الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كشف خيوط مؤامرة قطرية تركية لاغتيال ضابط أشرف على أنشطة أنقرة في سوريا.. عسكري تركي يعترف بتمويل تميم وأردوغان لتنظيم داعش وعمليات مشبوهة أخرى

صدى البلد

  • نظام أردوغان يقتل العميد سميح ترزي المشرف على أنشطة تركية في سوريا
  • ترزي نجح في جمع خيوط عمليات أردوغان وتميم القذرة في سوريا
  • ضابط تركي يعترف: الجنرال زكاي أكسكالي رئيس قيادة القوات الخاصة التركية مهندس مؤامرة اغتيال ترزي

كشفت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، يوم الأربعاء الماضي، عن أن عددًا من أعضاء مجلس النواب الأمريكي يعدون مشروع قانون لإجبار إدارة الرئيس دونالد ترامب لفرض عقوبات على تركيا لدورها في إذكاء الصراع داخل ليبيا. 

لكن يبدو أنه ولو حتى فرضت الولايات المتحدة عقوبات على تركيا، فإن ذلك لن يردعها من خطتها لنهب ثروات الشعب الليبي عبر ابتزاز حكومة الوفاق غير الشرعية وإرسال مرتزقة وإرهابيين داخل الأراضي الليبية، وذلك بحسب مراقبون دولييون. 

ومع ذلك، فإن جرائم الدولة التركية، خاصة في دعم الإرهاب، لا تخفي عن أعين الولايات المتحدة، خاصة مع ظهور فضيحة جديدة نشرها موقع "نورديك مونيتور" السويدي، حول تورط رجب طيب أردوغان، في اغتيال ضابط بارز امتلك معلومات تفصيلية بشأن تمويل قطر للإرهاب في سوريا عبر أنقرة. 

الموقع المعني بالشأن التركي، حصل على وثائق المحاكمة في قضية هذا الضابط الذي يدعى، سميح ترزي، والذي أشرف على أنشطة تركية في سوريا من زكاي أكسكالي، رئيس قيادة القوات الخاصة بالجيش التركي آنذاك.

وكشف الموقع خيوط المؤامرة القطرية التركية سواء من خلال تورط تميم بن حمد وأردوغان في دعم الجماعات الإرهابية في سوريا، وكذلك انخراط أنقرة في صفقات شراء النفط من تنظيم "داعش" الإرهابي، الذي كان يسيطر على أجزاء واسعة من شمال سوريا. 

أو حتى من خلال شهادة العقيد فرات ألاكوش، الذي عمل بقسم الاستخبارات في قيادة القوات الخاصة، أمام المحكمة.

ففي اعتراف صادم من ألاكوش، في 20 مارس 2019، تبين أن أكساكالي أمر باغتيال العميد سميح ترزي، لأن الأخير اكتشف أن أكساكالي كان يعمل سرًا مع جهاز الاستخبارات الوطنية التركي، في إدارة العمليات غير القانونية والسرية في سوريا لتحقيق مكاسب شخصية، مما جر تركيا إلى مستنقع الحرب هناك.

وبحسب الوثائق فإن العميد ترزي كان يعرف مقدار التمويل الذي سلمته قطر إلى تركيا من أجل شراء الأسلحة والذخيرة للجماعات المسلحة في سوريا، وأهمها "داعش"، وكم من هذه الأموال تم تسليمه بالفعل لهذه الجماعات، وكم تم اختلاسه من قبل مسئولين أتراك.

وأشار ألاكوش في اعترافاته إلى أن الحالة القطرية ليست سوى مثال واحد على كيفية توجيه الأموال بشكل غير شرعي، مؤكدا أن هناك دولا أخرى تم اختلاس أموالها بعد تحويلها إلى تركيا تحت ذريعة "دعم الجماعات السورية المسلحة المعارضة".

وأضاف ألاكوش أن العميد ترزي كان يعرف كل "المعاملات القذرة" للاستخبارات التركية، متحدثا عن "عصابة في الجيش التركي بقيادة أكساكالي كانت تعمل لحسابها الشخصي بعيدا عن أي تفويض من كبار الضباط في هيئة الأركان العامة".

وأكد أن معرفة ترزي بكل هذه الأسرار دفعت أكساكالي إلى إعطاء أوامر لإعدام ترزي، الذي تم استدعاؤه إلى أنقرة من مقاطعة حدودية، بحجة توفير الأمن له في المقر من ضد تهديد إرهابي في العاصمة التركية.

وقال ألاكوش إن ترزي كان على علم بأسماء المتورطين من الحكومة التركية في عملية تهريب النفط من سوريا إلى تركيا، عبر صفقات مع تنظيم "داعش"، وكيف كان يتم تقاسم الأرباح، فضلا عن أنشطة أخرى مشبوهة كان يشارك فيها مسئولون من الدولة.

وبحسب شهادة ألاكوش أمام المحكمة، فقد كشفت الوثائق عن علمه بأنشطة بعض المسئولين الحكوميين الذين جلبوا كبار قادة الجماعات الإرهابية لتلقي العلاج في تركيا، مقابل رشى دفعوها للمسئولين الأتراك.

وشغل ألاكوش منصب رئيس مكتب الاستخبارات في قيادة القوات الخاصة بين عامي 2014 و2016، وتم تكليفه بالعمل في فريق تم تشكيله لمكافحة تنظيم "داعش" في سوريا والعراق بدءا من ديسمبر 2015، وخدم مع الفريق 6 أشهر.

وكلفت هيئة الأركان العامة التركية العميد ترزي بالعمل على ملف سوريا، وكان يعرف جميع تفاصيل العمليات التي كانت تقوم بها الحكومة التركية عبر الحدود.

كما كان ترزي مسئولا عن قاعدة عسكرية تقع في مقاطعة كيليس الحدودية جنوب شرقي تركيا، وكان من بين مسئولياته تنسيق الإجراءات مع جهاز الاستخبارات الوطنية التركي بقيادة هاكان فيدان، المقرب من الرئيس رجب طيب أردوغان.

وعمل ترزي ضمن برنامج بالتعاون مع وزارة الدفاع الأمريكية من أجل تدريب مقاتلين من المعارضة السورية، لكنه أبدى اعتراضه بعد أن لاحظ أن جهاز الاستخبارات كان يحاول دمج متشددين في البرنامج واعتبره خداعا، مما جعله محط استهداف من المخابرات وأكساكالي.