EN 
غداة صدور قرار المحكمة الدولية الخاصة بلبنان بإدانة عضو حزب الله سليم عياش باغتيال رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري، نشر رجل الأعمال اللبناني بهاء الحريري، نجل الشهيد رفيق الحريري، مقالًا في صحيفة "عرب نيوز" السعودية الصادرة بالإنجليزية، دعا فيه إلى التغيير وإبعاد حزب الله عن المشهد.
وقال بهاء الحريري إن "شعب لبنان يواجه مرة أخرى خسائر ودمارًا لا يمكن تصوره. لقد جذبت الوفيات المأساوية والإصابات المروعة والدمار الكامل الذي تسبب فيه الانفجار انتباه العالم إلى بلدي".
وأضاف الحريري: "وبينما أضم صوتي إلى أولئك الذين يطالبون بإجراء تحقيق مستقل، ليس لتحديد ما حدث فحسب وإنما لمعرفة كيف حدث ذلك، وصل تحقيق آخر إلى نهايته. سلمت المحكمة الخاصة بلبنان يوم الثلاثاء نتائج التحقيق الذي أجرته منذ سنوات مع المسئولين عن تفجير عام 2005 الذي قتل والدي و21 شخصًا آخرين، ومحاكمتهم".
وتابع: "تؤكد هذه الأحداث مجتمعة على حاجة لبنان للمضي قدمًا بدون حزب الله. وفي الواقع، لن يتمكن لبنان أبدًا من أن يصبح الأمة التي يحتاجها شعبه مع استمرار وجود هذه المنظمة الإرهابية الفاسدة".
وذكر أنه "خلال الأسبوع المنصرم منذ انفجار مرفأ بيروت انتفض الشعب اللبناني ليتحدث بصوت واحد ويطالب بالتغيير. إنهم ينادون برحيل النظام السياسي الحالي الفاشل والمخترق، ويهاجمون أمراء الحرب والنخب الفاسدة والجمود الحكومي والنظام الذي يدعم هؤلاء جميعًا، كما يطالبون بإنهاء الدور الذي لعبه حزب الله في حكم أجزاء من بيروت ولبنان. إن المنظمات الإرهابية وأمراء الحرب لا يستطيعون بناء الأمم، فهم يعرفون فقط كيف يهدمونها".
وأكد الحريري أن "جوهر حل مشاكل لبنان يكمن في إزالة الترتيب السياسي المستمر منذ عقود والذي يحافظ على الطائفية ويبدو أنه يستبقي الصراع. لقد حان الوقت لكي يصبح لبنان ديمقراطية حقيقية ولكي ينهي نظام الكتل النيابية التي تم ترتيبها مسبقا والتي تتشكل تبعًا لخريطة الجماعات الدينية فقط، وليس على أساس القضايا المهمة للشعب اللبناني. يجب أن يضع قانونًا جديدًا للانتخابات حدًا لهذه الدائرة المفرغة من الفساد السياسي، ويمكن لمجتمع مدني بدماء جديدة أن يضمن مشاركة الجماهير في تنمية الديمقراطية".
وقال: "أعتقد جازمًا أن هذا هو أفضل طريق للمضي قدمًا إذا أرادت البلاد المضي قدمًا بثقة وقناعة لإعادة بناء نفسها لتصبح دولة حديثة. لن يكون هذا سهلًا، ولا أدعي أن لديّ كل الإجابات، لكنني أعلم أن أولئك الذين يقولون إنه من المستحيل أن تكون هناك حكومة بدون حزب الله مخطئون. يجب مواجهة حزب الله والابتعاد عن طريق الدمار والفساد المستمر".
وأوضح الحريري أنه "لا يمكننا القيام بهذا وحدنا. يحتاج الشعب اللبناني إلى دعم دولي لنهج ديمقراطي جديد غير طائفي يمكنه إعادة تنشيط الاقتصاد وتغيير البلاد. يمكن أن يتحقق ذلك من خلال اتفاق مع صندوق النقد الدولي، وفرض مزيد من العقوبات على المسئولين عن انفجار مرفأ بيروت، وتوسيع اختصاص قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) التي ستحافظ على الاستقرار والأمن في البلاد خلال عملية التغيير الصعبة تلك".
وختم بالقول: "لقد أظهر الشعب اللبناني أننا نريد - وأننا نحتاج - السلام والاستقرار، السؤال الحقيقي الوحيد المتبقي هو ما إذا كان المجتمع الدولي سيتدخل للمساعدة في هذا الانتقال أم أن الشعب اللبناني سيُترك مرة أخرى ليعاني في ظل الطائفية الفاسدة المستمرة التي يفرضها حزب الله".
