الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

القضاء على مرض ليس له علاج حول العالم.. الصحة العالمية: استئصال شلل الأطفال من أفريقيا.. إنقاذ 2.5 مليون طفل من المرض مدى الحياة

القضاء على شلل الاطفال
القضاء على شلل الاطفال في افريقيا

  • 47 دولة في أفريقيا خالية من فيروس شلل الأطفال
  • آخر حالة إصابة بـ شلل الأطفال في افريقيا كانت في نيجيريا عام 2016
  • تجربة استئصال شلل الأطفال تساعد القارة السمراء في مكافحة كورونا


أعلنت منظمة الصحة العالمية، عن تحقيق إنجاز تاريخي في القرن الأفريقي؛ مؤكدة القضاء على مرض شلل الأطفال في أفريقيا، واصفين الخطوة بأنها "علامة فارقة" على طريق التقدم الصحي في القارة.


ونشر الموقع الرسمي لمنظمة الأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، يؤكد ما أعلنه مسئولون صحيون من القضاء على فيروس شلل الأطفال البري في أفريقيا.


وقد أعلنت اللجنة الإقليمية المستقلة لأفريقيا المعنية بالإشهاد على استئصال شلل الأطفال رسميا أن 47 دولة في الإقليم الأفريقي لمنظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة خالية من الفيروس، مع عدم الإبلاغ عن أي حالات لمدة أربع سنوات.


وحسب ما نشره الموقع، قالت المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لأفريقيا، الدكتورة ماتشيديسو مويتي: "هذا معلم بالغ الأهمية لأفريقيا. الآن يمكن لأجيال المستقبل من الأطفال الأفارقة أن تعيش بدون شلل الأطفال".


أما شلل الأطفال فهو مرض فيروسي يمكن أن يسبب الشلل ويصيب بشكل رئيسي الأطفال دون سن الخامسة.


وينتقل الفيروس من شخص لآخر، في الغالب، من خلال ملامسة البراز المصاب، أو بشكل أقل من خلال الماء أو الطعام الملوث، ويدخل الجسم عن طريق الفم ويتكاثر داخل الأمعاء.


في حين أنه لا يوجد علاج لشلل الأطفال، ويمكن الوقاية منه عن طريق الطعم فموي وهو لقاح بسيط وفعال، ويحمي الطفل مدى الحياة.


ويأتي إعلان اللجنة المعنية بالإشهاد على استئصال شلل الأطفال بعد عمليات توثيق وتحليل استمرت لعقود من الزمن لترصد شلل الأطفال والتحصين والقدرة المختبرية، بالإضافة إلى زيارات التحقق الميدانية لكل بلد في المنطقة.


وتم اكتشاف آخر حالة إصابة بفيروس شلل الأطفال البري في المنطقة في نيجيريا في عام 2016.


وقالت البروفيسور روز جانا فومبان ليك، اللجنة الإقليمية المستقلة لأفريقيا المعنية بالإشهاد على استئصال شلل الأطفال، خلال إعلانها القضاء على الشلل إن "اليوم هو يوم تاريخي لأفريقيا".


وبدأت رحلة استئصال شلل الأطفال بوعد قطعه رؤساء الدول الأفارقة في عام 1996 خلال الدورة الثانية والثلاثين لمنظمة الوحدة الأفريقية، التي عقدت في ياوندي، الكاميرون، حيث تعهدوا بالقضاء على شلل الأطفال، الذي كان يشل، سنويا، ما يقدر بنحو 75 ألف طفل في القارة.


في العام ذاته، أعلن الزعيم الراحل نيلسون مانديلا التزام أفريقيا بالقضاء على شلل الأطفال من خلال إطلاق حملة "اطردوا شلل الأطفال بعيدا عن أفريقيا​​،" بدعم من منظمة روتاري انترناشيونال، والتي حشدت الدول لتكثيف الجهود لضمان تلقي كل طفل لقاح شلل الأطفال.


وأفادت منظمة الصحة العالمية بأنه منذ ذلك الحين، أنقذت جهود القضاء على شلل الأطفال ما يصل إلى 1.8 مليون طفل من الشلل المعيق الذي يستمر مدى الحياة، فضلا عن إنقاذ ما يقرب من 180 ألف شخص.


وقالت الدكتورة مويتي: "لم يكن هذا الإنجاز التاريخي ممكنا إلا بفضل قيادة والتزام الحكومات والمجتمعات والشركاء العالميين في القضاء على شلل الأطفال وفاعلي الخير. أشيد، بشكل خاص، بالعاملين الصحيين في الخطوط الأمامية والقائمين على أمر التحصين، الذين فقد البعض منهم حياته، من أجل هذه القضية النبيلة".


وبرغم هذا الإنجاز، حذرت الدكتورة مويتي من أن أفريقيا يجب أن تظل متيقظة تحسبا لعودة ظهور فيروس شلل الأطفال البري.


كما أن الحفاظ على معدلات عالية من التطعيم يقي من التهديد المستمر لشلل الأطفال المشتق من اللقاح.


وأوضحت منظمة الصحة العالمية أنه في حين أن فيروسات شلل الأطفال المستمدة من اللقاح نادرة الحدوث، إلا أنها يمكن أن تحدث عندما ينتقل الفيروس الحي الضعيف في لقاح شلل الأطفال الفموي بين السكان ممن يتمتعون بمستويات تحصين منخفضة.


وبمرور الوقت، يتحول الفيروس إلى شكل يمكن أن يسبب الشلل.


وقالت الوكالة الأممية إن التحصين الكافي يحمي بالتالي من شلل الأطفال البري وفيروسات شلل الأطفال المنتشرة المشتقة من اللقاح.


ويعتقد مسئولو منظمة الصحة العالمية في أفريقيا أن تجربة القضاء على فيروس شلل الأطفال البري لها فوائد أخرى للصحة في القارة.


على الرغم من ضعف النظم الصحية، والتحديات اللوجستية والتشغيلية الكبيرة، تعاونت البلدان بشكل فعال لتحقيق هذا الإنجاز، وفقا للدكتور باسكال ماكاندا، منسق برنامج منظمة الصحة العالمية لاستئصال شلل الأطفال في المنطقة، وقال: "من خلال الابتكارات والخبرات التي أسسها برنامج شلل الأطفال، أنا واثق من أننا قادرون على الحفاظ على المكاسب، والقضاء على فيروسات شلل الأطفال المشتقة من اللقاح".


وأضافت الدكتورة مويتي أن التجربة ستفيد أيضا في الاستجابة للتحديات الأخرى، الجديدة منها والمستمرة.


وقالت إن الخبرة المكتسبة من استئصال شلل الأطفال ستستمر في مساعدة المنطقة الأفريقية في مكافحة كـوفيد-19 والمشكلات الصحية الأخرى التي ابتليت بها القارة لسنوات عديدة، وفي نهاية المطاف، تدفع القارة نحو التغطية الصحية الشاملة. سيكون هذا هو الإرث الحقيقي لاستئصال شلل الأطفال في أفريقيا.