الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى إعدامه.. سيد قطب "مدرسة التكفير" التي أخرجت البنا والظواهري

سيد قطب
سيد قطب

في مثل هذا اليوم قبل قرابة النصف قرن وبالتحديد في يوم 29 أغسطس 1966، أُعدم سيد قطب العضو القيادي في جماعة الإخوان المسلمين، بعد إدانته بالتخطيط لاغتيال الرئيس المصري جمال عبد الناصر.

على الرغم من موته إلا أن أفكاره ظلت راسخة داخل الإخوان كما أصبحت عقيدة للمتطرفين من بعده، حيث يحتل قطب مكانة بارزة في الهيكل الهرمي للجماعات الإسلامية السلفية الراديكالية، مما أدى إلى ظهور العديد من فروع الإخوان المسلمين، مثل التكفير والهجرة والجهاد والقاعدة وداعش.

ووفقا لدراسة نشرتها جامعة أكسفورد بعنوان: "سيد قطب: حياة وإرث مفكر إسلامي راديكالي"، كان يتم النظر إلى قطب على نطاق واسع على أنه الزعيم الروحي والمنظر الأول للفكر الإسلامي الثوري، الذي دعا إلى حمل السلاح واللجوء إلى العنف كحل لتغيير الواقع القائم، وهو ما ظهر في سعيه الدائم لمهاجمة المجتمعات الإسلامية التي لا تطبق أحكام الشريعة وغيرها من الأفكار المتطرفة.

وفي كتابه بعنوان "العدالة الاجتماعية في الإسلام" ، انتقد بشدة عدة شخصيات سنية مهمة، منها عثمان بن عفان وأبو سفيان بن حرب ونجله معاوية وعمرو بن العاص.

وفي نفس الكتاب، أشاد بحركة القرامطة التي كانت إحدى الحركات الشيعية السرية التي ثارت ضد الخلافة العباسية في القرن الرابع الهجري (بعد الهجرة)، حيث وصف قطب هذه الحركة بأنها "تعبر عن روح الإسلام التي تحارب الاستغلال والسلطة الظالمة والاختلافات الطبقية".

تأثر قطب في كتاباته المتطرفة بعدد من الكتاب الإسلاميين مثل  أبو علاء المودودي وأبو حسن الندوي في الهند وابن تيمية، حيث أصبح مقتنعًا بأن مصر كانت في حالة جاهلية - جهل ما قبل الإسلام ، وعاد إلى المفهوم المستخدم لوصف قبل أيام من مجيء الإسلام - ولن يتعافى إلا بتأسيس حكومة إسلامية كاملة. 

ظهر ذلك جليا في عام 1964، بعد اعتقاله، عندما نشر كتاب "معالم"، الذي دعا إلى الإطاحة العنيفة بالحكومة من أجل إقامة دولة إسلامية، كما أيد فكرة أن المسلمين يمكن أن يتهموا قادتهم بأنهم ليسوا مسلمين ثم يستخدمون وسائل عنيفة لإبعادهم، وهي عقيدة تشير إلى التكفير.

تتلمذ على يده العديد من قياديي التطرف والتكفير أمثال أيمن الظواهري، الذي أصبح عضوًا في حركة الجهاد الإسلامي المصرية ثم مرشدًا لأسامة بن لادن وعضوًا قياديًا في القاعدة، فضلا عن أعضاء تنظيم الإخوان 65 ومنهم المرشد المؤقت محمود عزت، الذي ألقي القبض عليه مؤخرا. 

ووفقا لدراسة آخرى نشرتها منظمة مكافحة التطرف الدولية، مثلت دعوته للعنف تحولًا مهمًا في علاقة الإخوان بالتطرف، لكنها كانت أيضًا مصدر إلهام لأجيال من الإسلاميين الراديكاليين في المستقبل، في حين أن جماعة الإخوان المسلمين نفسها نبذت العنف في عام 1970 وأصبحت جزءًا من التيار السياسي السائد في الثمانينيات، لكن اتبعت الحركات الانفصالية فكر قطب، مما أدى إلى تصاعد العنف في مصر خلال العقدين التاليين لوفاته.

وبالحديث عن النشأة وتطور ثقافته، ولد قطب في محافظة أسيوط، عام 1906، كما حفظ قطب القرآن في سن العاشرة وأكمل تعليمه الثانوي في القاهرة، ثم عمل هناك مدرسًا والتحق بوزارة التربية والتعليم، فضلا عن كتابته روايات ومقالات تنتقد المجتمع المصري. 

سافر قطب بعد ذلك إلى الولايات المتحدة عام 1948 للدراسة في واشنطن العاصمة وجريلي بولاية كولورادو، لكنه شع بالاشمئزاز مما اعتبره إفلاسًا أخلاقيًا للمجتمع الغربي، وانضم إلى جماعة الإخوان المسلمين - التي أسسها حسن البنا عام 1928 - عند عودته إلى مصر في عام 1950. 

ومن خلال الإخوان المسلمين، سعى قطب إلى استئصال التأثير الغربي من المجتمع المصري من خلال تطبيق الشريعة، بجانب ارتكاب العديد من الجرائم الإرهابية بدعوى التغيير من خلال "الجهاز السري" التابع للإخوان ، وهو وحدة شبه عسكرية أنشأها البنا بمباركة من قطب، وقامت بأعمال عنف سياسية خطيرة. 

وكان من بين الذين اغتالوا قاضٍ بارز ، ورئيس شرطة القاهرة ورئيس الوزراء المصري، وفي عام 1954، حاولوا اغتيال الرئيس عبد الناصر، المؤامرة التي فشلوا فيها وحكمت على مفكرها سيد قطب بالإعدام شنقا.