حليف آبي أحمد صاحب الشعبية الأكبر.. من هو وزير الدفاع الإثيوبي المُقال؟

أطاح رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد اليوم الثلاثاء بوزير الدفاع وحليفه السابق ليما ميجيرسا، بعد أيام من تحديد إقامته، في إطار تعديلات واسعة على مختلف أنحاء الهيكل الحكومي الإثيوبي.

وقال مكتب آبي أحمد على تويتر إن كينيا ياديتا، رئيس الأمن السابق لمنطقة أوروميا، حل محل ليما. كما تم استبدال 9 مسؤولين كبار آخرين، من بينهم المدعي العام ونائبه ووزير التعدين.

ووعد آبي احمد بإجراء أول انتخابات حرة ونزيهة في ثاني أكبر دولة إفريقية من حيث عدد السكان العام المقبل، لكن إصلاحاته الديمقراطية أطلقت العنان للانقسامات العرقية التي كثيرا ما تتحول إلى أعمال عنف.

هو سياسي إثيوبي شغل منصب حاكم ولاية أوروميا الإقليمية في إثيوبيا، ونائب رئيس الحزب الحاكم بها "حزب أورومو الديمقراطي".

ولد ميجيرسا صاحب الـ50 عاما في منطقة شرقي أوروميا، وحصل على درجة البكالوريوس من جامعة أديس أبابا في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، وتخرج لاحقا بدرجة الماجستير في العلاقات الدولية من الجامعة نفسها.

شغل ليما منصب رئيس البرلمان الإقليمي لأوروميا ، قبل أن يصبح رئيسًا إقليميًا في أكتوبر 2016.

كان أول الإصلاحات التي يحاول ليما إجراءها هو منع الشرطة الفيدرالية من التدخل في شؤون الولاية في منطقة أوروميا، ودعا إلى احترام الدستور والسماح للإقليم بممارسة سلطاته بموجبه، وبالفعل تمكن ليما من تقييد ومنع تدخل الجيش الإثيوبي في المظاهرات وتنظيم الاستثمارات داخل الولاية.

واتخذ ليما كذلك إجراءات بشأن المشاريع الاستثمارية التي كانت تعمل بشكل مخالف للقواعد أو لا تعود بالفائدة على المنطقة. أنهت الحكومة الإقليمية رخصة التشغيل لهذه الشركات. إلى جانب ذلك ، تم إغلاق عدد من شركات التعدين غير القانونية، وأدت جهوده لإدخال الإصلاح وتوحيد البلاد إلى مجلة الإيكونوميست التي وصفته بأنه "السياسي الأكثر شعبية في البلاد".

وبالتوازي مع ذلك، كان ليما حليفا موثوقا للغاية، والأقرب من رئيس الوزراء الحالي آبي أحمد، فوالدا آبي وليما كلاهما من أوروميا، أكثر مناطق إثيوبيا اكتظاظًا بالسكان. أوروميا ولاية سياسية قادت المنطقة احتجاجات الشوارع الدموية التي دفعت آبي إلى السلطة في عام 2018.

جاءت الإطاحة بميجيرسا بعد توتر العلاقات بينه وبين آبي أحمد في نوفمبر الماضي، فبينما كان آبي أحمد يتخذ قرارا بتوحيد الأحزاب العرقية جميعها في حزب سياسي واحد "حزب الازدهار" كان ليما معارضا بشدة لتلك الخطوة التي وصفت بأنها تقضي على جميع الإصلاحات الديمقراطية التي نفذها آبي أحمد وكذلك الوعود التي قدمها.

لم يكتف ليما بالمعارضة داخل الغرف المغلقة، وأعلن موقفه وانتقد هذا الدمج بين الأحزاب القائمة على أساس عرقي في الائتلاف الحاكم .

وفي الأسبوع الماضي، أعلن حزب الازدهار تعليق عضوية ليما  لأنه "لم يقم بمسئولياته على الوجه المطلوب"، وذلك على خلفية الاحتجاجات الدموية التي أعقبت حادث مقتل المغني هاشالو هونديسا.

ومنذ أيام، وضع آبي أحمد ميجيرسا قيد الإقامة الجبرية وتحددت إقامته بمنزله من أجل "سلامته الشخصية"، قبل أن يقيله اليوم.

وقال المحلل السياسي محمد أولاد لرويترز إن عزل ليما قد يقلل من التأييد لآبي أحمد.

وقبل الإقالة تراجعت شعبية آبي أحمد في الشارع الإثيوبي ولا تزال تتآكل، وأدت احتجاجات دامية اندلعت بعد اغتيال مطرب شعبي إلى مقتل أكثر من 178 شخصًا الشهر الماضي، وحملة اعتقالات جماعية.

وانتقدت جماعات حقوقية دولية الجيش على الانتهاكات خلال العمليات ضد التمرد في غرب أوروميا.

وأضاف المحلل:"يتمتع ليما بدعم وموافقة أوسع في أوروميا من آبي. إذا كان سينشط مخزون النوايا الحسنة هذا يعتمد على أمرين. أولًا، ما إذا كان سيصبح حرًا في ممارسة حقوقه السياسية (و) ما إذا كان على استعداد للعب دور نشط في السياسة".

وأضافت رويترز أن انتقادات ليما انضمت إلى موجة متزايدة من الأصوات - بعضها من أوروميا - الذين يتهمون آبي بمحاولة تركيز السلطة والتراجع عن إصلاحاته الديمقراطية.

وقالت كيتيل ترونفول، أستاذ دراسات السلام والصراع في جامعة بيوركنيس في أوسلو، لرويترز إن الجدل حول تركيز السلطة أو نقلها كان في قلب سياسات إثيوبيا المتصدعة. هذا هو الجدل الرئيسي في جميع الترتيبات الفيدرالية - توازن القوى بين الولايات الفيدرالية والإقليمية.