الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وليد الزيدى.. "طه حسين تونس" أول وزير كفيف مع إيقاف التنفيذ

وليد الزيدى
وليد الزيدى

لم تقف الإعاقة البصرية حائلا أمام تحقيق ذاته وطموحاته ومكانته العلمية المرموقة شأنه شأن العظماء الذين سبقوه على ذاك الدرب هو الدكتور وليد الزيدى استاذ البلاغة بجامعة منوبة بتونس الذى تم ترشيحه لشغل منصب وزير الشئون الثقافية في حكومة هشام المشيشي التونسية، فهو الكفيف الذى لم تقف إعاقته البصرية عائقا أمام نبوغه ونيله مكانة متميزة فى مجتمعه ، حتى انه صار أصغر مرشح لتولى حقيبة وزارية فى الحكومة التونسية بعمر لم يتجاوز 34 عاما ، وذلك قبل ان يعتذر رسميا عن المنصب بالأمس .

 

وليد الزيدى والملقب بـ "طه حسين تونس" ، وذلك بعد أن تم ترشيحه لتولى حقيبة الثقافة بالحكومة التونسية المكلفة على خطى الرائد طه حسين الذى شغل منصب وزير التعليم فى عهد الرئيس المصرى الأسبق محمد انور السادات، اعتبر المتابعون اختياره وترشيحه لحقيبة الثقافة بحكومة هشام المشيشى بتونس خطوة تاريخية وغير مسبوقة، وأنها خطوة ثورية لتصحيح الاوضاع بالجمهورية التونسية، وبمثابة احترام للتخصص العلمي والوظيفي .

 

إلا ان وليد الزيدى صدم المرحبين بهذه الخطوة بعد إعلانه الاعتذار والانسحاب من المنصب بداعى ان  الوزارة وزر ثقيل قد لا يقدر على تحمله بالنظر إلى وضعي الصحي وإلى الظروف التي يمر بها قطاع الثقافة في البلاد والتحديات الكبيرة التي تواجهه، فضلا عن حاجة الجامعة له وحاجته للجامعة، التي أعتبرها عالمه وجنته.. على حد تعبيره .

 

وأوضح الزيدى  أنه لا يصلح إلا في الجامعة أو في خدمة ذوي الاحتياجات الخصوصية، قائلا : " ومن موقعي أذود عن وطني وأتجند له، لست وزيرا ولن أكون وزيرا، وأقسم بالله حتى ألقاه هذا قراري منذ عقلت، فليفرح لي أحبائي ولا يأسوا علي"، مشيرا إلى أنه فضل الانسحاب وطلب إعفاءه من هذه المسؤولية، لأن وضعه الصحي لا يسمح بذلك، مشددا على أنّه "لا يصلح إلا للتدريس في الجامعة و لا يرى نفسه وزيرا للثقافة".

 

ويعتبر وليد الزيدى أوّل تونسي كفيف يحصل على شهادة الدكتوراه في الآداب، بعد مناقشة رسالته العام الماضي في كلية الآداب والفنون والانسانيات في منوبة بتونس.

 

والزيدي يعد أستاذا بارزا في البلاغة بجامعة منوبة، وهو وابن مدرسة المعلمين العليا وكلية الآداب والإنسانيات في منوبة، وهي من أكثر الجامعات التونسية صرامة، وينجز الزيدي بحوثا في العلوم البلاغية والتداولية وفي علم نفس الإعاقة، كما ينتج برامج إذاعية في الفكر والأدب في إذاعة تونس الثقافية وإذاعة الكاف.

قصة الزيدي كما يعرفها ويرويها المقربون هي قصة كفاح وتحد؛ إذ كان قد فقد بصره في عمر عامين بعد مرض ألم به، ودرس في معهد النور للمكفوفين بتونس ثم في معهد الكفيف في سوسة، ودرس الزيدي، الذي عرف عنه تميزه في الدراسة منذ السنوات الأولى، بمراجع للمكفوفين بطريقة برايل في سنوات دراسته الأولى ثم التحق بجامعات عادية لا تتوفر فيه مراجع خاصة بالمكفوفين وأصر على النجاح والتميز وكان يستعين بمن يكتب له من الزملاء أثناء الامتحانات، كل هذا لم يمنعه من نيل شهاداته بتفوق حيث حصل على الامتياز في مرحلة الباكالوريا، ثم كان أول كفيف في أفريقيا يحصل على شهادة التبريز، ثم نال شهادة الدكتوراه بمرتبة "مشرف جدا".

.