إسرائيل تبعد شبح الانتخابات 3 أشهر.. اتفاق مبدئي بين جانتس ونتنياهو على تأجيل أزمة الميزانية.. ومخاوف من فخ برلماني ينظمه بيبي

بعد أزمة شديدة كادت أن تعصف بالمنظومة السياسية في إسرائيل وجلبت شبح الانتخابات المبكرة ليلقي بظلاله على الوضع السياسي المتوتر بطبعه هناك، تمكن حزبا الليكود بزعامة بنيامين نتنياهو وكاحول لفان بزعامة بيني جانتس، من التوصل إلى اتفاق بشأن أزمة الميزانية ومداها، ليبعدا شبح الانتخابات المبكرة عن البلاد. وتوصل الحزبان إلى حل وسط مؤقت للخروج من أزمة الميزانية التي تعصف بهما منذ أيام، حيث وافقا على تأجيل مشروع قانون الموازنة بثلاثة أشهر.

وكان الخلاف قد ظهر بين الحزبين على أساس مدة موازنة الدولة، ففي حين طالب (الليكود) بان تكون مدتها عاما واحدا، يصر (أزرق أبيض) على ميزانية لعامين. وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" من المقرر أن يطرح مشروع قانون ارجاء الميزانية على الكنيست للتصويت عليه بالقراءة التمهيدية يوم  الأربعاء القادم.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي في تعليقه على الاتفاق: "يتعين علينا بذل قصارى جهودنا لتفادي الذهاب إلى انتخابات، ولتحقيق استقرار الحكومة، ومكافحة فيروس كورونا من الناحية الصحية، وخوض نضال من أجل فتح الاقتصاد. هذا ما نقوم به وآمل أننا ننجح في ذلك".

وطبقا لقانون الأساس الإسرائيلي كان من المفترض المصادقة على مشروع الميزانية قبل الخامس والعشرين من الشهر الجاري وإلا فإنه يحل الكنيست ويتم الذهاب إلى انتخابات مبكرة خلال 3 أشهر.

تأتي هذه التطورات في ظل تصاعد أزمة فيروس كورونا داخل إسرئيل، حيث أعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية تسجيل 1419 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا منذ منتصف الليلة الماضية، فيما يواصل المتظاهرون الإسرائيليون تظاهراتهم للأسبوع الرابع على التوالي للمطالبة برحيله.

وتقول تقارير إسرائيلية إن التطورات الأخيرة على الساحة السياسية الإسرائيلية جعلت نتنياهو يوقن ببدء تآكل شعبية حزب الليكود، واحتمالية ألا يتمكن الجناح اليميني من الأحزاب من حصد أغلبية الأصوات أو كتلة تماثل التي حصل عليها آخر مرة في الانتخابات القادمة، ولهذا يعمل نتنياهو حاليا مع مقربين منه في الخفاء على تشكيل حزب سياسي جديد يكون مظلة لأولئك الذين تراجعوا عن دعم الليكود أو الذين لم يحسموا أمر خراراتهم السياسية بعد.

وقال أعضاء كنيست من تكتل "درخ آرتس" إنهم لم يدعموا أي تشريع من شأنه زعزعة استقرار الائتلاف الحاكم، وهذا يعني أن مقترح قانون  بحظر شغل منصب رئيس الوزراء للأشخاص الصادر بحقهم لوائح اتهام، لن يمر في الكنيست.

وفي السياق ذاته، توقع أعضاء بالكنيست عن حزب كاحول - لفان أنه لو حدث وكانت هناك انتخابات مبكرة فستكون في شهر نوفمبر كأقرب وقت ممكن. وينص مقترح القانون الذي تقدم به حزب يشد عتيد على أن يمتنع رئيس الدولة عن تكليف عضو الكنيست الصادر بحقه لوائح اتهام بتشكيل الحكومة.

وطالب وزير التعليم، يوآف جالنت، من بيني جانتس أن يتحلى بالمسؤولية ويعلن الموافقة على موازنة لمدة عام واحد، من أجل بدء السنة الدراسية في موعدها وقال له: "جانتس عليك أن تتحلى بالمسؤولية.. دع السياسة جانبا ولا تعطل افتتاح المدارس في الأول من سبتمبر.

ويرى أعضاء في حزب كاحول لفان أن اتفاق نتنياهو وجانتس على تأجيل أزمة الموازنة لم يكن سوى مناورة سياسية من نتنياهو الذي ينوي إسقاط مشروع القانون بعد ذلك، ويريد فقط حاليا النجاة بسلام من المناقشة التي ستكون في جلسة يوم الأربعاء على مقترح القانون الخاص بشغل منصب رئيس الحكومة.