الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د.جوزيف رامز أمين يكتب: مبررات موقف مصر العاقل فى مواجهة «سد النهضة»

صدى البلد

قد يتعجب ملايين المصريين من الثقة وطول البال والأناة التى يتمتع بها صانع القرار المصرى فى معالجة قضية سد النهضة "المصيرية" لاسيما وأن الطرف الآخر "الإثيوبى"  يبدو عليه الطيش والمراهقة السياسية، ويعتقد أن الأمر قد انتهى وأن المرحلة الأولى من الملء "بالنسبة لخزان المياه" والتى تتضمن 4.9 مليار متر مكعب قد اكتملت بالفعل، وأنه أصبح سيد قراره وأنه المتحكم فى تصريف إيراد النهر, وكأن نهر النيل الخالد والنيل الأزرق قد تحول فجأة الى بحيرة اثيوبية ,حيث يمتلك الاثيوبيون سبل تصريف مياهها ,بينما تتوالى التصريحات الاثيوبية المستفزة واحدا بعد الآخر، لكن سد النهضة لا يمكن تجربته والحكم عليه خلال تلك الفترة الضئيلة  والتى اختلط فيها الحابل بالنابل وتضاربت  خلالها تصريحات المسؤلين الاثيوبيين ,وذلك بشأن :هل بدأ الملأ أم لا؟..وهل الملأ بإرادة الإثيوبيين أم من جراء سقوط الأمطار فى الخزان؟ وتصريحات متناقضة بعضها للداخل الاثيوبى المشحون وأخرى للخارج أو للاقليم...ثم العودة والتراجع عن هذه التصريحات ..تارة بنفيها ,وأخرى بتصديقها ...وسوف تكشف المراحل القادمة –على أى حال-عن مدى التخبط فى تقنيات هذا السد والمسؤلين عنه سواء من رحلوا :كميليس زيناوى والمهندس الأول : سيمجنيو بيكيلى :وكلاهما مات بشكل غامض أم من هم لازالوا أحياء يرزقون.                                                                                            

الموقف الإثيوبى:

حسبما تواردت الأنباء فإن  إثيوبيا تراوغ مجددًا ولقد أصدرت وزارة الخارجية الإثيوبية، اليوم الجمعة، بيانًا قالت فيه إنها تسعى إلى اتفاق استرشادي غير ملزم بشأن سد النهضة.وأكدت أن المفاوضات الأخيرة حول السد، حدث خلالها تقارب كبير حول القضايا الفنية سوى بعض الخلافات القانونية التي تتطلب مزيدًا من التفاوض حولها. وأشارت إلى أن أديس أبابا لا تريد اتفاقًا ملزمًا حول سد النهضة يكبّلنا ويقيدنا.                       

من جانبها ,تحدثت أمس رئيسة إثيوبيا سهلي ورق زودي "ومنصبها شرفى" فهنّأت الإثيوبيين بمناسبة الانتهاء من التعبئة الأولى لسد النهضة، حسبما أفادت وكالة الأنباء الإثيوبية (إينا)، الخميس.وقالت سهلي إن يوم الانتهاء من التعبئة الأوليّة للسد "يوم تاريخي لإثيوبيا والإثيوبيين.. أحلامنا تتحقق".وأضافت رئيسة إثيوبيا: "لا شيء مستحيل إذا توحدنا ووقفنا متحدين نحو هدف مشترك".                                                   

وأكّدت الرئيسة، بحسب (إينا)، أن "السد وصل الآن إلى نقطة اللا عودة"، مٌعتبرة أنه "انتصار كبير لجميع الساعين لجعل منطقتنا مصدرا للسلام والاستقرار". كما عدّته "انتصارًا عظيمًا لشعوب جميع الدول المشاطئة".                                                                                                  

يأتي ذلك بعد يومين من إعلان أديس أبابا رسميًا إنجاز المرحلة الأوليّة من ملء سد النهضة، حيث أقرّ رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد بإتمام ذلك خلال الأسبوعين الماضيين في موسم الأمطار، وذلك بعد أيام من نفي بلاده بدء ملء خزان السد.جاء ذلك خلال القمة الأفريقية المُصغّرة التي عُقدت افتراضيًا، الثلاثاء، برعاية الاتحاد الأفريقي لاستئناف المفاوضات حول السد.... والتى وصفها آبي أحمد بـ"المًثمرة.                       

