الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطاب غير مسبوق.. العالم على حافة حرب باردة جديدة .. تصعيد دبلوماسي كبير يهدد بانفجار المعارك بين أمريكا والصين .. ومخاوف من حرب دولية ثالثة

صدى البلد

- فورين أفيرز: الصين قد  تودع سياسة ضبط النفس ، فهل تفعل؟

-الاشتباك بين الولايات المتحدة وبكين  يهدد بمخاطر كبرى

-واشنطن وبكين تعيدان العالم لزمن الحرب الباردة

 

حذر تحليل لمجلة فورين أفيرز الأمريكية الشهيرة، من عصر جديد للسياسة الخارجية الصينية، قد يجعلها الوريث الجديد للإتحاد السوفيتي  المنحل، بعدسلسلة من التصعيد مع الولايات المتحدة ، ينذر بتخلي الصين عن سياسة الحذر في العلاقات الدولية، إلى عصر جديد يقود فيه العالم قطبان ، أمريكا والصين، عبر حلفاء لكل منهما، والدخول في عصر حرب باردة جديدة،  قد تصل إلى تصعيد عسكري غير مسبوق.

 

وقالت المجلة إنه على مدار أزمة الفيروس كورونا المستجد ، كوفيد19،  تابع محللو العلاقات الدولية العلاقات المتدهورة بين الولايات المتحدة والصين ، والتي تنحدر سريعا وصولًا إلى أدنى مستوى تاريخي لها، مع أمل ضئيل في التعافي.

 

وهناك العديد من الأسباب للانزلاق  لهذا الحد، لكن الأخطر إن بكين،يظهر إنها تتخلى عن دبلوماسيتها السابقة إلى الخروج والتفاعل بقوة في المجتمع الدولي من خلال إعادة عصر الأقطاب الدولية وإحياء الحرب البادرة بقوة رسميًا، والامر ينتظر الشرارة ليشتعل الموقف، وما يحد من ذلك إلى الآن هوحرص الصين على مصالحها الاقتصادية الدولية، ومعرفتها أن جزء كبير من التصعيد الامريكي ليس من  وراءه إلا الناخب الامريكي، الذي يريد ترامب منه إعادة انتخابه.

 

ويتساءل المراقبون عما إذا كانت الصين قد غيرت السياسة الخارجية  لها بشكل جذري بعد أن صارت تفضل أسلوب التصعيد والمواجهة.

 

وبسبب فيروس كورونا  COVID-19  الذي يضرب العالم، يظهر  أن الرئيس الصيني شي جين بينج يتحدى العديد من مبادئ السياسة الخارجية لبلاده.

 

وتقول المجلة إنه من السابق لأوانه أن يتم الحكم  على وجه اليقين ، بأن الصين  قد خرجت نهجهها المعروف في العلاقات الدولية، إلا أنه يظهر إنها في طريقها لذلك.

 

وربما تكون العلاقات بين الولايات المتحدة والصين هي أسوأ ما كانت عليه على الإطلاق خاصة بعد أن فرضت إدارة ترامب ضغطًا شاملًا  على الصين وعلى الجبهات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية.

 

ووصلت الموجات المعادية للصين في الولايات المتحدة إلى مستويات خطيرة بعد أن طالبت واشنطن فجأة بإغلاق القنصلية العامة الصينية في هيوستن.

 

وطلبت الصين ردًا على الولايات المتحدة إغلاق قنصليتها في تشنجدو ، التي تربط بين أكبر اقتصادين في العالم.

 

تخوض الولايات المتحدة بقيادة دونالد ترامب معركة أيديولوجية ضد الصين، وعلى وجه الخصوص، استفزت القوات الأمريكية الصين باستمرار عن طريق إرسال السفن البحرية وحاملات الطائرات إلى بحر الصين الجنوبي.

 

وقد  تؤدي المناورات الخطيرة التي تقوم بها البحرية الأمريكية إلى مواجهة عسكرية بين البلدين، حيث إن الاستفزازات والتهديدات المستمرة من قبل الولايات المتحدة تدفع بالمنطقة في حالة من الفوضى ومن المرجح أن تتمكن الولايات المتحدة من إثارة بكين بمهاجمة الجزر والشعاب المرجانية التي تسيطر عليها الصين.

 

فيما يتعلق بالقانون الدولي ، أدلت الولايات المتحدة مؤخرًا ببيان في 13 يوليو ، رفضت فيه سيادة الصين وحقوقها البحرية على جزر نانشا (سبراتلي) في بحر الصين الجنوبي.

 

وفي بيان له، استنكر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو ادعاءات الصين على جزر سبراتلي المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي، قائلا ان بكين "تنطلق بدون أساس قانوني محاولة فرض إرادتها على الجزر من  جانب واحد".

 

في ضوء الانتخابات الأمريكية المقبلة ، يبدو أن دونالد ترامب يتخذ  وأصدقاؤه خطوة خطرة  بمحاولة إثارة نزاع مسلح مع الصين في بحر الصين الجنوبي قبل نوفمبر من هذا العام.

 

وفيما يتعلق بالعمليات العسكرية ، واصلت الولايات المتحدة توسيع  ارسال السفن والطائرات في بحر الصين الجنوبي.


والدلائل الواضحة  تتمثل في أن الولايات المتحدة قد تفاجئ الجميع بمهاجمة جزر نانشا (سبراتلي)، و من الضروري أن يضع الجانب الصيني خططًا عسكرية في أقرب وقت ممكن للرد على الهجمات المحتملة من الجانب الأمريكي.

 

ويقول محللون إنه مع ما شهده العالم في نهاية أسبوع الماضي من لغة الخطاب بين البلدين، فهذا يذكّر بالحرب الباردة،  حيث تبادلت الصين والولايات المتحدة إغلاق البعثات الدبلوماسية، في خطوة فاقمت تدهور العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم واستبقت أول محادثات أمريكية- روسية تتناول أمن الفضاء منذ 2013.

 

على وقع تبادل الاتهامات مع واشنطن، أخلت بكين بعثتها الدبلوماسية في مدينة هيوستن تنفيذًا لقرار إدارة الرئيس دونالد ترامب، قبل أن تأمر بإغلاق القنصليّة الأمريكيّة في مدينة شينجدو، التي فتحت في 1985، وتغطي كلّ جنوب غرب الصين، خصوصًا منطقة التيبت ذاتية الحكم.

 

 وارتفع منسوب التوتر بين القوتين بشأن ملفات عدة بينها التجارة وطريقة تعامل بكين مع تفشي فيروس كورونا المستجد وقانون هونج كونج الجديد للأمن القومي، والحرب التجارية القائمة بينهما والتي شنها ترامب قبل عامين.