الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كورونا بلا نهاية.. فشل التجارب الذهبية في مواجهة الوباء.. سقوط هونج كونج واليابان وأستراليا وإسرائيل في فخ الموجة الثالثة من العدوى

شينزو آبي وسكوت موريسون
شينزو آبي وسكوت موريسون

  أمريكا فشلت منذ بداية تفشي كورونا في فرض معايير صارمة للمواجهة

 تصاعد منحنى تفشي الحالات في هونج كونج والوضع يخرج عن السيطرة

عزل ملايين الأستراليين بعد إجراءات صارمة.. وكورنا لن ينتهى بدون لقاح

انتصار نتنياهو المزيف يضعه في مواجهة الإسرائيليين بسبب الفساد والتردي الاقتصادي

 

 

ذكرت شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية أن الولايات المتحدة واجهت انتقادات واسعة بسبب طريقة تعاملها مع تفشي فيروس كورونا المستجد "كوفيد – 19"، وغياب المعايير الصارمة على نطاق واسع لاحتواء تفشي الوباء، وهو ما انعكس في وصول عدد الإصابا إلى أكثر من 4 ملايين و264 ألف حالة و148 ألف حالة وفاة.

 

ومع ذلك، فإنه حتى البلدان التي تمت الإشادة  باستجاباتها السريعة والفعالة لمواجهة كوفيد 19 تشهد تفشيا وعودة كبيرة للعدوى، حيث اتضح أن النجاحات في احتواء الفيروس غالبا ما تكون مؤقتة.

 

وأشارت الشبكة الأمريكية إلى مناطق ودول شهدت ما وصفته بالمعايير "الذهبية" لمواجهة تفشي كورونا، مثل هونج كونج وأستراليا واليابان وإسرائيل.

 

هونج كونج والموجة الثالثة

 

تمت الإشادة بمنطقة الحكم الذاتي في هونج كونج بسبب سرعة الاستجابة لمواجهة فيروس كورونا في ينير الماضي، عندما فرضت إجراءات تتضمن وضع خرائط لتفشي العدوى، وفرض التباعد الاجتماعي، وتشجيع غسيل اليدين وخطوات وقائية أخرى. 


واتخذت حكومة هونج كونج إجراءات أخرى للحد من الموجة الثانية في مارس، حيث بدأ سكان هونج كونج في العودة إلى المدينة، وأعادوا الفيروس معهم.  ولجأت السلطات إلى حظر دخول الأجانب، وحظر السفر الجوي، وطبقت حجرا صارما وإجراء اختبارات للقادمين من الخارج.

 

تم إغلاق صالات الألعاب الرياضية، وتم حظر بيع المشروبات الكحولية في الحانات، وتم إغلاق المطاعم والمقاهي، وإضافة المزيد من إجراءات الأمان، وسجلت أعداد الإصابات صفر في بعض الحالات أو بعض الأرقام الصغيرة.

 

وعلى الرغم من كل هذا، فإن هونج كونج تواجه "موجة ثالثة" من الإصابات منذ 6 يوليو الحالي، مع تحذير السلطات من  تسارع محتمل في الحالات.

 

وسجلت المدينة أمس 123 حالة، وهو أعلى رقم منذ بداية تفشي كورونا، وهو ما دفع السلطات الصحية إلى إعادة فرض القيود ومن بينها حظر التجمعات وإغلاق الصالات الرياضة وفحص المسافرين.

 

وقال الدكتور تشوانج شوك كوان من مركز هونج كونج للحماية الصحية إن منحني تفشي الحالات في تصاعد، ومن الصعب السيطرة على الوضع، مشيرا إلى أن قدرة المدينة على إجراء الاختبارات والحجر وإدخال المستشفيات وصلت إلى الحد الأقصى، في المجموع، أبلغت المدينة عن 2372 حالة كوفيد 1 ، ويتم حث الناس الآن على البقاء في منازلهم.

 

أستراليا وتفشٍ جنوني للفيروس

 

تعد أستراليا من الدول التي كانت نموذجية، وطبقت المعيار الذهبي في التعامل مع تفشي الفيروس، حيث انضمت إلى الولايات المتحدة في إغلاق حدودها في الأول من فبراير الماضي.

