EN 
وصفت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية اتفاق مباشرة العلاقات الثنائية بين الإمارات وإسرائيل بأنه أول إنجاز دبلوماسي حقيقي لا تشوبه شائبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأوضحت المجلة أن ترامب سبق ونسب لنفسه إنجازات عديدة في السياسة الخارجية، لكن معظمها قوبل بانتقادات متفاوتة الحدة، فصحيح أنه أعاد صياغة اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية، لكن النتائج التي تمخضت عنها أقل بكثير من الضجة التي أثارها ترامب حولها.
ويمكن أن يُقال الشيء ذاته عن الاتفاق حول إعادة تقسيم أعباء حلف شمال الأطلسي (الناتو) بين أعضائه، فمن المؤكد أن تهديدات ترامب دفعت العديد من الدول الأعضاء بالحلف إلى زيادة إنفاقها العسكري، ولكن ذلك جاء على حساب صفو العلاقات مع أهم حلفاء الولايات المتحدة ومصداقية التزام الولايات المتحدة بالدفاع المشترك عن أوروبا.
كذلك الأمر بالنسبة لاتفاق ترامب الشفهي مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون حول تجميد تجارب بيونج يانج النووية والصاروخية، الذي لم تمض عليه بضعة أشهر معدودة حتى استأنفت كوريا الشمالية برامجها التسليحية وكأن شيئًا لم يكن.
أما الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي فمختلف عما سبقه من تجارب ترامب الدبلوماسية، فهو إنجاز تاريخي حقيقي جيد للولايات المتحدة بشكل لا لبس فيه، حسب وصف "فورين بوليسي".
وأكدت المجلة أن الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي سيساهم في تحقيق السلام والاستقرار للشرق الأوسط، من خلال وقف خطط ضم إسرائيل لأراض فلسطينية محتلة، وإعادة إحياء قدرة الولايات المتحدة على التخفيف من حدة أحد أكثر الصراعات تعقيدًا في العالم ولعب دور وسيط السلام بين العرب وإسرائيل.
وأضافت المجلة أن الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي يحظى بإجماع نادر على قبوله بين مختلف أطياف السياسة الأمريكية، ولا شك في أنه مكسب كبير لترامب بينما يقترب موعد الانتخابات الرئاسية وتغدو حاجة الرئيس الأمريكي ماسة إلى إنجاز كبير.
وفي قد يكون نجاح ترامب أمرًا سيئًا بالنسبة للمصالح السياسية الضيقة لخصومه الديمقراطيين، إلا أن الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي يعد أمرًا جيدًا لمصالح الولايات المتحدة الوطنية.
وأصدرت الإمارات والولايات المتحدة وإسرائيل بيانًا مشتركًا أمس حول اتفاق مباشرة العلاقات الثنائية بين الإمارات وإسرائيل، أكد أن "من شأن هذا الإنجاز الدبلوماسي التاريخي أن يعزز من السلام في منطقة الشرق الأوسط، وهو شهادة على الدبلوماسية الجريئة والرؤية التي تحلى بها القادة الثلاثة، وعلى شجاعة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل لرسم مسار جديد يفتح المجال أمام إمكانيات كبيرة في المنطقة. وتواجه الدول الثلاث العديد من التحديات المشتركة في الوقت الراهن، وستستفيد بشكل متبادل من الإنجاز التاريخي الذي تحقق اليوم".
وأضاف البيان "إن بدء علاقات مباشرة بين اثنين من أكبر القوى الاقتصادية في الشرق الأوسط، من شأنه أن يؤدي إلى النهوض بالمنطقة من خلال تحفيز النمو الاقتصادي، وتعزيز الابتكار التكنولوجي، وتوثيق العلاقات بين الشعوب".
