الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد 6 سنوات.. هكذا ثبت لـ العالم صدق تحذيرات مصر من انتشار إرهاب محور الشر

صدى البلد

في عام 2014، حذر الرئيس عبد الفتاح السيسي الغرب خاصة أوروبا والولايات المتحدة بشكل واضح من خطر تمدد البؤر الإرهابية في الشرق الأوسط في حال عدم مواجهتها واتساع دائرتها لتصل إلى أوروبا ودول جنوب المتوسط الأوروبية والولايات المتحدة نفسها.

لم تكن تلك المناسبة الوحيدة التي حذر فيها الرئيس السيسي من خطر الإرهاب، الذي ظن كثيرون أنه يتحدث عنه من منطلق أن دولته تحارب إرهاب داعش في سيناء، لكن المقصد المصري كان واضحا في عدة مناسبات من بينها خطابات الرئيس السيسي في الأمم المتحدة وحديثه عن منابع الإرهاب؛ لتثبت السنوات التالية صحة وجهة النظر المصرية، فالإرهاب امتد إلى أوروبا بشكل متزايد، التي باتت الآن تتحدث بشكل مباشر عن داعمي الإرهاب في المنطقة (المنابع) المتمثلة في نسبتها العظمى في قطر وتركيا.

وفي العام الماضي، خلال مشاركته بمؤتمر ميونخ للأمن، دعا السيسي الأوروبيين إلى مراقبة المساجد ودور العبادة، حاثا إياهم على إصلاح الخطاب الديني، قائلا إنه داوم في لقاءاته مع المسؤولين الأوروبيين أو من أي دولة أخرى على حثهم على الانتباه لما ينشر في دور العبادة.

حاولت وسائل الإعلان المعادية تصوير الأمر على أن الرئيس السيسي يحرض على المساجد، لكن الحقيقة كانت أوضح من أن تشوه، حيث افتضح استغلال تركيا وقطر للمساجد والمؤسسات الدينية كستار من اجل رعاية الإرهاب وتمويل وإنتاج الإرهاب.

وضع الإرهاب في أوروبا
كشف تقرير جديد، نشره المركز الدولي لدراسة التطرف (ICSR) ،  عن أنه من بين أكثر من 1400 فرد محتجزين بتهم تتعلق بالإرهاب في 10 دول أوروبية، 82٪ منهم "جهاديون".

قال التقرير إنه عدد المسجونين بتهم تتعلق بالإرهاب في أوروبا أكثر من أي وقت خلال العقدين الماضيين، حيث تحتل فرنسا نصيب الأسد بـ549 شخصا، تليها إسبانيا 329 شخصا، و238 آخرين في بريطانيا، و136 في بلجيكا.

البلدان الأخرى المذكورة في التقرير هي السويد (53 سجينًا) وهولندا (36) والنرويج (34) واليونان (حوالي 20) والنرويج (19).

وحذر التقرير من أن وجود المقاتلين من تنظيم داعش العائدين من سوريا والعراق في أوروبا يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الوضع، بل إنهم يعملون على تجنيد المزيد داخل السجون، في تجلي واضح للنقطة التي أشار إليها الرئيس السيسي.

كما لفت التقرير إلى تصاعد دور النساء داخل التنظيمات الإرهابية ولعبهم دورا في عدد من الحوادث الإرهابية، مثل محالة  تفجير نوتردام الفاشلة عام 2016 في باريس، والتي تضمنت خلية من 3 نساء حاولن تفجير سيارة مفخخة بالقرب من الكاتدرائية، كما لعبت النساء دورا في ثلاث مخططات إرهابية أخرى في بريطانيا.

يبلغ عدد النساء المسجونات بتهم تتعلق بالإرهاب في أوروبا حوالي 10% من إجمالي المسجونين.

قطر وتركيا
كشف تقرير صحيفة "إكسبريس" البريطانية، عن أن الأجهز الأمنية في بريطانيا تراقب بنشاط 3000 متشدد إرهابي متقلب في وقت واحد. هناك 40.000 من المتعاطفين المتطرفين على قائمة المراقبة الخاصة بالمخابرات الداخلية MI5، وتم تفكيك 25 مؤامرة إرهابية من قبل الأجهزة الأمنية في السنوات الثلاث الماضية (التي نعرفها). يتطلب مراقبة الفرد على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع من 10 إلى 12 ضابطًا ، لذا فإن مراقبة 3000 من الأفراد الأكثر خطورة تتطلب قدرًا كبيرًا من الموارد.

