الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. هادي التونسي يكتب: الحياة فن

صدى البلد

الحياة فن؛ فن ان تفعل كل شئ بحب، فن ان تري الجمال فيما حولك و في نفسك، فن ان تعمل، فتغدق من جهدك و وقتك، فن ان تفيض من حبك بأن تعمل بتفاني و إتقان، فن أن تشعر بأنك تخلق حين تعمل،فن  ان تجد بداخلك تلك النشوة، و ذلك الأمل، و ذاك الإلهام و أنت تتمتع بالابتكار، كما كنت تستغرق في لعبك طفلا،. فن أن تعيش روحًا تقدر الجمال، تنشر الخير، تسعد بالإحسان، تعيش من خلال الآخرين، يطربك ان تفرحهم، و تجد إنسانيتك و أنت تشاركهم أحزانهم، فن أن تتجرد من فرديتك و أهوائك لتستوعب الواقع و المصير كما هو، و ان تري جوانب الخير و الحق حتي في دوافع و مخاوف اعدائك، فتشعر بمسئولية ضمنية و انت تري أنك ايضا لست خال من الخطأ، فن ان تحتفظ مع ضغوط الحياة و بواعث القلق بنفسك صافية و بتلقائيتك حية وبروحك الوثابة و بدافعيتك المنجزة و ببشرك الدائم و أنت تتوافق مع حقائق الحياة، و تستشرف المستقبل ،و تعمل الحدس فيما يجعلك تدرك و تبتدع، فن ان تري الإنسان في الجميع، و تشعر بما يجمع، و أن تري الروح في الكائنات فتتعاطف و تمنح، فن  أن تعيش أحلامك حتي تتحقق، و أن تتيقن أن الجهد المتواصل لتحقيقها هو ما يجعل مسيرة الحياة سعيدة، و أن الإستغناء عن التعلق يجعل النجاح نتيجة طبيعة؛ فأنت نجحت مسبقا حين وثقت ان الخير قادم، و ان الأمور لا تحدث عبثا، و أن لديك من المقومات ما يجعلك تتكيف و تجد الحلول في حينه، فن ان تجد الدافع لإصلاح نفسك، و أن تجد القوة لتتوافق مع الحياة تقبلًا و تغييرا، فن ان تتعلم من الألم، و أن تجدالصفاء و الحكمة و الحدس داخلك، و أن تكون قدوة تلهم من يدرك و يحس و يريد، فن ان تري رحلة الحياة المؤقتة بآلامها و آمالها من بعيد،فتعلو فوق غرائز و دوافع البشر، لأن الروح لا تفني، و أنت روح تتواصل و تدرك، و لست مجرد جسد يفني بعد قوة، و يتقلب في لعبة الأيام، فإن كنت روحًا فأنت قادر علي ان تعيش بمشاعر سامية، و أن تبدع ما لا تصدقه العقول، و أن تعلو فوق المثالب و الصغائر، و أن تنجز مهمة الحياة، و تخرج منها أقوي و أصفي و أنضج و أسعد. الحياة اختيارات، لن تعطي و تسعد الا لو جعلتها صدي لما بداخلك من خير، و الا لو استعذبت التعلم، و تقويت بالأمل، و عشت اليقين؛ الحياة اختيارات، فأختر أن تعيشها فنا،و تمنحها حبك،و ان تنجزها تفانيًا و إبداعًا، حتي تغادرها راضيًا مطمئنًا .