الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مؤتمر دعم لبنان.. ماكرون يحذر من الفوضى والعاهل الأردني يؤكد مستعدون لتوفير نقطة انطلاق لتسهيل وصول المساعدات.. وميشيل عون يتوعد المتورطين في انفجار مرفأ بيروت

صدى البلد


ماكرون يفتتح مؤتمرا دوليا لدعم لبنان بعد انفجار بيروت
الرئيس الفرنسي : يجب التحرك بفعالية لضمان وصول المساعدات بشكل مباشر 
العاهل الأردني: محنة لبنان هي محنة الشعب الأردني
الرئيس السيسى يناشد المخلصين فى لبنان التكاتف والنأى بوطنهم عن الصراعات
الرئيس اللبناني : لا أحد فوق سقف القانون

انطلق منذ سويعات قليلة، المؤتمر الدولي المرتقب لدعم الدولة اللبنانية والذي نظمته فرنسا والأمم المتحدة، وذلك بعد 5 أيام من الانفجار الضخم الذي هز بيروت وأدى إلى مقتل العشرات وإصابة الآلاف وتشريد مئات الآلاف.

وافتتح الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون المؤتمر، داعيًا إلى "التحرك سريعا وبفعالية" لضمان وصول المساعدات "مباشرة" إلى الشعب اللبناني.

وطالب الرئيس الفرنسي، السلطات اللبنانية إلى التحرك لتجنيب البلاد الغرق، وللاستجابة للتطلعات التي يعبر عنها الشعب اللبناني حاليا بشكل مشروع في شوارع بيروت".

وأضاف: "علينا أن نفعل جميعا ما أمكن لكي لا يهيمن العنف والفوضى" على المشهد في لبنان، ورغم اختلاف الآراء، فعلى الجميع أن يهب لمساعدة لبنان وشعبه. مهمتنا العمل بسرعة وكفاءة لتنسيق مساعداتنا على الأرض حتى تصل في أسرع وقت ممكن إلى الشعب اللبناني".

وتابع ماكرون: "عرض المساعدة شًمل دعما لإجراء تحقيق مستقل ذي مصداقية في انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس، الذي دفع بعض اللبنانيين إلى الدعوة لانتفاضة للإطاحة بزعمائهم السياسيين".

أما العاهل الأردني، الملك عبد الله بن الحسين فقال إن الأردن مستعد لتوفير نقطة انطلاق لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية الدولية والإقليمية وتعزيز المخزون الغذائي في لبنان.

وأضاف الملك عبد الله خلال مشاركته في مؤتمر المانحين، المنعقد بمشاركة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: "المحنة التي يمر بها لبنان هي محنتنا جميعًا فهي تؤثر على بلداننا ولا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي".

وأضاف: "الأزمة اللبنانية بكامل أبعادها تبيّن لنا أنّنا جميعًا معرضون للخطر إن لم نعمل مع بعضنا لنتخطى المصاعب، ولا بدّ أن يستند طريقنا نحو الأمام إلى إعادة ضبط العولمة التي تتطلب تكاملًا أفضل في مواردنا".

وتابع العاهل الأردني: "الأردن مستعدٌ للقيام بدوره عبر توفير نقطة انطلاقٍ ومركزٍ لوجستيٍ لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية الدولية والإقليمية إلى لبنان".

وأكد أن الأردن مستعد لدعم الجهود الرامية إلى تعزيز المخزون الغذائي الاستراتيجي في لبنان ودعم قطاع الطاقة والنظام المالي وقطاع الأعمال والشركات، مضيفًا: "بالنسبة لأولئك الذين نجوا بإصاباتٍ طفيفةٍ، فإنّ حجم هذه المأساة لا يوصف، إذ وجد قرابة 300 ألف شخصٍ في بيروت أنفسهم فجأةً بلا مأوىً، وانقلبت حياتهم رأسًا على عقبٍ خلال بضع دقائق، وهم ما زالوا في خضم مواجهتهم لوباءٍ عالميٍ وأزمةٍ اقتصاديةٍ.
لقد أدركنا جميعًا أنّ علينا العمل لدعم وإسناد لبنان، وأشكر صديقي العزيزين الرئيس ماكرون والأمين العام للأمم المتحدة، على تنظيم هذا المؤتمر في وقتٍ قصير".

واستطرد: "أصدقائي،المحنة التي يمر بها لبنان هي محنتنا جميعًا، فهي تؤثر على بلداننا أيضًا، ولا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي. لقد بدأ الأردن بإرسال مساعداتٍ طبيةٍ، ومستشفىً ميداني، ومواد إغاثية أخرى. كما سنقوم قريبًا بإرسال فرق إنقاذٍ إضافيةٍ، وإمداداتٍ غذائيةٍ وطبيةٍ لتقديم المساعدة على المدى القصير".