وأضاف الكاتب أنه يجب اتخاذ قرارات صعبة بشأن من يجب أن يُتبع ومن "يُطلق"، وهذه العملية نادرا ما تكون واضحة. وكما قال السير مارك رولي، مساعد المفوض السابق للعمليات المتخصصة في شرطة العاصمة لندن، "في هذا العدد 40.000 هم الكثير من الأشخاص المتقلبين الذين ينغمسون في المصالح الإيديولوجية المتطرفة ويخرجون منها"، مشيرا إلى أنه ينبغي معالجة الأسباب الجذرية للتطرف بجميع أشكاله ومواجهتها وجها لوجه. وكذلك جعل وباء كورونا تلك المعركة أكثر صعوبة.

وأوضح أن المتطرفين يسعون لاستغلال أوقات الأزمات، وقد وفر الوباء فرصة استثنائية لمتطرفين لتلويث عقول أكثر الفئات ضعفًا في المجتمع - وهي المجموعة ذاتها التي تنغمس في الإيديولوجيا المتطرفة وتخرج منها - والذين من المرجح أن يكونوا الأكثر تضررًا من الركود الاقتصادي القادم بفعل الجائحة.

ولفت إلى أن الجماعات المتطرفة أمثال جماعة الأخوان الإرهاببة دعت الناس إلى إصابة السلطات المصرية ونقل العدوى إليهم بشكل متعمد، وادعت بعض تلك الجماعات أن الوباء ابتلاء إلهي لاستغلال تلك الفكرة في دعاياتهم التخريبية.

وطالب الكاتب أولا بمنع المتطرفين من استغلال الفجوات في القوانين القائمة، التي تستغلها الجماعات المتطرفة في دفع أجنداتهم، حيث يتغذى المتطرفون على توترات المجتمع واضطراباته، "نحن نعلم أن عدد المشاركين في برنامج الوقاية الحكومي قد انخفض بمقدار النصف. في جميع أنحاء أوروبا ، حذرت وكالات إنفاذ القانون على حد سواء من عواقب تمويل المؤسسات الدينية من قبل الجمعيات الخيرية من الشرق الأوسط، ولا سيما تلك المتحالفة مع الإخوان، الذين غالبًا ما يتأثرون ويسترشدون من قبل الحكومات في بلدان المنشأ. غالبًا ما يُسمع الشخص الذي يدفع الثمن في هذه الدوائر وقد شهدنا ارتفاعًا مقلقًا في الدعم المالي من دول مثل قطر وتركيا".

في ألمانيا، "من الموثق أن هناك عددًا كبيرًا من المساجد التركية مدعومة من قبل "ديانت"، مديرية الشؤون الدينية التركية وهناك أمثلة على قادة المساجد الذين يبلغون عن أعداء الرئيس أردوغان السياسيين للسفارة التركية. إن مثل هذا السلوك يقوض سلطة الدول القومية. يبقى الضعف الأساسي في جميع أنحاء أوروبا والمملكة المتحدة هو التمويل الأجنبي للمساجد والمؤسسات التعليمية والمدارس الخاصة".

قطر وتمويل الإرهاب
يقول "معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى في تقرير في أغسطس 2014، إن الولايات المتحدة ترى في قطر  بؤرةً لتمويل الإرهاب، إلى حد أن واشنطن وصفت هذه الدولة الخليجية الصغيرة بأنها بيئة متساهلة مع تمويل الجماعات الإرهابية، حيث تدعم قطر عددا كبيرا من التنظيمات الإقليمية والدولية مثل تنيم داعش وجماعة الإخوان وحماس وطالبان.

وقبل أيام  اتهمت دعوى قضائية بالولايات المتحدة، دوائر رسمية قطرية بتمويل إرهابيين نفذوا عمليات قتل "موجعة" ضد أمريكيين، وركزت  على استهداف مؤسسة قطر الخيرية باعتبارها وسيلة تمويل للإرهاب الدولي، فضلا عن دعوى أخرى بولاية فلوريدا تتهم بنك قطر الإسلامي بتمويل جبهة النصرة الإرهابية.