 

مع انتشار الفيروس، منعت أستراليا الدخول من دول كانت تعد بؤرا للفيروس مثل إيران وكوريا الجنوبية وإيطاليا في أوائل مارس، قبل إغلاق حدودها لجميع غير المواطنين وغير المقيمين في 19 مارس.

 

ومنعت أستراليا التجمعات العامة وحظر السفر غير الضروري، كجزء من سلسلة القيود في مارس، ولفترة من الوقت، كان التغشي تحت السيطرة على نطاق واسع.

 

وقال متحدث باسم وزارة الصحة الأسترالية في بيان لـ CNN في أوائل مايو: "لقد قمنا بخفض منحنى الحالات والإصابات الجديدة بشكل جيد وحقيقي".

 

وفي 8 مايو الماضي، أعلن سكوت موريسون رئيس الوزراء الأسترالي عن خطة لإعادة فتح البلاد في يوليو، حيث بدأت البلاد في خفض إجراءات التباعد الاجتماعي بعد أن سجلت 7 آلاف إصابة و97 حالة وفاة.

 

لكنها اضطرت لعزل 6.6 مليون شخص في ولاية فيكتوريا عن بقية البلاد في 7 يوليو بعد تفشي الفيروس في مدينة ملبورن.

 

الطريقة اليابانية

 

في 25 مايو، رفع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي حالة الطوارئ ، قائلا في إيجاز: "تمكنا من إنهاء التفشي في حوالي شهر ونصف بالطريقة اليابانية". وقال إن الأمة ستزيد تدريجيا من الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية لخلق "حياة جديدة" مع الفيروس.

 

وبعد هذا القرار، ارتفعت الإصابات حت بلغت 981 حالة يوم الخميس الماضي، وفقا لوزارة الصحة، وبسرعة البرق، بلغت الحالات 19 ألفا و994 وفاة.

 

انتصار نتنياهو الكاذب

 

لعدة أشهر، بدت إسرائيل وكأنها نموذجا دوليا لمنع لتفشي، لكن هذا الوضع لم يستمر طويلا، ولم يفرح بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي وزعيم حزب الليكود بما سماه انتصار في المعركة حيث شهدت إسرائيل تفشيا للعدوى، وبدت على وشك فرض إغلاق ثاني ومواجهة الموجة الثانية من كورونا.

 

وفي 18 أبريل، أي بعد شهرين من اكتشاف إسرائيل لأول حالة، أعلن نتنياهو نجاحه في المعركة، وأنها وضعت مثالا عالميا في الحفاظ على الحياة ووقف تفشي الوباء، وتوقع أن لإسرائيل ستكون نموذجا في إعادة فتح الاقتصاد أيضا.

 

في أوائل يوليو، أعلن نتنياهو أن الصالات الرياضية "الجيم" وأحواض السباحة  وقاعات الأحداث والحانات وغيرها ستغلق إلى أجل غير مسمى، في حين أن المطاعم وأماكن العبادة ستعمل بأعداد محدودة.  وبدا نتنياهو يائسا في محاولته تجنب الإغلاق الكامل مع البطالة بالفعل بأكثر من 20٪، أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي تحذيرا صارخا.

 

وأعلنت القناة 12 الإسرائيلية أن الإسرائيليين غاضبون من طريقة إدارة نتنياهو للأزمة حيث تراجعت نسبة التأييد له إلى 46%، واستقال كبير مسؤولي الصحة العامة في إسرائيل البروفيسور سيجال ساديتزكي وكتب على فيسبوك: "للآسف، فقد ظل التعامل مع العدوى، لعدة أسابيع، يسير عكس الاتجاه".

 

تزايدت المظاهرات خارج مقر إقامة نتنياهو في القدس من حيث الحجم والتكرار، حيث يتظاهر المتظاهرون ضد الفساد بالإضافة إلى تعامل الحكومة مع جائحة الفيروس التاجي وتأثيره الاقتصادي الشديد.

 

وذكرت "سي. إن. إن" أن التباعد الاجتماعي والتغييرا السلوكية ليست علما دقيقا، إلا أن زيادة حالات تفشي كورونا تؤكد أن القضاء التام على خطر كورونا مستحيل حتى يتم العثور على لقاح، وأن موجات جديدة من العدوى وإعادة فرض الإغلاق سوف تستمر.