الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

معتز الخصوصى يكتب: انتخابات الشيوخ.. صوتك أمانة لمن يستحقه

معتز الخصوصى الكاتب
معتز الخصوصى الكاتب الصحفى بموقع صدى البلد

تنطلق غدا الأحد انتخابات مجلس الشيوخ للمصريين فى الخارج والتى تستمر على مدار يومين حتى بعد غد الأثنين ، كما تبدأ انتخابات الداخل يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين 11 و12 أغسطس، وتعلن النتيجة 19 أغسطس ، وتبدأ انتخابات الإعادة في 6 و7 سبتمبر للمصريين بالخارج، والإعادة في الداخل 8 و9 سبتمبر، على أن يكون إعلان النتيجة النهائية 16 سبتمبر، حيث تعتبر إنتخابات مجلس الشيوخ بمثابة إستحقاق دستورى ملزم طبقا لما نص عليه الدستور لإجراء إنتخابات مجلسى الشيوخ والنواب ، بإعتبارهما يمثلان ذراعى السلطة التشريعية فى مصر.

إجراء إنتخابات مجلس الشيوخ فى هذه المرة يأتى فى ظل ظرف استثنائى صعب فى ظل جائحة كورونا التى ظهرت فى مصر منذ شهر مارس الماضى ، إلا أن الدولة المصرية واجهت هذه الجائحة بكل ما لديها حتى بدأت الإصابات والوفيات فى تراجع ملحوظ خلال الفترة الحالية ، حيث لم تستسلم الدولة وقررت إجراء انتخابات مجلس الشيوخ رغم كل هذه الصعاب لكى توجه رسالة للعالم كله بأن مصر قادرة على مواجهة كل الظروف الصعبة ، وانها قادرة على إتخاذ كل الإجراءات الإحترازية اللازمة لإجراء هذه الإنتخابات بكل أمان وحماية شعبها.

وتعتبر إنتخابات مجلس الشيوخ بمثابة عرس ديمقراطى يشارك فيه الشعب المصرى والمرشحون وأجهزة الدولة المختلفة ، حيث تسعى الدولة المصرية لإخراج هذا المشهد الحضارى الديمقراطى بأحسن صورة ، لأنه سيعكس صورة مصر أمام كل دول العالم بعد الإستفتاء على التعديلات الدستورية فى شهر إبريل من عام 2019 والذى عكس نسبة مشاركة كبيرة من جانب الشعب المصرى وصلت إلى  27 مليونا و193 الفا و590 ناخبا بنسبة 44.33%، وبالمقارنة بالاستفتاءات التى جرت منذ عام 2005 وحتى الآن، أظهرت الأرقام أن نسبة المشاركة فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية عام 2019 هى أعلى نسبة مشاركة.

مجلس الشيوخ سيكون معاون رئيس لمجلس النواب لأنه سيخفف العبء التشريعى الواقع على مجلس النواب ، فى ظل إحالة عدد هائل من التشريعات عليه سواء من الحكومة أو من مجلس النواب وذلك للنظر فيها ، حيث من المقرر ان يكون رأي مجلس الشيوخ إستشارى فى هذه التشريعات ، الأمر الذى سيسهل مناقشة هذه التشريعات داخل مجلس النواب ودراستها وسرعة إقرارها وعدم تعطيلها.

وبعد عودة مجلس الشورى مرة اخرى بعد مسماه الجديد مجلس الشيوخ أصبحنا الان أمام غرفة تشريعية ثانية معاونة لمجلس النواب لديها العديد من الإختصاصات التى تقوم بها طبقا لقانون انتخابات مجلس الشيوخ والتى تتمثل فى مناقشة إقتراحات تعديل مادة أو أكثر من مواد الدستور و مناقشة مشروع الخطة العامة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية و إقرار معاهدات الصلح والتحالف وجميع المعاهدات التي تتعلق بحقوق السيادة و مناقشة مشروعات القوانين ومشروعات القوانين المكملة للدستور التي تحال إليه من رئيس الجمهورية أو مجلس النواب ، هذا بالإضافة إلى مناقشة ما يحيله رئيس الجمهورية إلى المجلس من موضوعات تتصل بالسياسة العامة للدولة أو بسياستها في الشئون العربية أو الخارجية.

ووضع قانون انتخابات مجلس الشيوخ شروطا لمن يترشح لعضوية مجلس الشيوخ أهمها :أن يكون مصري الجنسية متمتعًا بحقوقه المدنية والسياسية وألا تكون قد أُسقطت عضويته بقرار من مجلس الشيوخ أو من مجلس النواب بسبب فقد الثقة والاعتبار أو بسبب الإخلال بواجبات العضوية وأن يكون اسمه مدرجًا بقاعدة بيانات الناخبين بأي من محافظات الجمهورية وألا يقل سنّه يوم فتح باب الترشح عن خمس وثلاثين سنة ميلادية وأن يكون حاصلًا على مؤهل جامعي أو ما يعادله على الأقل ، هذا بالإضافة إلى أن يكون قد أدى الخدمة العسكرية أو أعفي من أدائها قانونا.

ننتظر من المرشحين فى انتخابات مجلس الشيوخ ان يكونوا معبرين عن الشعب المصرى بكل مشاكله وهمومه وأن يكون لديهم من الخبرات الكافية التى تؤهلهم لهذا المقعد ، بحيث يكونوا على دراية بكل التشريعات المعروضة عليهم من جانب مجلس النواب لإبداء رأيهم الإستشارى فيها.

وفى النهاية فإننا نراهن على وعى الشعب المصرى فى النزول للمشاركة فى انتخابات مجلس الشيوخ وأن يعطى كل مواطن صوته للمرشح الذى يستحقه ، بحيث يطرح هذا المرشح برنامج إنتخابى يعبر عن طموحات وامال المواطن الذى منحه صوته ووثق فيه ، كما أننا نحذر المواطنين بألا يتركوا نفسهم فريسة لكل المتربصين بمصر من الداخل والخارج والداعين لمقاطعة الإنتخابات ، والذى يسعون بكل قوة لتشتيت عقل المواطن وتحريضه على عدم المشاركة فى هذه الانتخابات ، حيث لم تفلح هذه الدعوات من قبل سواء فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية فى عام 2019 أو فى الإنتخابات الرئاسية عام 2018 أو حتى فى انتخابات مجلس النواب عام 2015 ، واستطاع الشعب المصرى بجدارة أن يعطى درسا لهؤلاء المتربصين بمصر أنهم على وعى ودراية كاملة بحقوقه الانتخابية وأنه لن تؤثر فيه أى دعوات لمقاطعة الإنتخابات.