الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مؤتمرات إعادة الإعمار.. وسائل مساعدة أم حيلة للتدخل في شئون الدول؟

تفجيرات بيروت
تفجيرات بيروت

مصائب قوم عند قوم فوائد، مع كل فاجعة إنسانية تطال إحدى الدول العربية يهرع المستعمر الأجنبي إلى الاستفادة قدر الإمكان بتحويل الفاجعة الإنسانية إلى معادلة اقتصادية يتربح منها ويدر الملايين خلالها إلى خزانة الدولة، ومنذ نحو 9 سنوات وظهرت الدول الغربية في ثوب الملاك المنقذ داخل الدول العربية وكان الغرض الحقيقي هو سرقة مقدرات شعوبها والسيطرة اقتصاديا وسياسيا عليها في ظل ضعفها.

خلال السطور التالية نستعرض كيف استفادت دول غربية من أزمات بلدان عربية:

روسيا وإعمار سوريا المدفوع

مع اندلاع ثورة سوريا ورفض الشعب السوري لوجود الرئيس بشار الأسد ظهر التدخل السوري لحماية مصالحه في الأراضي السورية، حيث أكّد وزير الخارجية الروسي سرغي لافروف، في أكثر من محفل أن المساهمات الروسية في إعادة إعمار سورية من شأنها أن تساعد على تحسين الأزمة الإنسانية، مؤكدا إعادة الإعمار الاقتصادي في سوريا، إذ تعمل روسيا على ربط نظام بشار بالأسواق المالية العالمية، ليتم ضخ نحو 400 مليار دولار من قبل بشار الأسد في مقابل تثبيت أقدامهم في السلطة.

ليبيا وعودة الخلافة العثمانية

يبدو واضحا للجميع مطامع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في استغلال الأزمة الليبية سياسيا واقتصاديا، حيث يسعى أردوغان إلى الاستحواذ على النفط الليبي من خلال استغلال حالة الانقسام التي تضرب ليبيا لخدمة مصالحه الاقتصادية.

لذا عمد الرئيس التركي إلى التدخل العسكري في ليبيا ودعم المليشيات المسلحة في مواجهة قوات حفتر التي تحصل على دعم كبير من قبل القوى الدولية في سبيل تمكنه من الإشراف على صادرات النفط والتحكم في خطوط الإنتاج ليحقق أكبر استفادة ممكنة.

فرنسا ومؤتمر المانحين في لبنان

مثل انفجار مرفأ لبنان فرصة كبيرة للمستعمر الفرنسي حيث كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أول رئيس أجنبي يصل إلى بيروت، وتجول في المناطق السكنية للتواصل مع مواطني لبنان ويحصل على دعمهم، فضلا عن دعوته إلى مؤتمر مانحين لجمع تبرعات لمساعدة لبنان من إجل إعادة إعمارها من جديد، على أن تكون المساعدات على شكل تشييد المدارس والمستشفيات وتوفير التجهيزات الطبية، فضلا عن دعم شبكات الصرف الصحي والملاجىء الطارئة والخدمات الأخرى الأساسية.

كما أعلن تميم بن حمد آل ثاني، تقديم 50 مليون دولار أمريكي، ضمن خطة مساعدة لبنان لتخطي أزماتها المالية جراء انفجار مرفأ بيروت، على حد زعمه.

ما الهدف من الإعمار؟

الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية أكد أن الهدف من عمليات الإعمار هي زيادة نفوذ الدول الأجنبية داخل الدول التي تستقبل المساعدات.

وقال في تصريح خاص لصدى البلد، إن الدول الصغيرة تسعى من تقديم المساعدات إلى زيادة مكانتها الدولية، والدول العظمى تريد زيادة نفوذها، وهو ما ظهر في زيارة ماكرون إلى لبنان، حيث تريد فرنسا من لبنان ضمها إلى دائرة نفوذها.

وتابع أن معظم المساعدات التي تقدم للدول العربية مثل سوريا أو لبنان، تقدم على هيئة قروض، وهي وسيلة أخرى اقتصادية للسيطرة على مقدرات الشعوب العربية، فضلًا عن أن تلك المساعدات ضئيلة وتقدر بملايين الدولارات، وهذا الرقم لن تفيد الدول المنكوبة في النهوض.