الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

انفجار مرفأ بيروت يحرق لبنان.. تصاعد الاشتباكات بين المتظاهرين والأمن.. استقالات بالجملة من الحكومة والبرلمان.. مساعدات مؤتمر المانحين ومطالبات بإسقاط الطبقة السياسية

صدى البلد

* السيسي يؤكد دعم مصر للبنان.. ويناشد المخلصين تخليصها من الصراعات
253 مليون يورو مشروطة يقدمها مؤتمر دعم لبنان
* جبنلاط يطالب بتعليق المشانق لوزراء حكومة دياب

شهد لبنان اليوم استمرارا في تصاعد الاحتجاجات وانهمار الاستقالات سواء في الحكومة أو البرلمان وذلك بالتزامن مع انعقاد مؤتمر المانحين لدعم لبنان، على خلفية كارثة انفجار مرفأ بيروت الذي دمر وجه العاصمة اللبنانية.

بدأ اليوم بانعقاد المؤتمر الذي  دعا إليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بمشاركة الأمم المتحدة، وبحضور عدد من زعماء العالم ولاسيما الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي جدد دعم القاهرة لبيروت الشقيقة.

مؤتمر دعم لبنان

وأعرب الرئيس السيسي خلال كلمته عن الشكر والتقدير للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للمبادرة بالدعوة لعقد هذا المؤتمر، والذي يكتسب أهمية بالغة في ظل الظرف العصيب الذي يواجه لبنان، داعيًا المجتمع الدولي إلى بذل ما يستطيع من أجل مساعدة لبنان على النهوض مجددًا من خلال تجاوز الآثار المدمرة لحادث بيروت وإعادة إعمار ما تعرض للهدم.

وأشار الرئيس إلى أن مصر شرعت في أعقاب انفجار بيروت الأليم في تقديم يد العون إلى الأشقاء في لبنان عبر جسر جوي مُحمل بالمواد الإغاثية والأطقم والمستلزمات الطبية اللازمة لمساعدتهم على مواجهة تداعيات الحادث، وفتح المستشفى العسكري الميداني المصري في لبنان أبوابه لتقديم الخدمات الطبية العاجلة.

وأكد دعم مصر وتضامنها الكامل مع الشعب اللبناني، واستعدادها التام لتقديم كافة أشكل الدعم من خلال المزيد من المساعدات الطبية والإغاثية اللازمة إلى جانب تسخير إمكاناتها لمساعدة الأشقاء في لبنان في جهود إعادة إعمار المناطق المتضررة.

و ناشد الرئيس الوطنيين المخلصين في لبنان، على اختلاف مواقعهم، إلى النأي بوطنهم عن التجاذبات والصراعات الإقليمية، وتركيز جهودهم على تقوية مؤسسات الدولة الوطنية اللبنانية، وتلبية تطلعات الشعب اللبناني عبر تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية الحتمية التي لا مجال لتأجيلها، بما يؤهل لبنان للحصول على ثقة المؤسسات المالية الدولية والدعم الدولي، الأمر الذي سينعكس إيجابًا على مسيرة لبنان نحو تحقيق الاستقرار والتنمية والرخاء.

وتعهدت عدة دول بتقديم مساعدات مالية، حيث قدمت فرنسا 50 مليون يورو، وألمانيا 20 مليون دولار، والكويت 41 مليون دولار، والمفوضية الأوروبية 63 مليون يورو وقطر 50 مليون دولار، وبريطانيا 20 مليون جنيه إسترليني.

وأعلنت الرئاسة الفرنسية "الإليزيه"، أن فرنسا تلقت تعهدات بقيمة 253 مليون يورو لمساعدة لبنان على المدى القصير.


