الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ليلى زيدان تكتب: ثورة من أجل إنقاذ الذوق العام

صدى البلد

منذ ثلاثة أيام ، انطلق جدل كبير فى وسائل التواصل الإجتماعى ، بعدما نشر النحات المصرى أحمد عبد الكريم صورة على صفحته الشخصية لتمثال أبيض رخامى بشكل امرأة بزي فلاحة تقليدي، في حين بدا رأسها ملتويا لأعلى وبطنها منفوخا في طور الإنجاز فى مهزلة فنية صارخة ويقف بجانبه فى فخر واعتزاز استعدادا لعرضه بداخل مجمع كنوز الجلالة بالعين السخنة .
ويبدو أن النحات أراد من خلال التمثال أن يرمز صورة لمصر مصورا إياها  بسيدة تتحرر من القيود، وتنهض من بين الركام .
 إلا أن التمثال قوبل بانتقادات واسعة وسخرية عارمة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وقد ذكر التمثال المصريين  بمجموعة  تماثيل سابقة مليئة بالتشوهات  والأخطاء فعلى سبيل المثال : 
 ففي عام  2016، صدم مواطنون في محافظة المنيا مركز سمالوط  بتمثال للملكة نفرتيتي  يختلف تماما عن الصورة المعروفة  للتمثال الأصلي للملكة الفرعونية وقد تحول التمثال آنذاك إلى قضية رأي عام  أثارت حفيظة واستعداد الشعب المصرى مما دفع الحكومة للتدخل وتكليف فنان تشكيلي بإعادة نحته.
وفى عام 2018 ، كانت صدمة كبيرة  حينما تم عرض تمثال اللاعب المصرى المشهور محمد صلاح  بمنتدى شباب العالم فى شرم الشيخ والذى كان مختلفا كثيرا بل وأظهر اللاعب فى صورة مشوهة أثارت حفيظة الكثيرين. 
كل هذا قد أثار فى حفيظة كاتبة هذا المقال تساؤل ماذا حدث للذوق العام ؟؟؟ هل أصبحت مصر فارغة من الفنانين المحترمين ؟؟؟ هل وصلنا لمرحلة العجز عن عمل تمثال واحد قيم ومحترم نضاهى به تماثيل عظيمة صنعها فنانينا من قبل مثل تمثال نهضة مصر للعظيم محمود مختار !!!!
وإذا كان تردى الذوق قد وصل الى هذا الحد ، فإليكم بعض الحلول والمقترحات  لإنقاذه مثل : 
- أن يتم عمل مسابقات ومعارض فنية سنويا يشارك بها الفنانون والنحاتون من جميع دول العالم لعرض منحوتاتهم  وأعمالهم الفنية على غرار المهرجانات الفنية العالمية فى مقابل فوز الأعمال الناجحة بجوائز مادية ومعنوية قيمة .
- وإذا أردنا عمل تمثال معين فى مكان معين يتسم بطابع معين فيتم تحديد مواصفاته وإسناده كمشروع تخرج لكليات الفنون الجميلة  والتربية الفنية وعمل  مفاضلة بين كل هذه المشروعات وتكريم فريق العمل ماديا ومعنويا  فى مصر كلها وعرض التمثال فى ميادين مصر  .
من المعروف أن الفن الراقي والذوق الرفيع هو مقياس لتقدم الأمم والأوطان وما نراه مؤخرا من تشويه وإسفاف لا يليق ولا يمكن قبوله أبدا ولا يليق أبدا بأحفاد النحات الفرعونى العظيم الذى ما زلنا نفخر بأعماله أمام العالم كله إلى الآن .