وفي بريطانيا، تحقق السلطات منذ العام الماضي في تورط بنك الريان القطري في  عمليات تحويل أموال لجماعات ومنظمات إرهابية.

وفي إيطاليا، ثبت تورط قطر في دعم حركة الشباب الصومالية الإرهابية.

وفي فرنسا،  تشهد دوائر فرنسية عليا في الشهور الماضية تحركات جدية لقطع أذرع تمويل نظام الحمدين القطري لمؤسسات وجماعات إرهابية، وتحديدًا تنظيم الإخوان، كما طالب برلمانيون فرنسيون من الرئيس إيمانويل ماكرون بحظر تنظيم الإخوان الإرهابي والتدقيق في مسار الأموال الأجنبية.

وفي الدنمارك، قالت صحيفة "برلينسكه" الدنماركية، إن قطر وضعت يدها على"مركز حمد بن خليفة الحضاري" الذي يضم المسجد الكبير ومركز ثقافي في العاصمة كوبنهاجن، وأن الدوحة باتت تسيطر على المركز، بعد أن رفعت تمثيلها في مجلس إدارة صندوق كوبنهاجن، الذي يدير المركز، من 3 إلى 5 أعضاء، وباتت تملك الأغلبية في المجلس (5 من إجمالي 9 أعضاء).

وأضافت أن هناك غضبا وانتقادات في الأوساط الدنماركية بعد سيطرة قطر على المركز، ومخاوف من استغلاله في الترويج لأجندة متطرفة، وفكر الإخوان الإرهابي، وذلك بعدما فضح كتاب بعنوان "أوراق قطر"، عن تمويل قطر للإرهاب في أوروبا عبر مؤسسة "قطر الخيرية"، التي ترعى الإرهاب تحت ستار المساعدات الإنسانية وتمويل مساحد ومراكز ومؤسسات تابعة للإخوان الإرهابية.

تركيا
خلال السنوات الأخيرة توسع نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في نشاطاته الإرهابية، حيث عمل على تمويل وتوسيع بؤرته في أوروربا بالتوازي مع الشرق الأوسط  وأفريقيا عبر أكثر من جبهة وأكثر من ملف بالتعاون مع قطر.

أردوغان وداعش

- سيناء
في ديسمبر 2017، عام المقاطعة العربية لقطر بسبب دعم الإرهاب، اعترف أردوغان بدوره في دعم الإرهاب في سيناء، حين قال لأعضاء حزب العدالة والتنمية إن  الدواعش المتواجدين في الرقة ودير الزور والأراضي السورية سوف يذهبون إلى سيناء "هل تعلمون إلى أين سيتم اقتياد مقاتلي داعش الذين كانوا في عمليات الرقة، إلى صحراء سيناء المصرية، سيتم استخدامهم هناك، وبعد ذلك سنتابع مهامهم هناك عن قرب".

- سوريا
قبل أيام، نشر موقع "نورديك مونيتور" السويدى تقريرا يكشف عن فضيحة تورط أردوغان في تمهيد الطريق لهجوم شنه تنظيم داعش الإرهابى على إحدى المدن الحدودية مع سوريا، في سلسلة من الأدلة التي لا تحصى على تحالف أنقرة مع داعش في جميع المجالات.

ووفقا للموقع المتخصص فى التحقيقات الاستقصائية، استبدلت الحكومة التركية موظفين أكفاء فى مراقبة الحدود بأجهزة استخباراتية، بعد تعمدها إصابة مديرية الأمن الوطنى بالشلل، وإجراء تغييرات كبرى بها، موضحا أن ذلك التغيير المدفوع سياسيًا تسبب فى إقالة 85 ضابط استخبارات تركى كانوا يعملون فى الأمن الوطنى أو وكالة إنفاذ القانون الرئيسية فى تركيا. 

وأوضح التقرير أن الـ 85 ضابطا كانوا يعملون فى مدينة سروج الحدودية قبل هجوم انتحارى لتنظيم داعش فى 20 يوليو 2015، والذى أسفر عن مقتل 33 شخصًا، حيث استهدف الهجوم أعضاء اتحاد الشباب الاشتراكى، وهم شباب اشتراكيون من الأكراد خططوا للمساهمة فى جهود إعادة بناء مدينة كوبانى السورية الحدودية، والتى دمرها تنظيم داعش عند احتلاله لأجزاء من سوريا والعراق. 

