولة الانقلاب، كما تم تسريح الآلاف من الجنود والضباط بالجيش.

وتعتبر القوات الجوية التركية من الأفرع التي عانت بقوة نتيجة سياسات أردوغان وارتكانه إلى مبدأ الولاء على مبدأ الكفاءة، وكشف تقدير موقف نشرته القناة لثانية الإسرائيلية، عن ترجع وضع القوات الجوية التركية في ظل حكم أردوغان.

وبحسب الصحفي الإٍسرائيلي، فإن السنوات الماضية شهدت تراجعا كبيرا للقوات الجوية التركية، وأصبح 10 أسراب طيران فقط من بين 17 سربا، داخل الخدمة الفعلية، وأوضحت القناة أن تركيا باتت تمتلك 130 طائرة "إف 16" فقط قابلة للاستخدام من بين 240 طائرة، كما أن القوات الجوية التركية كانت لديها 500 طيار مقاتل، لم يتبق منهم سوى 200 طيار مقاتل فقط.

ويقول مايكل بيك، الكاتب لدى "منتدى الشرق الأوسط" المتخصص في الشؤون العسكرية، إن عملية التسريح التي قام بها نظام أردوغان دفعت باتجاه محاولة البحث عن طيارين أجانب لسد النقص في قواتها الجوية، وفيما رفضت أمريكا إرسال مدربين إلى تركيا، لجأت الأخيرة إلى طلب المساعدة من باكستان.

وكان تقرير صادر عن المجلس الأوروبي، بعد الانقلاب، أشار إلى أنه منذ محاولة الانقلاب الفاشلة تراجع عدد المجندين في الجيش التركي بمقدار الثلث، فيما تراجع عدد لواءات الجيش بمقدار النصف تقريبًا. وأشار إلى أنه في 1 يوليو من عام 2016، كان تعداد الجيش التركي حوالي 518166 فردا، وفي 5 أكتوبر من العام ذاته، وصل تعداد الجيش إلى 355212، ووصل تعداده في 9 سبتمبر إلى 351176، أي أن عدد أفراد الجيش التركي تراجع في الفترة من يوليو حتى اكتوبر بنحو 31.4%.

وفيما يتعلق بعدد الجنرالات والأدميرالات في الجيش، ففي الأول من شهر يوليو 2016، كان عدد الجنرالات 358، ووصل هذا العدد في شهر أكتوبر 2016، ثم ارتفع في شهر سبتمبر إلى 206، بتراجع قدره 42.5%.

أما بالنسبة لعدد ضباط الجيش، ففي الأول من يوليو كان عدد ضباط الجيش 39287، ووصل هذا العدد في الخامس من أكتوبر 2016 إلى 29434 ضابطا، وأصبح هذا العدد في 9 سبتمبر 29946 ضابطا، بتراجع قدره 25.1%، وفي الأول من يوليو، كان عدد ضباط الصف في الجيش التركي 96391 صف ضابط، ووصل تعدادهم في 5 أكتوبر إلى 67257 صف ضابط، وفي سبتمبر وصل إلى 67646 صف ضابط، أي بتراجع قدره 30.2%.

وطال التراجع في تعداد القوات المسلحة التركية، ضباط الاحتياط أيضا، ففي الأول من يوليو كان تعدادهم في الجيش التركي 6477، ووصل في 5 اكتوبر إلى 6072، ثم تراجع حتى 9 سبتمبر ليصبح 5827 ضابط احتياطي، أي تراجع قدره نحو 6.3%. وكان عدد الأفراد المجندين في الجيش التركي حتى الأول من يوليو 264493، ووصل هذا العدد في الخامس من اكتوبر إلى 187100، فيما وصل في 9 سبتمبر إلى 182748، أي بتراجع قدره 29.3%.