وضع البيان الختامي لمؤتمر المانحين لمساعدة لبنان والذي نظمته فرنسا بالاشتراك مع الأمم المتحدة شرطا لتقديم المساعدات، وقال إن المساعدات ستكون مرتبطة بتنفيذ الإصلاحات التي يطالب بها الشعب اللبناني، وذلك في ظل انعدام الثقة على نطاق واسع في الطبقة السياسية الحاكمة، والذي ظهر من خلال تصريح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأنه فرنسا ستقدم المساعدات للشعب اللبناني مباشرة وليس من خلال السلطات.

ومن المرجح أن تبلغ كلفة عملية إعادة إعمار بيروت مليارات الدولارات، فيما ويتوقع اقتصاديون أن تبتلع آثار الانفجار ما يصل إلى 25 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.

تصاعد المظاهرات والاشتباكات

تواصلت الاحتجاجات في العاصمة اللبنانية بيروت وفي محيط البرلمان، حيث اندلعت اشتباكات واحترقت عدة نقاط.

بدأت قوات الشرطة اللبنانية إلقاء قنابل مسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين الذين يرشقون القوات الأمنية بالحجارة في محيط مجلس النواب، وسط عمليات كر وفر.

واندلعت عدة حرائق صغيرة في شوارع العاصمة اللبنانية بيروت، وسط اتهامات عديدة للحكومة برئاسة حسان دياب، بالتقصير في محاسبة المتورطين في الانفجار الذي شهدته العاصمة الثلاثاء الماضي، وأسفر عن مقتل العشرات وإصابة الآلاف. 

وطالب المتظاهرون بإسقاط النظام السياسي اللبناني الطائفي الذي تسبب في تمزق البلاد وتفشي الفساد.

وأعلنت الوكالة الوطنية للإعلام بأن متظاهرين اقتحموا مبنيي وزارتي الإشغال والمهجرين في ستاركو بالعاصمة اللبنانية بيروت.

وأصدرت الشرطة اللبنانية بيانا طالبت فيه المتظاهرين الخروج من الأماكن التي وقعت فيها اشتباكات مع قوات الأمن، وقالت:"مع ازدياد اعمال الشغب وارتفاع وتيرة الاعتداءات المتكرّرة على عناصرنا نطلب من المتظاهرين السلميين حفاظًا على سلامتهم الخروج فورًا من الاماكن التي تحصل فيها الاعتداءات ولن نقبل بالتعرّض لعناصرنا".

وأصدر الجيش اللبناني بيانا مقتضبا عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر" مع تصاعد وتيرة الاشتباكات بين المتظاهرين وقوى الأمن، ووقالت قيادة الجيش اللبناني:" نحذر بعض المتظاهرين الذين تجاوزوا الأطر السلمية للتظاهرات وعمدوا إلى القيام بأعمال شغب وتكسير وحرق وتعد على الممتلكات العامة والخاصة".

كما أكدت قيادة الجيش اللبناني أنها ستتعامل مع هؤلاء بالطرق المناسبة، كما تجدد دعوتها للعودة إلى سلمية التظاهر.

وأعلن الصليب الأحمر اللبناني، في بيان له، أن 11 طاقمًا يعمل الآن على نقل الجرحى وإسعاف المصابين في بيروت، وذلك إثر تجدد الاشتباكات بين قوات الأمن ومتظاهرين يطالبون بإسقاط الحكومة. 

حذر محافظ العاصمة اللبنانية بيروت القاضي مروان عبود  من مرور السيارات والمشاة من طريق النهر تقاطع شارع الخنشارة مقابل محطة وردية وشارع باستور وشارع غورو حتي مقاطعة جورج حداد.

واستثني محافظ بيروت في توجيهاته قاطني الأبنية الموجودة ضمن الشوارع المذكورة وكل الفرق الهندسية ومتعهدي أعمال إزالة الردميات والترميم.

وأرجع محافظ بيروت تحذيراته بمنع المرور من الشوارع التي حددها الي وجود أبنية متصدعة حيث تشكل خطرا على السلامة العامة وفق ما ذكره في رسالته لقوى الأمن الداخلي اللبناني.