من جانبه قال الرئيس اللبناني، ميشال عون إن كل من يثبت التحقيق تورطه بانفجار المرفأ سوف يحاسب وفق القوانين اللبنانية.

وأضاف: "لقد التزمت أمام شعبي بتحقيق العدالة، اذ وحدها، العدالة، يمكن أن تقدّم بعض العزاء لأهل المفجوعين ولكل لبناني، والتزمت أيضًا بأن لا أحد فوق سقف القانون، وأن كل من يثبت التحقيق تورطه سوف يحاسب وفق القوانين اللبنانية".

وقال عون: "لن أطيل عليكم وأشرح ما سببته الكارثة في بيروت على جميع المستويات، الإنسانية، الاجتماعية، الصحية، التربوية والاقتصادية، وتركت جروحا في كل بيت، الزلزال ضربنا ونحن في خضم أزمات اقتصادية ومالية ونزوح، بالإضافة الى انعكاسات الكورونا، مما يجعل مجابهة تداعياته تتخطى قدرة هذا الوطن".

ودمر الانفجار أحياء بأكملها، وتسبب في تشريد 300 ألف شخص، وهدم مؤسسات تجارية وأطاح إمدادات الحبوب الأساسية.

ومن المرجح أن تبلغ كلفة عملية إعادة إعمار بيروت مليارات الدولارات، فيما ويتوقع اقتصاديون أن تبتلع آثار الانفجار ما يصل إلى 25 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.

وزار ماكرون بيروت الخميس، وكان أول رئيس في العالم يفعل ذلك بعد الانفجار، ووعد الشعب اللبناني بتوفير المساعدات الإنسانية لكنه شدد على الحاجة لإصلاحات سياسية جذرية لحل مشاكل البلاد وضمان دعم أطول أمدا.

وقال للحشود التي استقبلته: "أضمن لكم ألا تذهب المساعدات إعادة البناء للأيدي الفاسدة".

وشهد الأسبوع الماضي تعاطفا جارفا مع لبنان من شتى أنحاء العالم، وأرسلت دول عدة دعما إنسانيا فوريا شمل إمدادات طبية، لكن لم تصدر إلى الآن تعهدات بتقديم مساعدات مالية.

وقال ماكرون إن من واجب المجتمع الدولي مد يد العون، وأضاف: "دورنا أن نكون بجانبهم. مستقبل لبنان على المحك".

وأحجم مساعد لماكرون السبت عن تحديد هدف للمؤتمر، وقال مسئول فرنسي إن المساعدات الطارئة ضرورية لإعادة البناء وللمساعدات الغذائية والإمدادات الطبية والمدارس والمستشفيات.

وتجري الأجهزة القضائية اللبنانية تحقيقًا في الانفجار الذي قالت السلطات إنه ناجم عن تخزين كمية ضخمة من مادة نيترات الأمونيوم في مرفأ بيروت منذ 6 سنوات.

وأحجم مساعد لماكرون، أمس السبت عن تحديد هدف للمؤتمر، حيث قال مسئول فرنسي إن المساعدات الطارئة ضرورية لإعادة البناء وللمساعدات الغذائية والإمدادات الطبية والمدارس والمستشفيات.

وسيشارك الرئيس الأمريركي دونالد ترامب في المؤتمر، وكتب على حسابه الرسمي بموقع "تويتر": "الكل يرغب في المساعدة".

وتسبّب انفجار بيروت بتشريد نحو 300 ألف شخص من سكان العاصمة ممن تصدّعت منازلهم أو تضررت بشدة، بينهم 100 ألف طفل وفق منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف".

وحطت في بيروت، الجمعة، طائرات تحمل مساعدات قادمة من إيران والسعودية والإمارات، بعد أن كانت قد سبقتها طائرات من مصر وفرنسا والكويت وقطر وروسيا.

وقال ترامب إن 3 طائرات أمريكية محملة بالمساعدات في طريقها إلى لبنان، على متنها أيضا عاملين في مجال الصحة والإغاثة.

وقدرت الأمم المتحدة قيمة احتياجات القطاع الصحي وحده في لبنان بـ85 مليون دولار، لكن مقربين من الرئيس الفرنسي لم يرغبوا في ذكر أي رقم لقيمة المساعدة التي يمكن أن تقدم الأحد.

وقال مصدر في الإليزيه إن "الهدف الفوري هو التمكن من تأمين الاحتياجات العاجلة للبنان، بشروط تسمح بأن تذهب المساعدة إلى السكان مباشرة"، موضحا أن الأولويات هي "تدعيم المباني المتضررة والمساعدة الطبية العاجلة والمساعدة الغذائية وترميم مستشفيات ومدارس".

وتابع أن "النهج هو ذلك الذي تستخدمه المنظمات الدولية، من الضروري عدم منح الحكومة اللبنانية شيكا على بياض".