الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قصة انتحار طفل غيرت مجرى حياته.. لماذا أصبح الدكتور محمد مشالي طبيبا للغلابة؟

طبيب الغلابة
طبيب الغلابة

لولا الغلابة والبسطاء والمحتاجين، لم يكن الدكتور محمد مشالي رحمه الله، يحظى بكل هذا الحب ويظفر بتلك الدعوات الصادقة التي صاحبته اليوم إلى مثواه الأخير بمسقط رأسه في مدينة ايتاي البارود في البحيرة.


الدكتور محمد مشالي المتوفي اليوم، لم يكن مجرد طبيب قرر أن يتصدق بعلمه ووقته من أجل البسطاء، لكنه ضرب مثالا رائعا لإنسان أحب الزهد وعاش من أجل غيره دونما رياء أو تجمل، فكسب حب الناس وفاحت سيرته العطرة أرجاء الوطن العربي كله.


والمتتبع لتفاصيل حياة الرجل المتمادية في الزهد والإيثار، سيعرف انه ميسور الحال ومن عائلة ميسورة ماديا، حتى أن نشأته كانت كذلك لكن موقفا حكاهُ بنفسه كشف عن التحول الأهم في حياته ليصير من مجرد طبيب باطنة إلى أسطورة إنسانية اسمها "طبيب الغلابة".



يقول الدكتور مشالي في أحد اللقاءات التلفزيونية إن طفلا يبلغ من العمر 10 سنوات كان سببا في هذا التحول الكبير في شخصيته، والاستمرار في العطاء حتى تجاوز الثمانين عاما.


يحكي ذات مرة ان طفلا كان مريضا بالسكر وظل يومين بلا أنسولين بسبب فقر العائلة وقلة حيلة والدته، الطفل عندما طلب من والدته ببراءة أن تمنحه حقنة انسولين قائلا " بقالي يومين ما أخدتهاش وريقي ناشف "، فأجابته الأم بحسرة بالغة أنها لا تملك المال لشراء الحقنة، فإما أن تشتريها له أو يموت إخوته جوعا.


يقول الدكتور مشالي إن الطفل صعد على سطح المنزل وقرر ان يقتل نفسه حرقا، قائلا لوالدته " أنا أموت نفسي علشان أوفر لك حق الأنسولين تربي إخواتي بيه". 



الرواية على لسان الدكتور محمد مشالي الذي أكملها قائلا إن الطفل لم يكن يلفظ أنفاسه الأخيرة حتى وصل اليه مغطى ببطانية، فاحتضنه الدكتور مشالي عندما عرف قصته ثم فارق الطفل الحياة وهو في حضنه، بينما كان الدكتور مشالي لم يبلغ الأربعين عاما حينها.


الدكتور محمد مشالي تم تشييع جنازته اليوم بـ مقابر العائلة بإيتاى البارود بمسقط رأسه بمحافظة البحيرة بحضور الأهل والمحبين، ونعاه العالم اجمع مشيدين بحياته الخدمية ومواقفه الإنسانية.