وقال وزير المياه والري والطاقة الإثيوبي "سيلشي بيكيلي" إنه تم الاتفاق على "استمرار المناقشات بشأن المسائل التقنية والقانونية العالقة ليتم الاتفاق حول جميع مراحل الملء والتشغيل خلال فترة وجيزة"، مؤكدًا أن الاتفاق سيكون "شاملًا ومُستدامًا ويضمن الاستخدام العادل للمياه".                                                

الموقف السوداني:

أكد رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك على ضرورة استمرار التفاوض لحل أزمة سد النهضة: مضيفا في مؤتمر صحفي بالخرطوم،  الأربعاء أنه لا بديل عن التفاوض لحل الأزمة.يأتي ذلك بعد ساعات من اختتام القمة الأفريقية المصغرة، التي عقدت افتراضيًا على مستوى قادة ورؤساء حكومات الدول الثلاث (مصر والسودان وإثيوبيا)، برعاية الاتحاد الأفريقي.                                                       

كما قال رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، بعد القمة "إن مصر وإثيوبيا والسودان اتفقوا على استمرار المفاوضات الخاصة بملء سد النهضة".وكتب على «تويتر»: «كان اليوم لقاء مثمرا في القمة الأفريقية المصغرة حول سد النهضة»، مضيفا: «تم التفاهم على مواصلة التفاوض للتوصل لاتفاق حول ملء وتشغيل السد". يذكر أن السودان يُشكّل "لجنة عليا" برئاسة حمدوك لمتابعة ملف سد النهضة.                             

الموقف المصرى :

وفيما يخص مصر:كدولة ناضجة ومحورية فى الاقليم ولها مكانتها  كان لابد من حضور القمة المصغرة للاتحاد الافريقى "مساء الثلاثاء الماضى" بما يتماشى مع الاستراتيجية المصرية تجاه قارتها الأم ..لاسيما وأن مصر سبق أن تناولت رئاسة الاتحاد الافريقى العام الماضى..لذا فإن مصر تتجه نحو التفاوض والحكمة ,المرحلة تلو الأخرى سواء تلك برعاية أمريكية,أو التى فى كنف مجلس الأمن,أو تحت رعاية الاتحاد الأفريقى وفى كل هذه المفاوضات يظهر المفاوض المصرى جديته والتزامه وحرصه على حقوق بلاده المكتسبة ..عكس اثيوبيا التى تستفزنا بتصريحات متتالية تستهدف حفيظة المواطن المصرى البسيط.. وتدعو للشعور بالإحباط وكان الأمر قد توقف وانتهى عند هذا الحد.                                                               

يذكر أنه خلال الأسبوع المنتهى اليوم ، بحث الرئيس عبدالفتاح السيسي، هاتفيًا، مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب، مستجدات ملف سد النهضة.وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الولايات المتحدة ملتزمة بتسهيل التوصل لاتفاق منصف وعادل بشأن سد النهضة.وأوضح المتحدث باسم البيت الأبيض، في تغريدتين على «تويتر»، الإثنين، أن «الرئيس ترامب أكد للرئيس عبدالفتاح السيسي خلال اتصالهما التزام الولايات المتحدة بتسهيل التوصل لاتفاق منصف وعادل بشأن سد النهضة".                                               

