الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أحمد موسي يكتب .. الأهرام و١٤٥ عاما من التنوير

صدى البلد

بين صدور أول عدد من صحيفة الأهرام في ٥ أغسطس عام ١٨٧٦ وحتي اليوم ، يرتفع اسم صحيفتنا العريقة والتي حملت مشاعل التنوير والثقافة وحائط صد لمساندة الدولة المصرية والوقوف مع الشعب في أزماته ومشاكله ، فكانت تنقل أنين المواطنين الذين يلجأون اليها وفتحت صفحاتها لتعبر عن نبض الناس ، الخبر والمعلومة ذات المصداقية تنقلها الأهرام ، ذاع صيتها وأحتلت مكانتها بين كبريات الصحف العالمية لم تصل إليه أية صحيفة مصرية ولا عربية حتي اليوم ، حافظت علي تقاليدها وعراقتها وإنحيازها للوطن في كل قضاياه بدون منازع ، خطها الوطني والعروبي واضح ، تجمع ولا تفرق ، الرصانة والمصداقية والدقة ، تلاث كلمات يضعها كل من ينتسب إليها ، الجميع من عمال وإداريين وصحفيين  يعاملون علي قدم المساواة تحت مظلة المؤسسة العريقة .

صفحات الأهرام علي مدي ١٤٥ عاما مفتوحة أمام كافة التيارات من اليمين واليسار وأقصي اليمين والوسط ، طالما جميعهم يعملون وينقدون لصالح الوطن ، لم تكن إختيارات الكتاب علي أساس الولاء للنظام أي نظام من الملكية حتي الجمهورية والرؤساء المتعاقبين ، وجمعت الأهرام علي صفحاتها الكتاب العظام نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم ولويس عوض وزكي نجيب محمود وعائشة عبد الرحمن ( بنت الشاطئ) ، وعبد الرحمن الشرقاوي ويوسف إدريس ، وأحمد بهاء الدين ، ويونان لبيب رزق ، ولطفي الخولي.

والكثير من الأسماء البارزة التي أثرت الحياة الثقافية والسياسية والاجتماعية منهم من رحل عن دنيانا رحمهم الله ومنهم الباقون علي قيد الحياة متعهم الله بالصحة .،ويحتاج الأمر الي صفحات لكل من ساهم في رفع أسم الأهرام ومازالوا يحافظون عليها .

مرت الأهرام بافضل سنواتها في فترة الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل ، الذي نقلها لمكانة مختلفة من الخبطات الصحفية والمقالات التي كانت تحمل هموم الناس وتعبر عن المواقف السياسية للدولة وكان للعلاقة الكبيرة مع الرئيس جمال عبد الناصر أثر كبير في تميز الأهرام وأخذ مكانتها بين صحف العالم ، فكانت تنقل عنه كافة وكالات الأنباء والصحف العالمية الكبري ، وجاءت النقلة الثانية في عهد الكاتب الكبير إبراهيم نافع ، والذي نقلها صحفيا وإعلانيًا ، وكانت علاقته المتميزة بالرئيس مبارك وهو نائب للرئيس السادات ثم توليه السلطة مسألة فارقة في تميز الأهرام وانفراداته ، وحواراته مع ملوك ورؤساء الدول من امريكا وروسيا والصين وفرنسا وملوك ورؤساء الدول العربية.

كل ذلك جعل الأهرام رقما يصعب لأي صحيفة أن تحققه من حيث أرقام التوزيع التي تجاوزت مليون وربع المليون نسخة في اليوم ، ودخل الإعلانات تجاوز مليار و٦٠٠ مليون جنيه.

نتحدث عن مدي التأثير والقوة في مصر والعالم ، واستمر عطاء رجال الأهرام المخلصين أجيالا وراء أجيال الكل يعمل من أجل نجاح تلك المؤسسة ، ورغم ما تعرضت له مصر من تأثيرات فوضي ٢٠١١ ، وتأثر كافة المؤسسات في مصر بها ، ومحاولة دعاة الفتن تخريب وتفتيت الأهرام إلا أن رجالها هم من دافعوا عنها وأتذكر مساء ٢٨ يناير ٢٠١١ حاولت مجموعات من البلطجية إقتحام المبني الرئيسي بشارع الجلاء وكنت احد الذين وقفنا أمام المدخل لحماية مؤسستنا من البلطجية ومنع إمتداد النيران اليها من مجمع محاكم الجلاء الذي يبعد عدة خطوات ، حتي أخمدت قوات الدفاع المدني الحريق ، وأرسلت القوات المسلحة آليات عسكرية لتحمي المكان من الأشرار . 

ستظل الأهرام ديوان الحياة المعاصرة رغما عن كل ما تتعرض له فقد نجحت في القفز فوق كل التحديات التي واجهتها والحملات التي استهدفتها من الصغار والذين سيظلون صغارا أمام قيمة ومكانة وتاريخ حملته الأهرام وسوف تستمر في آداء رسالتها ، بكل أبنائها الذين يفخرون أنهم يعملون في هذا الصرح العملاق .. ١٤٥ عاما حملت فيها الأهرام هموم الوطن وتستمر في رسالتها بكل أمانة وتجرد وإخلاص لمصر وشعبها .