الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. فيصل رضوان: تحديات إدارة المهملات في عصر الكورونا

صدى البلد

يواجه العالم واحدة من أكثر التحديات الصحية والبيئية صعوبة فى العصر الحديث، حيث اجتاح فيروس كورونا المستجد جميع أركان المعمورة فى فترة قصيرة، وتسبب فى قلق صحى وبيئى لا مثيل له . ومن ضمن التحديات لمواجهة الجائحة، جاءت أهمية تنظيم الممارسات السليمة للتخلص من أطنان كثيرة من النفايات الطبية المرتبطة بالعدوى بطرق آمنة، على القدر الذى يحقق نوعا من المواءمة البيئية، وتفادي الأضرار الصحية معًا. وتمثل النفايات الصلبة مثل مستلزمات الحماية الشخصية أكبر مخلفات الوباء الناتجة فى المرافق الصحية العامة والخاصة، وكذلك معامل التحاليل والأبحاث، إضافةً الى القمامة المشتبه فى تلوثها بالميكروب والتى تُجمع من المنازل أو أماكن عزل الأشخاص المشتبه فى إصابتهم بالعدوى.


وحيث لا يزال الكثير لا نعلمه بخصوص إمكانية العدوى بفيروس كورونا المستجد (SARS-CoV-2) من نفايات ملوثة، فقد تم التأكيد الحتمي لانتشاره من شخص حى مصاب أو حامل للفيروس، إلى شخص آخر عن طريق الاتصال المتكرر والقريب. ويحدث  فى الغالب عن طريق قطيرات تنفسية تحمل الجسيمات الفيروسية وتلوث الهواء الذى يتنفس به الآخرون. من ناحية أخرى ، رغم أنه لم يتم التوثيق العلمى لانتقال الفيروس إلى مرضى من ملامسة أسطح أو متعلقات أخرى ملوثة بالفيروس، لكنه لم يتم استبعاد إمكانية كبيرة لتلوث هذه الأسطح والأشياء بالفيروس، حيث تشير بعض الدراسات أن الميكروب يمكنه البقاء نشطا لساعات، أو ربما أيام بعد وجوده عالقا بالأسطح والنفايات المصنوعة من أنواع مختلفة من المواد. لذا يُعد تنظيف الأسطح عالية اللمس بشكل روتيني، متبوعًا بالتطهير وهو أحد أفضل ممارسات الوقاية، ليس من خطر انتشار عدوى COVID-19 فحسب ، بل ومن أمراض الجهاز التنفسي الفيروسية الأخرى عمومًا.


ويوصى بمعالجة نفايات الكورونا من خلال إجراء صحى روتيني، يأخذ فى الاعتبار بأنها مخلفات معدية، مع لزوم إرتداء معدات الوقاية الشخصية القياسية لمكافحة العدوى حين التعامل معها. إذا كانت المخلفات ناتجة من مرفق متعلق بالرعاية الصحية مثل مخلفات العلاج الطبى بالمستشفيات والعيادات الخاصة فيجب التعامل معها كنفايات طبية خطرة مُنظمة، إضافة الى كونها تمثل مخاطر محتملة كافية للتسبب في الإصابة بالعدوى الفيروسية أثناء المناولة والتخلص، ولذا كان لزامًا اتباع التوجيه التنظيمي لإدارة النفايات الطبية الخاصة بالوباء. وتشمل القائمة الخطرة أيضا نفايات مراكز البحوث العلمية ومعامل التحاليل، والتي تجرى اختبارات وفحوص حيوية مرتبطة بالكورونا (على سبيل المثال المواد المشبعة بالدم أو سوائل جسمية، و عينات ملوثة بالميكروب، والأدوات الحادة المستعملة بالبحوث).

 
أما إذا تم توليد النفايات خارج المرفق الصحى، مثل نفايات مرضى الحجر الصحي الذين تم تشخيصهم أو من الحالات المشتبه فيها، أو نفايات الحماية الشخصية من كمامات وقفازات فى أماكن الإقامة أو العمل؛ فإن هذه المخلفات بأنواعها قمامة خطرة، حيث يوصى إستبعاد الأكياس البلاستيكية والقفازات المطاطية عن سلة إعادة التدوير بالمرة. وهنا نشير لأهمية إتباع إرشادات وزارة البيئة للتخلص الآمن منها، وعدم خلطها نهائيا بالقمامة العادية. ولا شك أن التصنيف المبدئي لنوعية النفايات، يحدد بشكل كبير احتياطات التعامل معها. وهو أمر قد يتطلب تدريب العمال على إصدار الحكم حول كيفية انتقال المرض من هذه المهملات، واتباع القواعد واللوائح المحلية المتعلقة بإدارة النفايات الخطرة. وحددت وحدة إدارة مشروعات المخلفات الطبية بوزارة البيئة، كيفية التخلص من أدوات الحماية الشخصية، وذلك بتعقيمها، ثم تقطيعها وجمعها فى أكياس محكمة الغلق بحيث يتم التخلص منها بأمان.


وقد تشمل النفايات فى مراحلها الأولى مواد قابلة للتدوير فى العلاج الطبي، مثل أدوات التشخيص والحماية متعددة الاستخدام، حيث يتم دخولها مراحل التطهير والتعقيم الجيد. اما باقى النفايات فيلزم التعامل معها بشكل يضمن السلامة الصحية وتقليل التلوث البيئي الناجم عن التخلص منها.


ويتم تجميع النفايات الطبية المرتبطة بالوباء مع المخلفات الطبية الأخرى بالشكل المنظم. حيث تستخدم مرافق الرعاية الصحية والمعامل بشكل عام الأكياس البلاستيكية القياسية للنفايات الطبية (الحمراء) وأوعية النفايات الصلبة المصممة لهذا الاستخدام الآمن. وهنا يستوجب وبشكل مُلزم غلق تام لحاوية النفايات، ووضع ملصق بشكل صحيح لتعريفها تماما، يعكس اسم المكان وتاريخ الشحن. وفى أغلب دول العالم، تتم معالجة نفايات الكورونا تمامًا مثل النفايات الطبية الخطيرة، باستخدام بالتعقيم الكيميائي أو بالبخار ، أو بالحرق التام. وفى حالة تعقيم النفايات الطبية المرتبطة بالوباء، فإنه يمكن التعامل معها كمخلفات بلدية صلبة روتينية، ووضعها مع النفايات الصلبة المعتادة بالمقالب أو بمدافن القمامة المنظمة بالمدن.