وشارك الرئيس عبدالفتاح السيسي، مساء الثلاثاء الماضي، في قمة مصغرة لرؤساء الدول الأعضاء بهيئة مكتب رئاسة الاتحاد الأفريقي عبر الفيديو كونفرانس، لمناقشة نتائج الاجتماعات الفنية والقانونية التي عقدت مؤخرًا حول سد النهضة برعاية الاتحاد الأفريقي، برئاسة الرئيس سيريل رامافوزا، رئيس جمهورية جنوب أفريقيا، والرئيس الحالي للاتحاد، وبحضور كلٍ من أعضاء المكتب :الرئيس الكيني أوهورو كينياتا، والرئيس المالي إبراهيم أبوبكر كيتا، والرئيس فيلكس تشيسيكيدي، رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، بالإضافة إلى مشاركة السيد عبدالله حمدوك، رئيس وزراء السودان، والسيد آبي أحمد، رئيس وزراء إثيوبيا.وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس جدد الإعراب خلال القمة عن التقدير لجهود الرئيس «رامافوزا» الجنوب أفريقي بشأن قضية سد النهضة,وأكد الرئيس استمرار الرغبة الصادقة لدى مصر لتحقيق تقدم على صعيد القضايا الخلافية، التي تعد جوهرية في أي اتفاق عادل ومتوازن يتم التوصل إليه بشأن سد النهضة، مشددا على أن الأمر يتطلب توافر الإرادة السياسية للتوافق حول تلك القضايا العالقة، بما يعزز فرص وجهود التوصل للاتفاق المنشود، ويدعم بناء الثقة والتعاون لتحقيق المصلحة المشتركة بين الدول الثلاث.                   

وتم التوافق في ختام القمة على مواصلة المفاوضات والتركيز في الوقت الراهن على منح الأولوية لبلورة اتفاق قانوني ملزم بشأن قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، على أن يتم لاحقًا العمل على بلورة اتفاق شامل لكل أوجه التعاون المشترك بين الدول الثلاث فيما يخص استخدام مياه النيل.                                          

من جانب آخر , وفى الأسبوع قبل الماضي، أصدرت وزارة الري بيانًا لتوضيح تفاصيل اليوم الأخير لمفاوضات سد النهضة الإثيوبي. وقالت الوزارة: «اختتمت يوم 13 يوليو 2020 المحادثات الخاصة بسد النهضة الإثيوبي التي استمرت على مدار 11 يومًا برعاية الاتحاد الأفريقي وبحضور وزراء المياه من الدول الثلاث وممثلي الدول والمراقبين بهدف التباحث حول اتفاق ملء وتشغيل سد النهضة".                                    

وتابعت: «عُقدت اجتماعات للجان الفنية والقانونية من الدول الثلاث بغرض الوصول إلى تفاهمات بشأن النقاط العالقة في المسارين، وتلى ذلك اجتماع لوزراء المياه تم خلاله استعراض مناقشات اللجان الفنية والقانونية والتى عكست استمرار الخلافات حول القضايا الرئيسية بشأن قواعد ملء وتشغيل سد النهضة".وأضافت: «فى نهاية الاجتماع، اتفق الوزراء على قيام كل دولة برفع تقريرها النهائى عن مسار المفاوضات "اليوم التالى "إلى دولة جنوب أفريقيا، بوصفها الرئيس الحالى للاتحاد الأفريقى تمهيدًا لعقد القمة الأفريقية المصغرة".                                                                                                

وتتمسك مصر بحقوقها التاريخية في مياه نهر النيل، وبالقرارات والقوانين الدولية في هذا الشان، ورفض أي إجراءات أحادية تمضي فيها أديس أبابا، وتطالب إثيوبيا بضرورة الالتزام بمبادئ القانون الدولي.              

لذا فانه على المسؤولين الإثيوبيين أن يعرفوا جيدا أن الصبر المصرى له حدود..وأن مصر ليست هى الدولة التى يتم التلاعب بها وعدم احترام التعهدات معها والا عليهم أن يراجعوا التاريخ الطويل والذى كان النيل خلاله  يتدفق فيه ..عليهم أن يراجعوا مصر "يوليو١٩٥٢ وأكتوبر1973" وأن يعرفوا بأس هذه الدولة وقدرتها على اقتناص حقوقها..والمحافظة على متطلباتها.. عليهم أن يراجعوا عودة طابا "بشكل دبلوماسى كامل"وكل المكتسبات المصرية المتتالية..عليهم أن يخشوا من هذا الشعب والذى قام بثورتين مليونتيين فى غضون عامين "2011,2013"...ولعله أيضا على مصر والسودان أن يعملا سويا وفى اطار المصالح المشتركة وبشكل أكثر تنسيقا وتنظيما ليكون الناتج أعظم وأشمل وأكثر تأثيراولصالح الشعبين الشقيقين .