الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دعاء سنبل تكتب: التيك توك بين الشهرة والثراء والفضيحة

صدى البلد

التيك توك " TikTok "  هو تطبيق وظاهرة جديدة اخترقت مجتمعنا، كان الهدف منها الترفيه والمرح، وهو عبارة عن فيديو مدته لا تتجاوز الـ 15 ثانية على أقصى تقدير.

لا شك أن تطبيق التيك يختلف كثيرًا عن مواقع التواصل الاجتماعي،  بل هو بعيد عنها كل البعد ، فهو ليس بوسيلة تواصل إجتماعي، لكنه من المفروض أن يكون وسيلة ترفيهية، ووسيلة أيضا لكسب المال، والشهرة السريعة، فهو أقرب لتطبيق اليوتيوب، لكن يختلف عنه في أنه بلا قيود، فأصبح يتنافس جميع مستخدميه على تحقيق أعلى نسب مشاهدة للاستحواذ على ربح أكثر شهرة وانتشار أسرع.

وشهد تطبيق التيك توك TikTok نموًا سريعًا حيث وصل مستخدميه، إلى 160 مليون مستخدم نشط يوميًا.. و 500 مليون مستخدم نشط شهريًا.

فـ بالتالي  كانت الفئة الأكثر أستخدامًا له هي فئة الأطفال والشباب، وأصبحت المنافسة شديدة، حاول بعض مستخدميه بذل كل الجهد لإضحاك متابعين حتى يجذب أكبر عدد ممكن دون تفكير في المحتوى المقدم، زاد التدني والألفاظ النابية، لزيادة عدد المشاهدة  ، التي تصحبها زيادة الأرباح بالطبع.

أما بالنسبة للفتيات اللاتي أستخدمن تلك التطبيق فحدث ولا حرج  ، اتخذوا التطبيق سباقا لمن تحصد نسب مشاهدة وربح أكثر، تخلوا عن كل الأعراف والمبادئ، في ملابسهم وإيحاءاتهم لجذب أصحاب النفوس الضعيفة للنظر لمفاتنهم وأجسادهم،  و تغاضوا عن التعليقات المسيئة والانتقادات، وضربوا بالقيم والأخلاق عرض الحائط، فأصبح البقاء للأسوأ و الأجرأ.

نرى أيضا أن بعض الفتيات لم يكتفوا بالفيدوهات الإباحية فقط، ولكنهم اتخذوها وسيلة للكسب الأكثر والأسرع، عن طريق ممارسة البغاء و استقطاب الفتيات للعمل معهم في بيع أجسادهم مقابل حفنة من الأموال.

فتيات التيك توك ضحايا للآباء والمجتمع أم هن جناة يستحقون العقاب؟!

سؤال يطرح نفسه بعد أن لاحقت الأجهزة الأمنية في مصر خلال الفترة السابقة، مشاهير التيك توك  وإحالتهم للنيابة  العامة، بتهمة التحريض على الفسق والفجور ومخالفة القيم المجتمعية  .

هل هم ضحايا إهمال ذويهم، لعدم اهتمامهم  بشئونهم، ومراقبة تصرفاتهم، وتوجيههم لما يجب فعله وما لا يجب  .. هل فتيات التيك توك مثل حنين حسام ومودة الأدهم، ومنة عبد العزيز، ومنار سامي، وغيرهن  ، يستحقون السجن والعقاب، أم آبائهم هم من يستحقوا العقاب لعدم تصديهم لتصرفاتهم وإرشادهم للثواب، وغرس القيم و الوازع الديني في أسس تربيتهم وتقويمهم.

هل ما فعلوه فتيات التيك توك في حق أنفسهم وحق المجتمع من الاعتداء على مبادئه وقيمه،  يستحق فقط الحبس عامين، ودفع غرامة مالية  ، أم يحتاجون لـ عقاب رادع ليكونوا عظة وعبرة لغيرهن من الفتيات، ولكي تنتهي تلك الظاهرة، يجب على الدولة والمجلس الأعلى للمرأة أيضًا   أثناء تواجد الفتيات بمحبسهم ، تقويم أخلاقهم وسلوكهم، ليخرجوا للمجتمع مرة أخرى فتيات أسوياء، لا يخطر ببالهم العودة لما كانوا عليه من قبل.

يجب على الدولة تقديم يد العون في القضاء على تلك الظاهرة بوضع قوانين صارمة،  للسيطرة على تلك التطبيق المسرطن لعقول الشباب، أو إغلاقه إغلاقا نهائيا كما فعلت بعض الدول للتخلص من سلبياته التي دمرت شباب هذا الجيل.

وهنا يبرز دور الأسرة في هذا التوقيت لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وتشديد الرقابة، على أطفالها وشبابها في استخدام الشبكة العنكبوتية حتى لا تسيطر على عقولهم، وتذهب بهم إلى المجهول   وتدمرهم وتدمر مستقبلهم .. انتبهوا أعزائي الآباء قبل فوات الأوان.