الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هويدا دويدار تكتب: هل انتهت صلاحية الحكومة اللبنانية؟

صدى البلد

التفجير الأخير فى لبنان ، يمكن أن يكون القشة التى قصمت ظهر الشعب اللبنانى ، فمنذ تولى تلك الحكومة التى تحكمها الصفوة توالت معاناة الشعب اللبنانى من تردٍ للأحوال المعيشية بسبب السياسات الخاطئة التى اتخذتها الحكومات المتوالية. 


فقد بات الشعب ساخطا على تردى الأوضاع مع عدم تواجد خطط للإصلاح الجدّى فقد باتت كل الأطروحات وتصريحات الحكومة كاذبة غير صادقة مع الشعب .


لذلك زادت حدة الاعتراضات بين اللبنانيين وأصبحت الكلمة للشارع الآن ،  فجميعهم محتجون بسبب ضياع الودائع المصرفية واستدانة الحكومة من البنوك ، بالإضافة إلى كثرة القروض .


وهنا المعركة قاسية ومتداخلة بين الإقتصاد والسياسة ، فلبنان يمر بأزمة غير مسبوقة فى تاريخه، فيمكن أن تؤدى بالبلاد إلى منحدر يصعب تخطيه بسهولة،  فالطوائف اللبنانية تلعب دورا كبيرا فى تشكيل الحكومة، حيث تتعدد الطوائف اللبنانية بين سنة وشيعة ودروز ومسيحيين،  وقد تم بالاتفاقات الدولية تقسيم السلطة فيما بينهم تحقيقا للعدالة وللابتعاد عن النزاع وانتقاء الصفوة للسلطة ما جعل باقى الشعب مجرد أفراد تابعين للطوائف مما قد يسبب ظهور بعض العصبية والطائفية ، إلا أن هناك من يدعو للوحدة .


عقب الاشتباكات الطائفية الأخيرة فى لبنان ، لاح فكر جديد ينادى بالابتعاد عن الطائفية والعصبية فالأمر حقيقة خطير .. فالانقسام ليس فى مصلحة أى دولة فهو النقطة الأضعف فى كيان الدول تستبيح قوى الشر الدخول منه لتفتيت أوصال الدول لنشر الفوضى وعدم الاستقرار لتأمين كيانات أخرى ، تجد قوتها فى إضعاف من حولها ..


وعلى عادة الانقسامات التى تطبع على الأحزاب السياسية فى الكثير من القضايا ، فالنظام الطائفى يعيد تجديد نفسه بسبب النخب الطائفية وحرصها عليه كنظام طبيعى وذلك رغبة فى تحقيق أقصى استفادة  مادية أو سياسية ولو على حساب باقى الأفراد ، حيث تستثنى تلك النخب من المساءلة أو الإشارة بالاتهام حتى تفاقم الوضع واستشرى الفساد وعمّ جميع القطاعات ..


تعيش الدولة اللبنانية منذ فترة حالة استثنائية وفريدة حيث لا تمتلك حق مواجهة الفساد ، لذلك لابد من فك الارتباط بين الكفاءات وأحقية القيادة للنخبة الطائفية فالأمر شتان ، فخيارات العلاج كثيرة وممكنة لدرء الفساد والحفاظ على أوصال الدولة ..


بتشكيل حكومة مدنية منتخبة بعيدة عن نخب الطوائف بخطط تنموية معلنة ..  تقديم رموز الفساد للمحاكمة دون استثناء واسترداد أموال الشعب.. جدولة الديون فقد صارت عبئا على أكتاف الشعب وحصر امكانيات الدولة لتوجيه الجهود نحو الأولويات .


فلبنان مر بالعديد من المحن ومنها الحروب الأهلية التى دامت 15عاما فقد قتل أبناء الوطن الواحد بعضهم بعضا فهو تاريخ سيئ ، إلا أن ظهور جيل جديد واعٍ ينادى بالوحدة ويسقط أسطورة الطائفية ويتحول لبنان الى دولة مدنية تتناسب مع تطلعاته فى ظل حكومة منتخبة بات أمرا حتميا.