وأفاد التلفزيون اللبناني بأن حريقا اندلع عند مدخل ساحة البرلمان بوسط بيروت، مضيفا أن المحتجين يحاولون اختراق منطقة محاطة بسياج,

من جانبه نفى الجيش اللبناني إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين.

وفي السياق، أعلنت قيادة الجيش اللبناني عن سلسلة من الخروقات التي شهدتها الدولة اللبنانية اليوم في الجو والبحر حيث بيًن طائرتان حربيتيان تابعتان للجيش الإسرائيلي وتحديدا في الساعة الواحدة والنصف اخترقتا الأجواء اللبنانية من فوق بلدة رميش وصولا حتى فوق البحر مقابل بلدة شكا.

وذكرت قيادة الجيش اللبناني أن الطيران الحربي الإسرائيلي نفذ طيرانا دائريا فوق جميع المناطق اللبنانية ثم غادر الأجواء اللبنانية عند الساعة 14.35 من فوق بلدة يارون.

 وكشف البيان أن زورقا حربيا تابع لسلاح البحرية الإسرائيلية خرق المياة الإقليمية اللبنانية مقابل رأس الناقورة لمسافة 166 مترا ولمدة دقيقتين  وتحديدا في الساعة الثانية عشر من منتصف الليل بالإضافة إلى قيام أخر في تمام الساعة الرابعة وثمان دقائق بخرق المياة الإقليمية اللبنانية مقابل رأس الناقورة ايضا لمسافة 185 مترا ولمدة 5 دقائق.

وأكدت القيادة العامة في نهاية البيان أن الجيش اللبناني يتابع الخرق الإسرائيلي للسيادة اللبنانية بالتنسيق مع قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان.

استقالات بالجملة من الحكومة والبرلمان

انتهى الاجتماع بين رئيس الحكومة حسان دياب وعدد من الوزراء، حيث أكد البيان الختامي للاجتماع أن الحكومة مستمرة في أعمالها.  

وونقلت صحيفة "النهار" عن الوزيران حب الله ولميا يمين تأكيدهما أنه "لا استقالة والحكومة مستمر".

وجاء ذلك عقب تداول أنباء بشأن اقتراب استقالة حكومة دياب بسبب الغضب الشعبي الذي ساهم في تأجيجه انفجار مرفأ بيروت، وسط شكوك بأن يؤدي ذلك إلى تهدئة الشارع.

واستقال رئيس حركة الاستقلال اللبنانية، النائب ميشال معوض من البرلمان، وذلك بعد استقالة وزير البيئة اللبناني دميانوس قطار، بعد ساعات قليلة من تقديم وزيرة الإعلام اللبنانية منال عبد الصمد استقالتها من منصبها، بعد أن قدمت اعتذارها، مؤكدة أن "التغيير الذي تطمح إليه الحكومة بعيد المنال". 

من جانبه، قال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي في لبنان، وليد جنبلاط في تصريحات لقناة "الحرة" إنه لن يقدم أي نصائح للحكومة بل إنه يطالب بتعليق المشانق لوزرائها.

وأضاف جبنلاط أنه يجب إسقاط الحكومة داخل مجلس النواب، وذلك بالتزامن مع تصاعد الغضب الشعبي وتجدده ضد الطبقة السياسية الحاكمة عقب انفجار مرفأ بيروت.

وأكد جنبلاط أنه يجب إسقاط الحكومة ومحاكمتها، قائلا إن إسقاطها سيمثل انتصارا كبيرا على "العصابة"، وأن حزبه يطالب بقانون انتخاب غير طائفي، وبلجنة تحقيق دولية بشأن انفجار مرفأ بيروت.

وأعلنت أيضا النائبة بالبرلمان اللبناني، ديما جمالي عن استقالتها، كما أكد النائب هنري الحلو اعتزامه تقديم استقالته من مجلس النواب غدا الاثنين.

وأفادت قناة "الجديد" اللبنانية، أن وزير الداخلية اللبناني محمد فهمي، يعتزم تقديم استقالته من حكومة حسان دياب غدًا.