الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كلمة السر ديليسبس.. جمال عبد الناصر منح محمود يونس مهلة 55 ساعة لوضع خطة تأميم هيئة قناة السويس

الرئيس الراحل جمال
الرئيس الراحل جمال عبد الناصر

قرر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، تأميم قناة السويس، ظهيرة يوم السبت  21 يوليو 1965، وهو ثالث أيام عيد الأضحى المبارك وسطر التاريخ بعدها فصلًا من فصول العزة والكرامة المصرية.

واختار الرئيس جمال عبد الناصر، المهندس محمود يونس رئيس الهيئة المصرية العامة للبترول ليكون هو المسئول الأول عن عملية تأميم القناة وخول له كافة السلطات والصلاحيات وحرية اختيار رجاله والمعاونين له ووضع خطة التأميم خلال فترة وجيزة لا تتجاوز 55 ساعة.

بدأ المهندس محمود يونس في اختيار رجال التأميم من دائرة الثقة المحيطة به من زملاء السلاح والكفاح  من ضباط سلاح المهندسين والعاملين المدنيين بهيئة البترول، بالتوازي مع وضع الإطار العام لخطة التأميم والتصديق عليها خلال اجتماعه مع الرئيس عبد الناصر بمجلس قيادة الثورة.

وشرع يونس في التواصل مع رجال التأميم والاجتماع بهم لإبلاغهم بالمهام المطلوبة منهم دون إبداء معلومات واضحة عن طبيعة العملية ذاتها والتأكيد على الالتزام بالسرية التامة وتنفيذ التعليمات بحذافيرها.

تحركت عناصر التأميم في محموعات كل مجموعة تتكون من خمسة أو ستة أفراد على رأسهم قائد من العسكريين يحمل مجموعة من الخطابات التي تحمل كل منها اسم الجهة التي سيقصدها وبكل منها التعليمات المطلوب تنفيذها.

وفي معسكر الجلاء بالإسماعيلية كان رجال التأميم ممن تحركوا على دفعات في وجهات مختلفة على موعد للقاء مرة أخرى والاجتماع بالمهندس محمود يونس الذي فاجأهم بحقيقة المهمة وهى تأميم "قناة السويس".

وجه يونس فريقه بان "ديليسبس" هى كلمة السر وإشارة البدء التي سينتظر سماعها في خطاب الرئيس عبد الناصربالمنشية بالإسكندرية مساء يوم 26 يوليه في ذكرى رحيل الملك فاروق.

تم تقسيم عناصر التأميم إلى ثلاث مجموعات تنفيذية، تولت المجموعة الأولى أمر الإدارة الرئيسية للقناة بالإسماعيلية كان على رأسها المهندس محمود يونس وضمت كل من  عزت عادل و عبد الحميد أبو بكر و سعيد الرفاعي وفؤاد الطودي ومشهورأحمد مشهور وإبراهيم زكي ونبيه يونس وحسن إسماعيل ومحمد حسان وأحمد فؤاد عيد الحميد وقاسم سلطان ومصطفى نيازي وعبدالله شديد.

واتجهت المجموعة الثانية إلى محافظة بورسعيد وكان على رأسها توفيق الديب وضمت كل شوقي خلاف ويوسف محمد يوسف وحسني مسعود وحسن جلال حمدي وعصام العسلي وعبد السلام بهلول وعبد الحميد بهجت.

واتجهت المجموعة الأخيرة إلى السويس وكان على رأسها الشافعي عبد الهادي وضمت  محمد الزفتاوي وجلال ثابت وحسام هاشم وعمرعزت وعباس أبو العز وسيد خليفة ومحمد بهجت، بخلاف المجموعة التي تركت في القاهرة لتأميم مكتب الشركة في القاهرة ومحطات الإرشاد المنتشرة على طول القناة وعددها 11 محطة تولى تأميمها سلاح الإشارة بالقوات المسلحة.

وفي الساعة الثامنة والنصف مساءًا كان الجميع على أهبة الاستعداد يستمعون بإنصات إلى خطاب الرئيس عبد الناصروينتظرون كلمة السر"ديليسبس" للتحرك إلى مواقعهم وهى الكلمة التي تكررت في خطاب الرئيس الراحل سبع عشرة مرة خوفًا من أن تفلت كلمة السر من أسماع فريق عملية التأميم.

وقبل الساعة العاشرة والربع مساءًا كانت جميع المقار الرئيسية للهيئة تحت سيطرة فريق التـأميم الذي أعطى " التمام "إلى المهندس محمود يونس عبر هواتف الشركة الداخلية إيذانًا بنجاح عملية تأميم القناة.

اقرأ أيضا: