الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د.علاء الشال يكتب: وهم كليات القمة

صدى البلد

بعد إعلان نتيجة الثانوية العامة انتهى فصل من فصول الجد والاجتهاد والبحث عن تحقيق الذات ، الثانوية العامة رحلة من فصول حياة كل طالب مجتهد يبحث عن تنشئة حياة مالية واجتماعية جديدة الثانوية العامة هي مرحلة في الحياة وليست كل الحياة، كثير من الطلبة والطالبات وحتى أولياء الامور يرسمون الصورة الذهنية لحياة ما بعد الثانوية وكأنها حياة منفصلة عما قبلها، ومن الوهم الذي يعيشه الكثير من أولياء الأمور أن المستقبل والعيشة الرغدة مرتبطة فقط بكليات القمة ، وهو الوهم الذي صدره المحيط الاجتماعي وصوره بعض وسائل الإعلام.
وبنظرة سريعة يجد القارئ ان كليات القمة المزعومة يعاني المتخرجون منها ويصطدمون بعقبات كثيرة بعد التخرج لم يكن بحسبانهم أنهم سيجدونها بعد التخرج.

فالأطباء على سبيل المثال يعانون من ضعف رواتبهم والتى تدفعهم إلى السفر للعمل بالخارج، والأرقام تؤكد الزيادة المهولة في رغبة الأطباء للسفر للخارج ، والصيادلة ليس حالهم بأفضل من غيرهم فالأعداد تتزايد مع وجود الكليات الخاصة التي يتخرج منه الآلاف كل عام. 
والحلم الذي يراود كل صيدلي بعد تخرجه إنشاء صيدلية خاصة به ،في ظل ازدياد عدد الصيدليات عن المسموح به عالميًا،أضف لذلك رغبة ملحة من أغلبهم للسفر للخارج حيث يوجد لدينا 43 كلية صيدلة منها 22 كلية تابعة لجامعات حكومية.. 3 لجامعة الأزهر، و21 لجامعات خاصة، تخرج عشرات الآلاف سنويا، وعدد الصيادلة في مصر حاليا 216072، بمعدل صيدلي لكل 438 مواطنًا، بزيادة أربعة أضعاف عن المعدل العالمي.

وعدد الصيدليات 75165، بمعدل صيدلية واحدة لكل 1261 مواطنًا، بما يقترب من ثلاثة أضعاف المعدلات العالمية (هذه البيانات صحيحة ومصدرها وزارة التعليم العالي)، ولدينا فقط 156 شركة أدوية، كلها في المناطق الصناعية حول القاهرة والجيزة!

وأما كليات الهندسة فهي تخرج ىلاف المهندسين الذين لايجدون فرصة عمل دائمة بل تلجأ الشركات للتعاقد معهم بنظام وعندما يتم استكماله ينتهى عقدهم، وبعدها يبدأ هؤلاء المهندسون رحلة البحث عن عمل جديد وفى مكان آخر - إن وجدوه -، بل إن البطالة طالت تخصصات كانت حتى وقت قريب مميزة مثل هندسة البترول والتى يزيد خريجوها عن حاجة العمل رغم تعدد المشروعات البترولية. وما سبق ينطيق على كليات الإعلام والاقتصاد وغيرهما. 

لكل طالب تخرج من الثانوية العامة احرص على الدخول إلى مجال تبرع فيه وتحقق فيه ذاتك ، وأسواق العمل اليوم بحاجة ملحة لمصممي المواقع الالكترونية، ومهندسي الجرافيك والمونتاج،وأصحاب الأفكار التسويقية التشويقية سوق العمل اليوم بحاجة للمحترفين في مجالات الطاقة والتعدين والكهرباء سوق العمل اليوم بحاجة ملحة وبشدة لمحترفي الصناعات اليدوية البسيطة والصناعات المغذية للسيارات والطائرات.
لم لا يفكر طالب الثانوية العامة ان يبحث في الشبكة العنكبوتية عن قصص نجاح الملهمين العباقرة الذين يمتلكون الآن المليارت والمليارت ولم يكن من بينهم طبيب أو أستاذ جامعي أو دبلوماسي بارز.

منهم على سبيل المثال لا الحصر:
جيف بيزوس ، شركة أمازون
بيل جيتس ،شركة مايكروسوفت
مارك زوكيربيرج مؤسس فيسبوك 
مانسيو أورتيغا، إنديتكس، زارا
وحتى من عملوا في مجال التأليف والكتابة وأصبح اسمهم صباح مساء في الإعلام ،كان قلمهم وسيلة لثرائهم وعيشتهم الهنية رسالة موجهة لكل طالب لم يلتحق بالطب أو الصيدلة أو الهندسة أو الإعلام أو لاقتصاد أطلقوا العنان لمواهبكم ودعكم من وهم القمة والقاع ، والمستقبل بيد الله وحده.