الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سميرة موسى.. أول عالمة مصرية نبغت في الذرة فماتت بعش الدبابير

صدى البلد

في زمن لم يكن لكثير من النساء حظا في تخطي عتبة بيوتهن، حلقت هي في عالم البحث والذرة والإشعاع النووي لتكن أول من تحصل على لقب أول عالمة ذرة مصرية "سميرة موسى" السيدة التي جاءت مختلفة ورحلت بطريقة يشوبها الغموض.

في 3 مارس 1917 ضج أحد بيوت قرية سنبو الكبرى بمحافظة الغربية ببكاء مولود جديد، السابعة في ترتيب الشقيقات والأشقاء، ولكنها أكثرهم اختلافًا، كبرت المولودة وجاءت بصحبة والدها التاجر إلى القاهرة لتبدأ مسيرة العلم التي أنتهت باغتيالها. 

أقامت في أحد فنادق الحسين وتمكنت من الالتحاق بمدرسة قصر الشوق الابتدائية ثم مدرسة بنات الأشراف الثانوية الخاصة، وحصلت على المرتبة الأولى على شهادة التوجيهية عام 1935، ومن ثم كان مكانها شاغرًا في كلية العلوم. 

كان نبوغها واضحًا لاستاذها عميد كلية العلوم الأول"مصطفى مشرفة"، وترجم تفوقها بحصولها على المركز الأول على دفعتها ليتم تعيين عميدة بالكلية رغم احتجاجات الأساتذة الإنجليز آنذاك على تعيينها.

لم يقف قطار تفوقها فقد لحقت بدرجة الماجستير والتي تهتم خلاله بدراسة التواصل الحراري للغازات، حتى جاءتها الفرصة في بعثة بريطانية وهناك أفصح لها المجال لدراسة الإشعاع النووي، واقنتصت درجة الدكتوراة في الاشعة السينية وتأثيرها. 

عادت محملة بالعلم والفكر واتجهت إلى تأسيس هيئة الطاقة الذرية في مصر عام 1948، فتحت لها الأبواب لتتعمق في علمها الذي شكل قلق لمن يحيطون بها، فقد درست بجامعة أوكردج في ولاية تنيسي الأمريكية. 

وخضعت لها معامل جامعة سان لويس لإجراء تجاربها وأبحاثها، ولكن كل هذا الترحيب والدعوات في البقاء بالولايات المتحدة الامريكية التي قابلتها بالرفض، ردت عليها من كره بقائها وعلمها بأغتيالها.

ففي يوم يحمل نفس تاريخ اليوم 15 أغسطس، دعيت "سميرة موسى" لزيارة معامل نووية في ضواحي كاليفورنيا، وبعد انتهاء الزيارة ركبت سيارة أدعى سائقها انه مبعوث من قبل إدارة المفاعل، اصطحبها في طريق واعر حتى اصطدمت السيارة وتوفيت بشكل غامض لم يكشف عنه حتى الآن. 

وأشارت التحقيقات إلى أن السائق كان اسمه مستعار ولم يرسله المفاعل، ليبقى لغز الوفاة حائرًا منذ 1952 حتى الآن.