وفي سوريا لا يدعم أردوغان إرهاب داعش فقط، فهو داعم وراعي وقائد لمليشيات جبهة النصرة الإرهابية بشكل معلن، مستخدما إياهم من أجل تحقيق هدفه بالتوسع داخل سوريا ومن ثم إلى شمال العراق في الوقت الحالي، حيث يلعب الجيش التركي كذلك دوره الإرهابي في سياق توسعي.

ورقة اللاجئين
قالت صحيفة "جارديام" البريطانية إن أردوغان يستخدم اللاجئين كبيادق سياسية من أجل الضغط على أوروبا، بينما يذيقهم الأمرين  بعد مات منهم الكثير وأصيبوا وأصبحوا بائسين جراء فقدهم ممتلكاتهم.

وفي مطلع مارس الماضي،  تجمع آلاف اللاجئين بمعبر بازاركولي الحدودي في تركيا بعد إعلان الرئيس رجب طيب أردوغان أنه سيفتح البوابات إلى أوروبا، وجاءت هذه الخطوة ردا على مقتل 33 جنديا تركيا في إدلب يوم 28 فبراير، من أجل تكثيف الضغط على الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو؛ لدعمه مقابل الدعم الروسي لسوريا.

ركب كثيرون على متن حافلات متجهة إلى بازاركولي، بعضها نظمته السلطات التركية من إسطنبول، فيما سار آخرون على أقدامهم، واستخدمت القوات اليونانية الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت لصد من يحاولون العبور. وتزعم تركيا أن 150 ألفًا عبروا الحدود البرية والبحرية خلال هذه الفترة، بينما تحدد اليونان العدد الرسمي بأقل من 3500.

في الأسابيع التالية، انتقل والآلاف ممن ظلوا في بازاركولي من كابوس لآخر بينما اجتاح وباء فيروس كورونا العالمي أوروبا.

وفي 26 مارس، حرقت القوات التركية خيام أولئك ممن كانوا يعيشون في مخيم مؤقت للمهاجرين وأجبرتهم على ركوب الحافلات، لتقود بهم آلاف الأميال عبر البلاد إلى مخيمات الحجر الصحي.

ليبيا
اعتمد أردوغان في تدخله العسكري في ليبيا لدعم مليشيات الوفاق على المرتزقة متعددي الجنسيات وعلى رأسهم السوريون، وفضلا عن تواجد إرهابيي داعش في ليبيا، أصبحت ليبيا بؤرة لتصدير الإرهاب إلى أوروبا.

كشف الجيش الوطني الليبي عن  تحول ليبيا إلى خط لتهريب المرتزقة والإرهابيين إلى أوروبا، من خلال المناطق التي تسيطر عليها مليشيات الوفاق بمعية المرتزقة.

وقال  المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي أحمد المسماري، إن هناك نحو ألف سوري هربوا عبر زوارة وصبراته باتجاه أوروبا الأسبوع الماضي فقط، من خلال زوارق قدمتها إحدى الدول الأوروبية دعما لخفر السواحل الليبية، لكنه يجري استغلالها الآن في الهجرة غير الشرعية.

ويرى مراقبون أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يناور أوروبا بالمرتزقة الذين جلبهم من سوريا كورقة ابتزاز، لتبقى ليبيا مصدر تهديد لأوروبا وصداع دائم للأوروبيين.

أكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن لقناة "سكاي نيوز"، أنه حصل على معلومات تفيد بأن تركيا أرسلت الأسبوع الماضي 400 من المرتزقة إلى ليبيا، بينما عاد إلى سوريا نحو 250 آخرين في الفترة ذاتها.

وأضاف أن بهذه الأرقام، أصبح إجمالي عدد المرتزقة السوريين الذين أرسلوا إلى ليبيا نحو 16500، علما بأن العدد كان في الأسبوع قبل الماضي 16100.

وأشار مدير المرصد السوري إلى أن عدد قتلى المرتزقة بلغ 480، من بينهم 34 طفلا، متحدثا عن 5 آلاف من المرتزقة السوريين الذين عادوا إلى بلادهم، لكنهم يستعدون إلى العودة مجددا إلى ليبيا، تحضيرا لمعركة "الخليج النفطي"، حسبما قال قادة الميليشيات التي ينتمي لها هؤلاء المرتزقة.